الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحكمه بضعف الأحاديث الواردة في استثناء دمشق وعسقلان صواب كما حققه الحافظ السخاوي رحمه الله
(1)
.
وأما ما قرره من كون الدجال موجودًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيدل عليه حديث الجساسة المشهور
(2)
.
وقوله بأنه ليس ابن صياد، وتعليله ذلك بأن مشابهة ابن صياد له في كثير من صفاته لا تقتضي أن يكون هو، موافق لقول جماعة من أهل العلم، وهو الصحيح - إن شاء الله -
(3)
.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "الصحيح أن الدجال غير ابن صياد، وأن ابن صياد كان دجالًا من الدجاجلة ثم تاب بعد ذلك، فأظهر الإسلام والله أعلم بضميره وسيرته، وأما الدجال الأكبر فهو المذكور في حديث فاطمة بنت قيس الذي روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري وفيه قصة الجساسة"
(4)
.
2 - نزول عيسى عليه السلام:
يقول ابن حجر رحمه الله: "خروج المهدي قبل نزول عيسى عليه السلام وأما ما قيل: إنه بعد نزوله فبعيد، والأحاديث ترد على قائله، فلا ينظر إليه"
(5)
.
"والأشهر ما صح في مسلم أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.
وفي رواية: بالأردن.
وفي أخرى: بعسكر المسلمين.
ولا تنافي لأن عسكرهم بالأردن ودمشق وبيت المقدس من ذلك"
(6)
(1)
انظر: القناعة (ص 36).
(2)
سبق تخريجه (ص 510).
(3)
انظر: معالم السنن (4/ 503)، التذكرة (2/ 563)، شرح صحيح مسلم (18/ 46 - 47)، مجموع الفتاوى (11/ 283)، النهاية (1/ 118، 173)، فتح الباري (6/ 173)(10/ 358)(13/ 323)، وللاستزادة: أشراط الساعة للوابل (ص 283 - 308).
(4)
النهاية (1/ 173 - 174).
(5)
القول المختصر (ص 85).
(6)
الفتاوى الحديثية (ص 250)، وانظر: القول المختصر (ص 86 - 87).
"ويقيم سبع سنين كما صح في حديث مسلم، ولا ينافيه حديث الطيالسي
(1)
أنه يقيم أربعين سنة؛ لأن المراد مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده فإنه رفع وسنه ثلاث وثلاثون سنة"
(2)
.
"وجاء لعيسى عليه السلام علامات:
لا يجد ريح نَفَسه - بفتح الفاء - وهو ينتهي حيث ينتهي طرفه كافر إلا مات.
يذق الصليب، ويذبح الخنزير والقردة، أي: يبطل دين النصرانية ويتخذ دين الإسلام فلا يُعبد غير الله.
ويضع الجزية أي: أنه لا يقبل إلا الإسلام.
وتترك الصدقة أي: الزكاة؛ لعدم من يقبلها لنزول البركات وظهور الكنوز
…
"
(3)
.
التقويم:
نزول عيسى عليه السلام من أشراط الساعة الكبرى بدلالة الكتاب والسنة
(4)
.
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: 159].
وقال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61].
فسرتا بنزول عيسى عليه السلام
(5)
.
(1)
هو سليمان بن داود بن الجارود، المشهور بأبي داود الطيالسي، إمام محدث، صاحب المسند، توفي سنة 204 هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (9/ 378)، شذرات الذهب (2/ 12).
(2)
الفتاوى الحديثية (ص 251)، وانظر: القول المختصر (ص 90).
(3)
القول المختصر (ص 89)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص 242، 243)، المنح المكية (1/ 210)، التعرف (ص 114).
(4)
انظر: التذكرة (2/ 537)، النهاية (1/ 182)، القناعة (ص 25)، الإشاعة (ص 217)، الإذاعة (ص 197)، التصريح بما تواتر من نزول المسيح للكشميري، فصل المقال في رفع عيسى حيًّا ونزوله وقتله الدجال لهراس، عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام للغماري، وللاستزادة: أشراط الساعة للوابل (ص 337).
(5)
انظر: تفسير ابن جرير (4/ 356)، (11/ 204)، تفسير السمعاني (1/ 500)(5/ 112)، تفسير البغوي (2/ 307)(9/ 217)، تفسير ابن كثير (1/ 636)، (4/ 140).
وقد تواترت الأحاديث بنزوله آخر الزمان
(1)
، ومنها حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه وفيه:"لا تقوم الساعة حتى ترون عشر آيات"، وذكر منها: نزول عيسى عليه السلام"
(2)
.
وأجمعت الأمة على القول بموجبها، ولم يخالف في ذلك أحد من أهل الشريعة
(3)
.
والذي تدل عليه النصوص أن نزوله بعد ظهور المهدي وخروج الدجال، وأنه يأتم بالمهدي ويقود المسلمين في قتال الدجال، وعلى يده تكون هلكته.
وأما مكان نزوله فقد اختلفت الأحاديث في تحديده.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق
…
وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي شرق الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق؛ لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة
…
وورد في بعض الأحاديث أنه ينزل ببيت المقدس، وفي رواية بالأردن، وفي رواية بعسكر المسلمين
…
"
(4)
.
وأما مدة مكثه في الأرض فقد اختلفت الأحاديث في تحديدها أيضًا والجمع بينها بما ذكره ابن حجر هو قول طائفة من أهل العلم
(5)
، وهو متعقب.
يقول العلامة السفاريني رحمه الله: "جمع بعضهم أن سيدنا عيسى حين رفع كان عمره ثلاثًا وثلاثين سنة وينزل سبعًا فهذه أربعون سنة.
(1)
انظر: تفسير ابن كثير (4/ 140)، فتح الباري (6/ 358)، روح المعاني (7/ 60)، الإذاعة (ص 198)، التصريح (ص 56)، نظم المتناثر (ص 147).
(2)
سبق تخريجه (ص 500).
(3)
انظر: روح المعاني (7/ 60)، لوامع الأنوار البهية (2/ 94 - 95)، التصريح (ص 56).
(4)
النهاية (1/ 192 - 193)، وانظر: الإشاعة (ص 219)، الإذاعة (ص 200).
(5)
انظر: النهاية (1/ 193)، القناعة (ص 43)، الإشاعة (ص 220)، التصريح (ص 127 - 128).