الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فافترقا. ثم قال ابن عدي: "وأرجو أنه لا بأس به".
قلت: إن كان يريد سلّام بن سليمان فهو كما قال، وإن يريد سلّام بن أبي الصهباء فهو لا "لا بأس به" بل ضعيف، وقد فرق البخاري وغيره بينهما.
وقد جاء في بعض الروايات: "حُببت إلي من دنياكم ثلاث".
فقوله: "من دنياكم" خطأ، لأن الصلاة ليست من الدنيا إلا بتأويل. ورواه النسائي من وجهين: في حديث سلّام أبي المندر ذكر "الدنيا" وفي حديث جعفر لم يذكر "الدنيا".
وأما "الثلاث" فلم يرد في الروايات الصّحيحة ولذا نفاها العراقي وابن حجر وغيرهما.
3 - باب انبساط الرجل إلى زوجته
• عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبْنَ معي. فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقَمّعْن منه، فيُسرِبُهُنَّ إلى فيلعبْن معي.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (6130) ومسلم في فضائل الصحابة (2440) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته، واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
وقولها: "كنت ألعب بالبنات" في جواز اللعب بالدُّمْية.
وقولها: "يتقَمّعْن" أي يتغيَبْن حياءً منه وهيبةً.
وقولها: "يسربهنّ" أي يرسلهن ويدفعهن إليّ.
4 - باب الوصية بالنساء خيرا ومداراتهن
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر، فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع. وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كَسَرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرًا".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (5185 - 5186)، ومسلم في الرضاع (60: 1468) كلاهما من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه مسلم من وجه آخر عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة كالضِّلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خُلقت من ضلع. لن تستقيم لك على طريقة. فإن استمتعت بها استمتعت بها، وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها
كَسَرتها، وكسرها طلاقها".
متفق عليه: رواه مسلم في الرضاع (1468/ 61) من طرق عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ له.
ورواه البخاري في النكاح (5184) من وجه آخر عن أبي الزناد بإسناده إلا أنه لم يذكر "وكسرها طلاقها".
ورُوي من وجهين آخرين عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وهي يُستمتع بها على عوج فيها".
أحدهما رواه الإمام أحمد (26384) عن عامر بن صالح، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وعامر بن صالح هو ابن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير بن العوام المدني، سكن بغداد، قال أحمد: ثقة، لم يكن صاحب كذب، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسًا.
ولكن قال ابن معين: كذاب خبيث عدو اللَّه. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة حديثه مسروق من الثقات وأفراد ينفرد بها.
وقال الدارقطني: لم يتبين أمره عند أحمد، وهو مدني، يترك عندي.
والثاني: رواه البزار -كشف الأستار (1479) - من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة.
وزهير بن محمد التميمي العنبري الخراساني، قدم الشام، وسكن الحجاز وثقه أحمد، ولكن قال أبو حاتم:"محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه من العراق لسوء حفظه، فما حدث من حفظه فقيه أغاليط، وما حدّث من كتبه فهو صالح".
وهذا مما رواه عمرو بن أبي سلمة عنه وهو شامي.
ولحديث عائشة إسناد آخر وهو ما رواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
قال الدارقطني في "العلل"(9/ 140): "والصحيح عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْرَك مؤمن مؤمنةً، إن كره منها خلُقًا رضي منها آخر أو قال: غيره".
صحيح: رواه مسلم في الرضاع (1469) عن إبراهيم بن موسى الرّازي، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "لا يفرك": أي لا يبغض، يقال: فرِكهـ يفرَكه إذا أبغضه.
• عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ولولا بنو إسرائيل لم يخبث الطّعام، ولم يخْنز اللحم، ولولا حواء لم تَخُنْ أنثى زوجَها أبدَ الدهر".
متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (3330)، ومسلم في الرضاع (63: 1470) كلاهما من طريق معمر، عن همام بن منبّه قال:"هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها هذا الحديث" واللفظ لمسلم.
وقوله: "ولم يخنز اللحم" أي لم ينتن ويتغيّر.
• عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خُلقت من ضِلع، فإن أقمتها كسرتها، فدارها تعش بها".
صحيح: رواه البزار -كشف الأستار- (1476) والطبراني (6992) وابن حبان (4178) والحاكم (4/ 174) كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب فذكره.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين".
ورواه أحمد (20093) من هذا الطريق أيضًا إلا أنه أبهم الرجل بين عوف وسمرة فقال: عن رجل، قال سمعت سمرة بن جندب يخطب على منبر البصرة وهو يقول فذكر الحديث. والرجل المبهم هو أبو رجاء العطاردي عمران بن ملْحان مخضرم ثقة.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال في حديث حجة الوداع: حتى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواء، فرُحلتْ له، فأتي بطن الوادي، فخطب الناس وقال:"إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومِكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كُلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهليةِ تحت قدميَّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أوَّلَ دمٍ أضعُ من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث -كان مُسترضعا في بني سعد، فقتلتْه هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعُ رِبانا رِبا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوعٌ كله، فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشَكم أحدا تكرهونه، فإنْ فعلنَ ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقُهن وكسوتُهن بالمعروف. . . ".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1218) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في الحديث الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
• عن عائشة قالت: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه موضع فيّ، فيشرب وأتعرق العَرْق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه موضع فيّ.
صحيح: رواه مسلم في الحيض (300) من طرق عن وكيع، عن مسعر وسفيان، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
والعرْق - بسكون الراء، إذا أخذ عنه معظم اللحم وجمعه عُراق.
وقيل: هو العظم الذي عليه بقية من لحم.
وفيه مداراة النبي صلى الله عليه وسلم من مؤاكلة أهله وشربه.
• عن عائشة قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذه بتلك".
صحيح: رواه أبو داود (2578) وابن ماجه (1979) وصحّحه ابن حبان (4691) كلهم من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح، واللفظ لابن حبان، واختصره ابن ماجه فلم يذكر المسابقة الثانية، وزاد أبو داود فقال: كان ذلك في سفر.
قلت: وهو يشير إلى ما يلي:
• عن عائشة قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم، ولم أبدُنْ، فقال للناس:"تقدموا" فتقدموا. ثم قال لي: "تعالى حتى أسابقك" فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم، وبدنت، ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس:"تقدموا" فتقدموا ثم قال: "تعالي حتى أسابقك" فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول:"هذه بتلك".
حسن: رواه أحمد (26277) عن عمر أبي حفص المعيطي، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عمر أبي حفص، فإنه حسن الحديث، وهو من رجال "التعجيل"(767).
• عن عائشة قالت: أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بخزيرة قد طبختُها له، فقلت لسودة -والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها- كلي. فأبت. فقلت: لتأكلنّ أو لألطخنّ وجهك. فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع بيده لها. وقال لها: "الطخي وجهها" فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها. فمر عمر فقال: يا عبد اللَّه! يا عبد اللَّه! فظن أنه سيدخل. فقال: "قوما فاغسلا وجوهكما".
قالت عائشة: فما زلتُ أهاب عمر لهيبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه أبو يعلى (4476) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (117) كلاهما من حديث حماد، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب (ابن أبي بلتعة) أن عائشة