الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
القسم الثاني: استدراك التابعين بعضهم على بعض
(1):
وأقرره بالأمثلة التالية:
• المثال الأول:
" قال عمران القطان (2): سمعت الحسن (3) يقول في قوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] قال: والله ما كان إلا صلاة أحدثها في بطن الحوت. قال عمران: فذكرت ذلك لقَتَادَةَ (4)، فأنكر ذلك، وقال: كان والله يُكثر الصلاة في الرخاء"(5).
(1) للاستزادة من استدراكات التابعين بعضهم على بعض يُنظر: استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى (ص: 307 - 386).
(2)
هو: أبو العوام، عمران بن داور العمي البصري القطان، حدث عن الحسن وابن سيرين وقتادة، قيل عنه: إنه كان حروريًّا وكان يرى السيف على أهل القبلة. وقال الإمام أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، (ت: في حدود 160 هـ).
تُنظر ترجمته في: تهذيب الكمال (22/ 329)؛ سير أعلام النبلاء (7/ 280)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال (5/ 287).
(3)
أبو سعيد، الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، من سادات التابعين وكبرائهم، الفقيه القارئ العالم العابد الزاهد الورع، ولد بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أبوه مولى لزيد بن ثابت، ، (ت: 110 هـ) بالبصرة.
تُنظر ترجمته في: وفيات الأعيان (2/ 69)؛ الوافي بالوفيات (12/ 190)؛ البداية والنهاية (9/ 283 - 288).
(4)
هو: أبو الخطاب، قَتَادَة بن دِعَامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة السَّدوسِي البصري، إمام أهل البصرة في التفسير والحديث والفقه، قيل: إنه أحفظ الناس في الحديث، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، (ت: 117 هـ).
تُنظر ترجمته في: صفة الصفوة (3/ 259)؛ تهذيب الكمال (23/ 498)؛ تاريخ الإسلام (7/ 453).
(5)
يُنظر: تفسير الطبري (22/ 101)؛ روح المعاني (23/ 144).
• المثال الثاني:
" عن منصور بن المعتمر (1) عن مجاهد (2) في قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] قال: هو الخشوع. قلت: ما كنت أرى إلا هذا الأثر في الوجه. فقال: رُبَّما كان بين عيني من هو أقسى قلبًا من فرعون"(3).
• بيان الاستدراك:
ذهب منصور إلى أن المراد بالسِّيمَا في الآية: أثر السجود المحسوس في الوجه. فاستدرك عليه مجَاهد بأن ما ذكره في معنى السيما قد يوجد في قساة القلوب، فالمراد من السِّيمَا في الآية: الخشوع.
• المثال الثالث:
" عن أبي المِنْهَالِ (4)
قال: كنت عند أبي العَالِيَةِ (5) يومًا فتوضأ وتوضأ، فقلت:
(1) هو: أبو عتاب، منصور بن المعتمر بن عبدالله السلمي الكوفي، كان من أوعية العلم وعباد أهل الكوفة وقرائهم، وزهاد مشايخها وفقهائهم، قيل: إنه عمش من البكاء، (ت: 132 هـ).
تُنظر ترجمته في: الطبقات الكبرى (6/ 337)؛ مشاهير الأمصار (1/ 166)؛ سير أعلام النبلاء (5/ 402).
(2)
هو: أبو الحجاج، مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم، المكي، التابعي، المتفق على جلالته وإمامته، وقال عن نفسه: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وقال عنه قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. وقال أبو نُعيم: مات مجاهد وهو ساجد سنة (102 هـ).
تُنظر ترجمته في: حلية الأولياء (3/ 279)؛ سير أعلام النبلاء (4/ 449)؛ تقريب التهذيب (1/ 520).
(3)
يُنظر: تفسير السمرقندي (3/ 305)؛ تفسير ابن كثير (4/ 205)؛ فتح الباري (8/ 582).
(4)
هو: أبوالمنهال، سيَّار بن سلامة الرياحي المصري، ثقة، من الرابعة، (ت: 129 هـ).
تُنظر ترجمته في: الثقات (4/ 335)؛ الأنساب (4/ 89)؛ تقريب التهذيب (1/ 261).
(5)
هو: أبو العالية، رُفَيْع بن مِهْرَان الرِّياحي البصري، تابعي، كان مولى لامرأة من بني رياح، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بعد موته بسنتين، أحد الأئمة الأعلام، حفظ القرآن الكريم وقرأه على أُبي بن كعب، وقيل: ليس أحد أعلم بالقرآن بعد الصحابة منه، واُخْتُلِفَ في تاريخ وفاته؛ فقيل: سنة 92 هـ، وقيل: 106 هـ، وقيل غير ذلك.
تُنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (4/ 207)؛ معرفة القراء الكبار (1/ 60)؛ الإصابة (2/ 514).
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، فقال: إن الطهور بالماء لَحَسن؛ ولكنهم المتطهرون من الذنوب" (1).
(1) يُنظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 13/ح: 23).