الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: إن كانت النجاسة لها جرم مختلط بأجزاء الأرض، فلا بد من إزالة التراب الذي اختلطت به النجاسة، وإن كانت النجاسة لا جرم لها كالبول مثلًا فيكفي مكاثرة الأرض المتنجسة بالماء حتى يغمرها، وهذا هو المشهور من مذهب الشافعية
(1)
، والحنابلة
(2)
.
•
دليل من قال بوجوب حفر الأرض:
الدليل الأول:
(1253 - 224) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير -يعني: ابن حازم- قال: سمعت عبد الملك -يعني: ابن عمير- يحدث عن عبد الله ابن معقل بن مقرن قال: صلى أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة - يعني: قصة بول الأعرابي في المسجد- قال فيه: وقال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم: خذوا ما بال عليه من التراب، فألقوه، وأهريقوا على مكانه ماء
(3)
.
قال أبو داود: وهو مرسل ابن معقل لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
[ضعيف، وزيادة خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه زيادة منكرة، والحديث في الصحيحين وليس فيه هذه الزيادة]
(4)
.
(1)
روضة الطالبين (1/ 29).
(2)
الإنصاف (1/ 315)، الفروع (1/ 238)، مجموع الفتاوى (21/ 74).
(3)
سنن أبي داود (381).
(4)
والحديث رواه أبو داود أيضًا في المراسيل (ص: 76) رقم 11 بالإسناد نفسه، ومن طريق
أبي داود رواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 428)، والدارقطني (1/ 132)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 77).
قال الدارقطني: عبد الله بن معقل تابعي، وهو مرسل.
وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر. تنقيح التحقيق (1/ 265).
كما أن فيه علة أخرى، عبد الملك بن عمير مدلس، وقد عنعن، وهو مدلس مكثر.
وله شاهدان: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأول: من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، رواه الدارقطني (1/ 131)، من طريق أبي هشام الرفاعي: محمد بن يزيد، عن أبي بكر بن عياش، حدثنا سمعان بن مالك، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: جاء أعرابي فبال في المسجد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكانه، فاحتفر فصب عليه دلوًا من ماء، فقال الأعرابي: يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يعمل عملهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 14) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا أبو بكر بن عياش به.
وفي إسناده سمعان بن مالك:
قال أبو زرعة: هذا حديث منكر، وسمعان ليس بالقوي. الجرح والتعديل (4/ 316).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: لا أصل لهذا الحديث. العلل (1/ 24).
قال الدارقطني: سمعان مجهول.
وفي إسناده أيضًا: أبو هشام الرفاعي:
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف، يتكلمون فيه، هو مثل مسروق بن المرزبان. الجرح والتعديل (8/ 129).
وقال النسائي: ضعيف. الضعفاء والمتروكين (551).
وقال العجلي: كوفي لا بأس به، صاحب قرآن. معرفة الثقات (2/ 434).
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يخطئ ويخالف. الثقات (9/ 109).
والشاهد الثاني: من حديث أنس رضي الله عنه، رواه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 78)، وفي العلل المتناهية (1/ 333) برقم 545، من طريق محمد بن صاعد، عن عبد الجبار بن العلاء، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد،
عن أنس، أن أعرابيًا بال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفروا مكانه، ثم صبوا عليه ذنوبًا من ماء.
والحديث معلول، والمعروف أنه مرسل، قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: وهم عبد الجبار على ابن عيينة؛ لأن أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أحد منهم الحفر، وإنما روى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احفروا مكانه. مرسلًا، فاختلط على عبد الجبار المتنان. اهـ
قلت: مرسل طاووس أخرجه عبد الرازق في مصنفه (1/ 424) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار عن طاووس.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 14) من طريق ابن عيينة به. =