الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا: اعتبار اللازم في التكفير:
يرى ابن حجر رحمه الله عدم اعتبار اللازم في التكفير، والحكم بمقتضاه فيه، حيث يقول:
"الأصح أن لازم المذهب ليس بمذهب؛ لأن القائل بالملزوم قد لا يخطر له القول بلازمه
…
فلا كفر به"
(1)
.
التقويم:
اللازم: ما يمتنع انفكاكه عن الشيء، وقد يكون هذا اللازم بينًا، وهو الذي يكفي تصوره مع تصور ملزومه في جزم العقل باللزوم بينهما، وقد يكون غير بيّن، وهو الذي يفتقر جزم الذهن باللزوم بينهما إلى وسط
(2)
.
"ولازم قول الإنسان نوعان:
أحدهما: لازم قوله الحق، فهذا يجب عليه أن يلتزمه
…
والثاني: لازم الذي ليس بحق، فهذا لا يجب التزامه
…
"
(3)
.
واللوازم من حيث التزام أصحابها بها على أحوال ثلاثة:
الأول: أن يلتزم بها، فتعد قولًا له.
الثاني: أن يمنع التلازم بينها وبين قوله، فلا تعد قولًا له.
الثالث: أن يسكت عنها فلا يلتزمها ولا يمنع التلازم بينها وبين قوله -فهذه محل البحث هنا- فهل تعد قولًا له أم لا؟ قولان، أصحهما أنها لا تعد كذلك
(4)
.
(1)
الإعلام بقواطع الإسلام (ص 263)، وانظر:(ص 202، 223، 239، 263، 294، 301)، تحفة المحتاج (4/ 109) التعرف (ص 124)، فتح الجواد (2/ 299).
(2)
انظر: التعريفات للجرجاني (ص 190).
(3)
مجموع الفتاوى (29/ 41 - 42).
(4)
انظر: القواعد النورانية لشيخ الإسلام (ص 128 - 129)، مجموع الفتاوى (5/ 306، 477)، الاعتصام للشاطي (2/ 549)، توضيح المقاصد لابن عيسى (2/ 394 - 395)، توضيح الكافية الشافية لابن سعدي (ص 155 - 156)، شرح النونية لهراس (2/ 34 - 37)، القواعد المثلى لابن عثيمين (ص 32 - 33).
ولهذا فإن الصحيح عدم اعتبار اللازم في التكفير، والحكم بمقتضاه فيه ما لم يلتزمه
(1)
.
وقد نقل الحافظ السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمهما الله- أنه قال: "الذي يظهر أن الذي يحكم عليه بالكفر من كان الكفر صريح قوله، وكذا من كان لازم قوله وعُرض عليه فالتزمه
…
أما من لم يلتزمه وناضل عنه فإنه لا يكون كافرًا ولو كان اللازم كفرًا"
(2)
.
* * *
(1)
انظر: الفصل (3/ 250)، الشفا للقاضي عياض (2/ 1084 - 1086)، مجموع الفتاوى (5/ 306)(20/ 217)، العواصم من القواصم (4/ 368)، العلم الشامخ للمقبلي (ص 412)، وللاستزادة: نواقض الإيمان الاعتقادية (2/ 35 - 38).
(2)
فتح المغيث (1/ 334)، وقد بحثت عن كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في مظانه من كتبه فلم أجده.