الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
الاستدراك بـ (علم أحوال رواة الأحاديث
(1)):
• المثال الأول:
استدل البيضاوي على أن صيغة (افعل) حقيقة في الوجوب بخمسة أدلة، الخامس منها قوله:"أنه عليه الصلاة والسلام احتج لذم أبي سعيد الخدري (2) على ترك استجابته -وهو يصلي- بقوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] "(3).
فاستدرك عليه الإسنوي بقوله: "واعلم أن المصنف (4) ذكر أن أبا سعيد هذا هو الخدري، وهو غلط تبع فيه صاحب الحاصل (5)، وصاحب الحاصل تبع الإمام في المحصول (6)، والإمام تبع الغزالي في المستصفى (7).
والصواب: أنه أبو سعيد المعلَّى، كذا وقع في صحيح البخاري (8) في أول كتاب
(1) هو علم يبحث في أحوال رواة الأحاديث؛ من وفياتهم، وقبائلهم، وأوطانهم، وجرحهم وتعديلهم، وغير ذلك من الأحوال. وهذا العلم من فروع التواريخ من وجه، ومن فروع الأحاديث من وجه آخر. يُنظر: مفتاح السعادة (2/ 344).
(2)
هو: أبو سعيد، سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه كثيرًا، شهد الخندق وبيعة الرضوان، وعرضه أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فرده النبي صلى الله عليه وسلم، (ت: 74 هـ).
تُنظر ترجمته في: الاستيعاب (4/ 1671)؛ سير أعلام النبلاء (3/ 168)؛ الإصابة (3/ 78).
(3)
منهاج الوصول (1/ 403).
(4)
أي: البيضاوي.
(5)
(2/ 212).
(6)
(2/ 63).
(7)
(3/ 151).
(8)
ولفظه: عن أبي سعِيدِ بن الْمُعَلَّى قال: كنت أُصلِّي في المسْجِدِ، فدَعَانِي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فلم أُجِبهُ، فقلت: يا رسُولَ الله؛ إني كنت أُصلِّي. فقال: ألَمْ يقُلْ الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} ؟ ! ثمَّ قال لي: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورةً هيَ أَعظَمُ السُّورِ في القُرْآنِ قبل أنْ تَخرُجَ من المَسْجِدِ. ثمَّ أخَذَ بِيدِي، فلما أرَادَ أنْ يَخرُجَ قلت له: ألَمْ تقُلْ: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورةً هيَ أَعظَمُ سُورةٍ في القُرْآنِ. قال: الحَمْدُ لِلّهِ ربِّ العَالَمِينَ، هيَ السَّبعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أوتِيتُهُ». يُنظر: صحيح البخاري، ك: التفسير، ب: ما جاء في فاتحة الكتاب
…
، (4/ 1623/ح: 4204)، ك: التفسير، ب:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ، (4/ 1704/ح: 4370)، ك: التفسير، ب:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ، (4/ 1738/ح: 4426)، ك: فضائل القرآن، ب: فضل فاتحة الكتاب، (4/ 1913/ح: 4720).
التفسير، وفي سنن أبي داود (1) في الصلاة، وفي جامع الأصول (2) في كتاب الفضائل، وفي غيرها أيضًا، واسمه: الحارث بن أوس بن المعلى الأنصاري الخزرجي الزرقي (3).
واسم الخدري: سعد بن مالك بن سنان، من بني خدرة، أنصاري خزرجي أيضًا" (4).
(1) هو: أبو داود، سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو السجستاني الأزدي، الحافظ المحدث، أحد أئمة الدنيا فقهًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، عرض كتابه "السنن" على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه، من مصنفاته:"السنن" و"الناسخ والمنسوخ"، و"المراسيل"، (ت: 275) في شوال.
تُنظر ترجمته في: صفة الصفوة (4/ 69)؛ سير أعلام النبلاء (13/ 203)؛ طبقات الحفاظ (1/ 265).
ويُنظر الحديث في سننه، ك: الصلاة، ب: فاتحة الكتاب، (2/ 71/ح: 1458).
(2)
كتاب "جامع الأصول في أحاديث الرسول"، لأبي السعادات مبارك بن محمد، المعروف بابن الأثير الجزري الشافعي (ت: 606 هـ)، جمع فيه بين البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وسنن النسائي والترمذي، عمله على حروف المعجم، وشرح غريب الأحاديث، وذكر معانيها وأحكامها، ووصف رجالها، ونبه على جميع ما يحتاج إليه منها. قال المؤلف:"أقطع قطعًا أنه لم يصنف مثله قط ولا يصنف". يُنظر: معجم الأدباء (5/ 52)؛ كشف الطنون (1/ 535).
ويُنظر الحديث في جامع الأصول: (8/ 465/ح: 6234).
(3)
هو: أبو سعيد بن الْمُعَلّى الأنصاري المدني، صحابي، يقال: اسمه: رافع بن أوس بن المعلى، وقيل: الحارث بن أوس بن المعلى، ويقال: الحارث بن نفيع الخزرجي، (ت: 73 هـ).
تُنظر ترجمته في: فتح الباب في الكنى والألقاب (ص: 362)؛ تهذيب الكمال (33/ 348)؛ تقريب التهذيب (1/ 644).
