الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمةٌ فأدَّبَها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتَقها، فتزوَّجها، فله أجران".
متفق عليه: رواه البخاري في العلم (97) ومسلم في الإيمان (154) كلاهما عن الشعبي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه فذكره.
وقوله: أفتزوّجها: أي بالمهر.
5 - باب جعل الصداق أداء ما كوتبتْ عليه
• عن عائشة قالت: أتتْ جويريةُ بنت الحارث رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة. فرأيتها كرهتُها. وعرفتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيري منها مثل ما رأيتُ. فقالت جويرية: يا رسول الله: كان من الأمر ما قد عرفت. فكاتبت نفسي فجئت أستعينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما هو خير من ذلك؟ " قالت: ما هو؟ قال: "أتزوجك وأقضي عنك كتابك" فقالت: نعم. قال: "قد فعلتُ" قالت: فبلغ المسلمين ذلك فقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق. قالت: فلقد عُتِق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق. قالت: فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
حسن: رواه أبو داود (3931) وأحمد (26165) وابن حبان (4054) والحاكم (4/ 26) كلهم من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق لأنه صرّح بالتحديث.
وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس، أو ابن عم له، فكاتبْ على نفسها وكانت امرأةً مُلاحةً تأخذها العينُ.
مُلاحة ومليحة أي: حلوة وجميلة.
فلما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق غزوة المريسيع في سنة خمس، أو ست وقعت جويرية في السبي من سبايا بني المصطلق، وقُتِل زوجُها مسافعُ بن صفوان المصطلقي، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6 - باب خير النكاح أيسره نفقة
• عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ النكاح أيسرُه".
صحيح: رواه أبو داود (2117) وابن حبان في صحيحه (4072) والحاكم (2/ 181 - 182) وعنه البيهقي (7/ 232) والقُضاعي في مسند الشهاب (1226) كلهم من حديث محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر فذكره.
وفيه قصة (انظر باب ينعقد النكاح بغير مهر).
وإسناده صحيح، وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين.
قلت: وهو على شرط مسلم وحده، فإن البخاري لم يخرج لمحمد بن سلمة وشيخه خالد بن أبي يزيد.
• عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن يُمنِ يمين المرأة تيسيرُ خِطبتها، وتيسيرُ صداقها، وتيسيرُ رحمِها".
حسن: رواه أحمد (24478) والبزار - كشف الأستار - (1417) وابن حبان (4095) والحاكم (2/ 181) وعنه البيهقي (7/ 235) كلهم من حديث أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
قال عروة كما عند البعض: يتيسر رحِمُها للولادة. وقال: وأنا أقول من عندي: من أول شُؤمها أن يكثر صداقها.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وإسناده حسن من أجل الكلام في أسامة بن زيد وهو الليثي غير أنه حسن الحديث وقد روى له مسلم في المتابعات والشواهد، والحاكم لا يرى الفرق بين الأصل والشواهد.
وأما رُوي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة" فهو ضعيف.
رواه أحمد (24529) والحاكم (2/ 178) وعنه البيهقي (7/ 235). كلهم من حديث حماد بن سلمة، قال: أخبرني ابن الطفيل بن سَخْبرة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: ليس كما قال، فإن ابن الطفيل بن سخْبرة هذا لا يعرف من هو. وإن كان سماه الحاكم "عمر" والبيهقي "عمرو" ولم يتابع على ذلك أحد، والصحيح أنه لا يُعرف من هو. وقد يقال: هو عيسى بن ميمون كما في "التهذيب" وكذا سماه القُضاعي في مسند الشهاب (123) فإن كان هو فهو ضعيف، وإن كان غيره فهو "مجهول" وضعّفه أيضا السخاوي في المقاصد الحسنة (453).
وقد وقفت على قصة طريفة لسفيان بن عيينة.
قال يحيى بن يحيى النيسابوري: كنت عند سفيان بن عيينة، إذ جاءه رجل فقال: يا أبا محمد، أشكو إليك من فلانة - يعني امرأته - أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها. فأطرق سفيان مليا، ثم رفع رأسه فقال: لعلك رغبتَ إليها لتزداد بذلك عزا؟ فقال: نعم يا أبا محمد. فقال: من ذهب إلى العز ابتلي بالذل، ومن ذهب إلى المال ابتلي بالفقر، ومن ذهب إلى الدين يجمع الله له العز والمال مع الدين. ثم أنشأ يُحدّثه فقال: كنا إخوةً أربعةً: محمد، وعمران، وإبراهيم، وأنا، فمحمد أكبرنا وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم، فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب، فتزوج من هي