الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد في تعريف اليوم الآخر
اليوم: واحد الأيام.
يقول ابن فارس: "الياء والواو والميم كلمة واحدة، وهي اليوم: الواحد من الأيام
…
"
(1)
.
والآخر: نقيض المتقدم.
يقول ابن فارس: "الهمزة والخاء والراء أصل واحد صحيح، إليه ترجع فروعه، وهو خلاف التقدم"
(2)
.
والمراد باليوم الآخر هنا: يوم القيامة، ويدخل فيه كل ما كان مقدمة إليه كالحياة البرزخية، وأشراط الساعة
(3)
.
وسمي بذلك "لأنه آخر أيام الدنيا، أو آخر الأزمنة المحدودة"
(4)
، ويطلق عليه أسماء أخرى ذكرها أهل العلم، وأوردوا أدلتها، وبيّنوا معانيها في كتبهم بما يغني عن تسطيره
(5)
.
(1)
معجم مقاييس اللغة (ص 1111)، وانظر: تهذيب اللغة (4/ 3990)، الصحاح (5/ 2065)، لسان العرب (12/ 649)، القامودس المحيط (ص 1514).
(2)
معجم مقاييس اللغة (ص 93)، وانظر: تهذيب اللغة (1/ 131)، الصحاح (2/ 576)، لسان العرب (4/ 11)، القاموس المحيط (ص 436).
(3)
انظر: تعظيم قدر الصلاة (1/ 393)، المنهاج في شعب الإيمان (1/ 336)، شعب الإيمان (2/ 5)، إحياء علوم الدين (4/ 441)، مجموع الفتاوى (3/ 145)، معارج القبول (2/ 703)، فتاوى ابن عثيمين (5/ 127).
(4)
فتح الباري (1/ 118)، وانظر: فتاوى ابن عثيمين (5/ 127).
(5)
انظر: إحياء علوم الدين (4/ 441)، التذكرة في أحوال الموتى للقرطبي (1/ 328)، النهاية لابن كثير (1/ 323)، فتح الباري (11/ 403)، لوامع الأنوار البهية (2/ 168).
يقول ابن حجر رحمه الله في تقرير ذلك: "اليوم الآخر يوم القيامة الذي هو محل الجزاء على الأعمال حسنها وقبيحها"
(1)
.
"وهو من الموت إلى آخر ما يقع يوم القيامة، وصف بذلك لأنه لا ليل بعده، ولا يقال يوم إلا لما يعقبه ليل
…
"
(2)
.
والإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان التي لا يصح إيمان العبد إلا بها، وهو يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بما يكون قبله مما هو مقدمة له كالموت، وعذاب القبر، وأشراط الساعة.
والثاني: الإيمان بالبعث.
الثالث: الإيمان بالحساب والجزاء.
الرابع: الإيمان بالجنة والنار
(3)
.
وقد بيّن ابن حجر- رحمه الله ذلك فقال: " [الإيمان] باليوم الآخر
…
أي: بوجوده، وما اشتمل عليه من سؤال الملكين، ونعيم القبر وعذابه، والجزاء، والبعث، والحساب، والميزان، والصراط، والجنة، والنار، وغير ذلك"
(4)
.
هذا وقد عرض ابن حجر لبعض هذه المسائل، وتحدث عنها، وفيما يلي عرض آرائه فيها وتقويمها.
* * *
(1)
فتح المبين (ص 151).
(2)
فتح المبين (ص 71).
(3)
انظر: تعظيم قدر الصلاة (1/ 393)، المنهاج في شعب الإيمان (1/ 336)، شعب الإيمان (2/ 5)، مجموع الفتاوى (2/ 703)، فتاوى ابن عثيمين (5/ 127).
(4)
فتح المبين (ص 71).