الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم» (1) والله يقول فوق ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ، فإذا تعاقدت المرأة أو الرجل مع الخياط على شيء معلوم وجب عليهم أداؤه، مرتفعًا أو غير مرتفع، المسلمون على شروطهم، ويقول عمر رضي الله عنه: مقاطع الحقوق عند الشروط. (2) فإذا اتفقا على أنه يخيط هذا الثوب بعشرة ريالات، بعشرين، بثلاثين، واتفقا على هذا، وسلموا له الثوب، وجب عليهم أن يؤدُّوه الأجرة.
(1) أخرجه أبو داود في كتاب الأقضية، باب في الصلح، برقم (3594).
(2)
ذكره البخاري في صحيحه تعليقًا عن عمر رضي الله عنه، في كتاب النكاح، باب الشروط في النكاح (ج13/ 68).
177 -
حكم غش وخيانة أصحاب المنكرات
س: إنني عامل في بقالة لبيع المواد الغذائية، قد لاحظت العديد من المظاهر التي اشمأزت منها نفسي، وإنني أسأل: هل يجوز الكذب على من أعرفه أنه لا يصلي، ولا يصوم، ويدعي أنه مسلم، وكذلك هل يجوز غشهم؟ أرجو أن ترشدوني جزاكم الله خيرًا (1).
(1) السؤال الأول من الشريط رقم (121).
ج: إن الله عز وجل حرم على عباده الخيانة والغش، حيث قال سبحانه وتعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ، وقال عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ، وقال عز وجل:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} ، هذه من صفات أهل الإيمان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«من غشنا فليس منا» (1) فليس لك أيها السائل أن تغش من يشتري منك ويعاملك، سواء كان كافرًا أو مسلمًا، سواء كان يصلي أو لا يصلي، الواجب عليك أن تؤدي الأمانة، وأن تبيع بأمانة ونظافة، وعدم الغش وعدم الخيانة، وإذا علمت أن أحدًا لا يصلي، أو يفعل شيئًا من المنكر فعليك أن تنصحه إن استطعت ذلك، وأن تعلمه ما ينفعه، وأن ترشده إلى الخير، وأن تنكر عليه المنكر، كما قال الله عز وجل:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من غشنا فليس منا) برقم (101).