(4)
نهاية السول (1/ 409).
وكذلك استدرك عليه ابن السبكي وقال: "وقد سألت شيخنا الحافظ الذَّهبِيَّ (1) رحمه الله: هل رُوي هذا الحديث من طريق الخدري في شيء من الكتب والأجزاء؟ فقال: لا"(2).
• المثال الثاني:
استدل القاضي أبو يعلى على جواز التعبد بالقياس شرعًا: "ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ بن جبل: «كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله. قال: فإن لم يكن في كتاب الله، أو قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فسنة رسول الله. قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله، أو قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي لا آلو. قال: فضرب بيده في صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضاه رسولُ الله» (3).
ثم ذكر استدراكًا مقدرًا: "فإن قيل: هذا خبر لا يصح إسناده؛ لأنه يرويه الحارث ابن عمرو (4) -ابن أخي المغيرة بن شعبة- عن أُناس من أهل حِمص من أصحاب معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك، وأُناس من أهل حمص مجاهيل؛ فلا يصح التعلق به.
(1) هو: أبو عبدالله، محمد بن أحمد الذهبي، شمس الدين، مؤرخ الإسلام، المحدث الحافظ، من مصنفاته:"تاريخ الإسلام"، و" سير أعلام النبلاء"، و" ميزان الاعتدال في نقد الرجال"، (ت: 748 هـ) بدمشق.
تُنظر ترجمته في: معجم المحدثين (ص: 97)؛ الدرر الكامنة (5/ 66 - 68)؛ النجوم الزاهرة (10/ 182).
(2)
يُنظر: الإبهاج (4/ 1068).
(3)
العدة في أصول الفقه (4/ 1292). وحديث معاذ رضي الله عنه سبق تخريجه (ص: 369).
(4)
الحارث بن عمرو، ابن أخي المغيرة بن شعبة، يروي عن رجال عن معاذ، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الترمذي: ليس إسناده عندي بمتصل، (ت: بعد المائة).
تُنظر ترجمته في: الكاشف للذهبي (1/ 304)؛ ميزان الاعتدال (2/ 175)؛ تقريب التهذيب (1/ 147).
قيل: هو خبر صحيح رواه أبو داود في سننه (1)، وأبو عبيد (2)
في أدب القضاء وابن منذر (3).
وقوله (4): "أناس من أصحاب معاذ" يدل على شهرته وكثرة رواته، وقد عُرِف دينُهُ (5)، والظاهر من أصحابه الدين، والثقة، والزهد، والصلاح.
وعلى أنه روي وسُمِّي رجل منهم وهو ثقة معروف، فروى عبادة ابن نُسَى (6) عن عبدالرحمن بن غَنْم (7) عن معاذ بن جبل، وعبدالرحمن بن غُنْم ثقة
(1) سنن أبي داود، ك: الأقضية، ب: اجتهاد الرأي في القضاء، (3/ 303/ح: 3592 - 3593).
(2)
هو: أبو عبيد، القاسم بن سلام البغدادي، لغوي محدث وفقيه، ذو دين وخلق حسن، تولي قضاء طرطوس، من مصنفاته:"الغريب"، و "الأمثال"، و "الأموال"، (ت: 224 هـ) على الأرجح، بمكة، وقيل: بالمدينة.
تُنظر ترجمته في: معجم الأدباء (4/ 592)؛ وفيات الأعيان (4/ 60)؛ تذكرة الحفاظ (2/ 417).
(3)
هو: أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الفقيه، نزيل مكة، أحد الأئمة الأعلام، وكان مجتهدًا لا يقلد أحدًا، من مصنفاته:"الإشراف في معرفة الخلاف"، و" الأوسط "وهو أصل الإشراف، و"الإجماع"، (ت: 318 هـ).
تُنظر ترجمته في: لسان الميزان (5/ 27)؛ طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (3/ 102)؛ طبقات المفسرين للأدنة وي (ص: 54).
(4)
أي: الحارث بن عمرو - راوي الحديث -.
(5)
أي: دين معاذ بن جبل رضي الله عنه. قال الخطيب: (وقد عرف فضل معاذ وزهده). يُنظر: الفقيه والمتفقه (1/ 472).
(6)
هو: أبو عمر، عبادة بن نُسَي، الكندي الأردني، قاضي طبرية، يروى عن جماعة من التابعين أصحاب معاذ وأبى الدرداء، وكان ذا فضل وصلاح وعلم، وثقه يحيى بن معين وغيره، ولي قضاء الأردن من قبل عبدالملك بن مروان، ثم ولي الأردن نائبًا لعمر بن عبدالعزيز (ت: 118 هـ).
تُنظر ترجمته في: الثقات (7/ 162)؛ المنتظم (7/ 190)؛ سير أعلام النبلاء (5/ 323).
(7)
هو: عبدالرحمن بن غنم الأشعري، الفقيه الإمام، شيخ أهل فلسطين، مختلف في صحبته، حدث عن معاذ بن جبل وتفقه به، وعمر بن الخطاب، وأبي ذر الغفاري، وغيرهم، (ت: 78 هـ).
تُنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (4/ 45)؛ الإصابة (4/ 350)؛ تقريب التهذيب (1/ 348).