الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دون ذلك
…
"
(1)
.
وقول ابن حجر بأن ما ورد في أن طلوع الشمس من مغربها أولى الآيات لا ينافي رواية أن أولها الدجال، وجمعه بين الروايتين بما ذكر قرره غير واحد من أهل العلم
(2)
.
5 - خروج الدابة:
يقول ابن حجر رحمه الله: "ثم تخرج الدابة من صدع من الصفا - وبه جزم غير واحد - أو من المروة، أو من شعب جياد، أو من بعض أودية تهامة، أو من وراء مكة، أو من مدينة قوم لوط، ليلة مزدلفة.
ولها ثلاث خرجات:
مرة من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها مكة ثم تكمن زمانًا.
ثم أخرى يدخل ذكرها مكة.
قال صلى الله عليه وسلم: "بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمه وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي تربو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب
…
"
(3)
.
قيل: . طولها ستون ذراعًا.
وقيل: مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات.
وقيل: أخذ من قوله تعالى: {تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] أنها إنسان تناظر أهل البدع والكفر ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة.
(1)
فتح الباري (11/ 354).
(2)
انظر: النهاية (1/ 218)، شرح العقيدة الطحاوية (2/ 758)، فتح الباري (11/ 353)، القناعة (ص 63)، الإشاعة (ص 255)، الإذاعة (ص 208).
(3)
أخرجه الطيالسي (2/ 395) برقم (1165)، والطبراني في الكبير (3/ 173) برقم (3535)، والحاكم (4/ 484) من طرق عن طلحة بن عمرو، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه به.
والحديث بهذا الإسناد صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بضعف طلحة بن عمرو.
وقال الهيثمي في المجمع (8/ 7): "رواه الطبراني، وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك".
ومن الغريب ما قيل إنها تقتل إبليس"
(1)
.
التقويم:
خروج الدابة من أشراط الساعة الكبرى بدلالة الكتاب والسنة
(2)
.
قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)} [النمل: 82].
وفي حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه: "لا تقوم الساعة حتى ترون عشر آيات
…
" وذكر منها: "الدابة"
(3)
.
والذي تدل عليه النصوص أن خروجها بعد طلوع الشمس من مغربها حين يغلق باب التوبة، فتخرج تميز المؤمن من الكافر
(4)
.
وأما مكان خروجها فقد اختلف فيه على أقوال ذكر ابن حجر بعضًا منها، وأشهرها مكة.
واختلف القائلون بذلك في تعيينه منها:
فقال بعضهم: تخرج من صدع في الصفا.
وقال آخرون: تخرج من صدع بالمروة.
وقيل: تخرج من شعب أجياد
(5)
.
وأما ما ذكره ابن حجر من كونها تخرج ثلاث خرجات فقد ورد في حديث حذيفة السابق، ولا يصح.
(1)
القول المختصر (ص 99 - 101).
(2)
انظر: التذكرة (2/ 575)، النهاية (1/ 208)، القناعة (ص 53)، الإشاعة (ص 248)، الإذاعة (ص 212)، إتحاف الجماعة (3/ 175)، وللاستزادة: أشراط الساعة للوابل (ص 403).
(3)
سبق تخريجه (ص 500).
(4)
انظر: النهاية (1/ 214)، فتح الباري (11/ 361)، الإشاعة (ص 248)، لوامع الأنوار البهية (1/ 142)، الإذاعة (ص 209).
(5)
انظر: التذكرة (2/ 578)، الإشاعة (ص 265)، لوامع الأنوار البهية (2/ 144).
والظاهر من النصوص - والله أعلم - أنها تخرج مرة واحدة من مكان واحد.
وأما حقيقة هذه الدابة وأوصافها فقد اختلفت أقوال الناس فيها اختلافًا بينًا:
فقال بعضهم: هي من جنس الإنسان، وادعى قوم أنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وادعى آخرون أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم.
وقال آخرون: هي من جنس الحيوان، واختلفوا في تعيينه، فقيل: هي فصيل ناقة صالح، وقيل: هي ثعبان كان بالكعبة، وقيل: هي الجساسة
(1)
.
قال العلامة الآلوسي رحمه الله: "المشهور - وهو الحق - أنها دابة ليست من نوع الإنسان"
(2)
.
(1)
انظر: تفسير القرطبي (13/ 235)، شرح صحيح مسلم (18/ 28)، روح المعاني (10/ 22).
(2)
روح المعاني (10/ 22).