الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الحديث: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"
(1)
.
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على كثرتهم، وأن عددهم لا يحصيه إلا خالقهم
(2)
.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه لحديث البيت المعمور السابق: "استُدِلَّ به على أن الملائكة أكثر المخلوقات؛ لأنه لا يعرف من جميع العوالم من يتجدد من جنسه في كل يوم سبعون ألفًا، غير ما ثبت عن الملائكة في هذا الخبر"
(3)
.
4 - أعمالهم:
يرى ابن حجر أن الله تعالى قد وكل إلى الملائكة تصريف العالم وأنها "قدرت على الأعمال التي لا يطيقها غيرهم
…
ولم تفتر عما سخرت له من الطاعة والقيام بمصالح العباد"
(4)
.
وقد خص ابن حجر الحفظة من الملائكة بمزيد تفصيل حيث سئل عن عددهم على كل إنسان؟ وهل على الكافر من الإنس حفظة؟ وهل الحفظة غير الكاتبين الكريمين؟
فأجاب بقوله: "قول السائل: كم هم على كل إنسان؟
جوابه: أنه ورد في ذلك أمور مختلفة
…
ويمكن الجواب عن تخالف هذه المذكورات على تقدير صحتها كلها بأنه صلى الله عليه وسلم حيث ذكر القليل يحتمل أنه أراد حفظًا خاصًا، وحيث ذكر الكثير محتمل أنه أراد حفظًا عامًا، ويحتمل أنه أعلم بالقليل ثم بأكثر منه، ويحتمل أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص؛ فمن الناس من يُوكل به قليل ومنهم من يوكل به كثير
…
(1)
أخرجه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب في شدة حر جهنم وبعد قعرها (4/ 2184) برقم (2842) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما به.
(2)
انظر: مجموع الفتاوى (17/ 332)، إغاثة اللهفان (2/ 125 - 131)، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (2/ 408 - 409)، فتح الباري (7/ 215).
(3)
فتح الباري (7/ 215).
(4)
التعرف (ص 119).
وقوله: وهل على الكافر حفظة؟
جوابه: نعم، كما شمله بل صرح به قوله تعالى:{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار: 9 - 12].
وقوله: هل هم غير الكاتبين الكريمين؟
جوابه: أنه قد عُلم أن ملائكة الحفظ الموكلين بالإنسان ينقسمون إلى أن منهم من هو موكل بالحفظ لا غير، ومنهم - وهما الكاتبان الكريمان - من هو موكل بالحفظ والكتابة، وورد في هذين أنهم لا يفارقون الإنسان"
(1)
.
التقويم:
"كل حركة في السماوات والأرض
…
فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسماوات والأرض، كما قال تعالى:{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات: 5]، وقوله:{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)} [الذاريات: 4]
…
وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات"
(2)
، وأن من أصنافهم: الحفظة: وهم الذين يحفظون بني آدم، والكتبة: وهم الذين يكتبون أعمالهم ويحصونها عليهم.
يقول سبحانه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار: 10 - 12]، ويقول جل وعلا:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11].
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حراس بالليل وحراس بالنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر، وملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه
(1)
الفتاوى الحديثية (ص 48 - 52)، وانظر:(ص 90)(ص 218).
(2)
إغاثة اللهفان (2/ 125).