الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذِكْرُ أدلة هذه الأنواع، والكلام في ثبوتها ودلالتها مبسوط في مواضعه من كتب أهل العلم
(1)
.
وقول ابن حجر - عفا الله عنه - بأن الشفاعة بقسميها وأنواعها راجعة إلى شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يحتمل حقًّا وباطلًا.
فأما احتمال الحق فيه فهو ما عبر عنه بقوله: "لأنه إذا كان صاحب شفاعة الأنبياء والكل تحت لوائه فتقديمهم للشفاعة وإجابة شفاعتهم إنما هو إجابة له صلى الله عليه وسلم
…
".
وأما احتمال الباطل فيه فهو ما عبر عنه بقوله: "وإنما الشفعاء نوابه في الحقيقة".
فإن أراد به أنهم يشفعون بأمره وإذنه فهذا باطل؛ لقوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44]، وقوله سبحانه:{قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: 154]، وقوله عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].
وإن أراد به أنهم إنما يشفعون بعده وتبعًا له فهذا حق، كما دل عليه حديث الشفاعة الطويل
(2)
.
ثالثًا: الصراط:
يرى ابن حجر رحمه الله وجوب الإيمان بالصراط، حيث يقول: "ومما يجب الإيمان به
…
الصراط"
(3)
.
(1)
انظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (2/ 588)، الحجة في بيان المحجة (9/ 452 - 564)، الدرة فيما يجب اعتقاده (ص 294 - 297)، الشفا (1/ 289)، التذكرة (2/ 56 - 78)، شرح صحيح مسلم (3/ 35 - 36)، مجموع الفتاوى (3/ 147)، حاشية تهذيب السنن لابن القيم (2/ 134)، النهاية لابن كثير (2/ 202 - 209)، إثبات الشفاعة (ص 20 - 22)، شرح العقيدة الطحاوية (1/ 282)، فتح الباري (11/ 426 - 428)، التوضيح عن توحيد الخلاق (ص 352)، لوامع الأنوار البهية (2/ 211)، وللاستزادة: الشفاعة للدكتور ناصر الجديع (ص 38) وما بعدها.
(2)
سبق تخريجه (ص 284).
(3)
التعرف (ص 118 - 121)، وانظر: العمدة شرح البردة (ص 486).
ويرى أيضًا أن المرور عليه خاص بالمؤمنين والمنافقين دون الكفار، فقد سئل بما صورته: هل يمر الكافر على الصراط؟ .
فأجاب بقوله: "في أحاديث ما يقتضي أنهم يمرون، وفي أحاديث ما يقتضي خلافه، وجمع بحمل الأول على المنافقين"
(1)
.
التقويم:
الصراط لغة: أصله السراط بالسين، انقلبت سينه مع الطاء صادًا لقرب مخرجها
(2)
.
يقول ابن فارس: "الصاد والراء والطاء هو من باب الإبدال - وقد ذكر في السين - وهو الطريق"
(3)
.
والمراد به هنا: الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة
(4)
.
وهو ثابت بالكتاب، والسنة، والإجماع.
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)} [مريم: 71].
"اختلف المفسرون
(5)
في المراد بالورود المذكور
…
ما هو؟ والأظهر والأقوى أنه المرور على الصراط"
(6)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: "يُضرب الجسر بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزه ولا يتكلم في ذلك اليوم إلا الرسل، ودعوة الرسل يومئذ: اللهم سلم
(1)
الفتاوى الحديثية (ص 244).
(2)
انظر: تهذيب اللغة (2/ 1673)، الصحاح (3/ 1139)، لسان العرب (9/ 185)، القاموس المحيط (ص 865).
(3)
معجم مقاييس اللغة (ص 593).
(4)
انظر: شرح صحيح مسلم (1/ 430)، مجموع الفتاوى (3/ 146)، شرح العقيدة الطحاوية (2/ 605)، فتح الباري (11/ 446)، لوامع الأنوار البهية (2/ 192).
(5)
انظر: تفسير ابن جرير (8/ 364)، تفسير السمعاني (3/ 306)، تفسير ابن أبي زمنين (3/ 102)، تفسير البغوي (5/ 246)، تفسير ابن كثير (3/ 146).
(6)
شرح العقيدة الطحاوية (2/ 606)، وانظر: شرح صحيح مسلم (16/ 58)، مجموع الفتاوى (4/ 279)، درء التعارض (7/ 49 - 50).