الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على شيخ الإسلام عز الدين بن عبدالسلام، فحقق المذهبين" (1).
•
ثالث عشر: التحول عن مذهب لآخر
(2).
من الأسباب الدافعة لانتقال العَلم من مذهب لآخر: ترجح المذهب الآخر لديه، فهو بهذا الانتقال يكون ملمًّا بمذهبين، فيكسبه حقيقة الوقوف على المذهب الأول؛ حيث كان أحد أعلامه، فيستدرك على حجاجه، ويستدرك على المخالفين للمذهب الأول تقريرهم الخاطئ له.
ومن علماء الأصول الذين تحولوا من مذهب فقهي إلى آخر:
1 -
سيف الدين علي الآمدي.
جاء في ترجمته: "الإمام العلامة الفقيه الأصولي، أبو الحسن علي بن أبي علي ابن محمد، الملقب سيف الدين، الأسدي الثعلبي، الحنبلي الشافعي، صاحب التصانيف البديعة، النازلة في المنزلة الرفيعة المفيدة النافعة، الصادرة عن القريحة البارعة، كان في أول اشتغاله حنبلي المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الإمام الشافعي"(3).
فاستطاع بذلك تحرير مذهب الحنابلة في المسألة الأصولية؛ لعلمه بمذهبهم (4).
2 -
أبو المظفر منصور السمعاني.
كان في أول أمره على مذهب الإمام أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مذهب
(1) يُنظر: طبقات الشافعية الكبرى (9/ 210).
(2)
وللسيوطي كتاب في ذلك بعنوان " جزيل المواهب في اختلاف المذاهب".
(3)
يُنظر: سير أعلام النبلاء (22/ 364)؛ مرآة الجنان (4/ 73)؛ طبقات الشافعية لابن السبكي (8/ 306).
(4)
يُنظر مثلاً: مسألة: إنكار الشيخ رواية الفرع عنه (2/ 128)، مسألة: زيادة الثقة (2/ 131)، مسألة: حجية قول الصحابي على التابعين ومن بعدهم (4/ 182).
الشافعية (1).
فاستطاع تحقيق مذهب الحنفية في المسائل الخلافية، وتقريب وجهة النظر مع الشافعية في بعض المسائل، وإيضاح أن الخلاف لفظي، واستدرك على الشافعية الخطأ في فهم مراد الحنفية؛ كما حدث في مسألة الاستحسان (2).
3 -
أحمد بن علي بن برهان.
"أحمد بن علي بن محمد بن برهان الأصولي
…
هو الشيخ الإمام أبو الفتح، كان أولًا حنبلي المذهب، ثم انتقل وتفقه على الشاشي (3) والغزالي وإِلْكيَّا (4) " (5).
(1) يُنظر: المنتظم (17/ 37)؛ التدوين في أخبار قزوين (4/ 118)؛ البداية والنهاية (12/ 153).
(2)
يُنظر: قواطع الأدلة (4/ 514).
(3)
هو: أبو بكر، محمد بن المظفر بن بكران الحموي، المعروف بـ (الشاشي)، تفقه على أبي الطيب الطبري، كان بارعًا تقيًا منقطعًا للعلم والتعليم، ولاه الخليفة المقتدي القضاء بعد وفاة الدمغاني، ولم يأخذ على القضاء أجرًا، ولم يستنب أحدًا فيه؛ بل كان يباشر القضاء بنفسه، (ت: 488 هـ) ببغداد، ودفن بالقرب من ابن شريح.
تُنظر ترجمته في: البداية والنهاية لابن كثير (12/ 151)؛ الفتح المبين للمراغي (1/ 268)؛ أصول الفقه تأريخه ورجاله (ص: 186).
(4)
هو: أبو الحسن، علي بن محمد بن علي، إِلْكيَّا الهراسي، عماد الدين، كان إمامًا فقيهًا أصوليًا، من فحول العلماء، تفقه على إمام الحرمين، وهو من أجل تلاميذه بعد الإمام الغزالي. من مصنفاته:"شفاء المسترشدين " في الخلافيات، "نقض مفردات الإمام أحمد"، وله كتاب في أصول الفقه، (ت: 504 هـ).
تُنظر ترجمته في: طبقات الفقهاء (ص: 247)؛ طبقات الشافعية لابن السبكي (7/ 231)؛ شذرات الذهب (6/ 14).
(5)
يُنظر: طبقات الشافعية لابن السبكي (6/ 30). ويُنظر كذلك: ذيل طبقات الحنابلة (1/ 357).