الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسناده حسن؛ لأجل المطلب وهو ابن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي المدنيّ، فإنه صدوق حسن الحديث.
وإن كان بعض الأئمة تكلم في سماعه من جابر، فجزم أبو حاتم الرازي مرة:"بأنه لم يسمع منه، ومرة قال: "يشبه أن يكون أدرك جابرًا"، وقال البخاريّ: "لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصّحابة سماعا إِلَّا قوله: حَدَّثَنِي من شهد خطبة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
قال: الترمذيّ: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن (يعني الدَّارميّ) يقول مثله. انظر: جامع التحصيل ص (281 - 282).
ولذلك قال الترمذيّ عقب حديثه هذا: "حديث غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن يقول الرّجل إذا ذبح: بسم الله والله أكبر، وهو قول ابن المبارك، والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال: "إنه لم يسمع من جابر". اهـ.
قلت: ولكن وقع تصريحه بالسماع منه عند الحاكم (4/ 229)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 177 - 178) فقد روياه من طريق ابن وهب، أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، ويعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله، وعن رجل من بني سلمة أنهما حدثاه أن جابر بن عبد الله أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى للناس يوم النحر
…
" الحديث.
ورجاله ثقات، غير المطلب فهو صدوق - كما سبق - والرجل المبهم لا يضر لأنه مقرون.
24 - باب ذكاة الجنين ذكاة أمه
• عن أبي سعيد الخدريّ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ذكاة الجنين ذكاة أمه".
حسن: رواه الإمام أحمد (11343) عن أبي عبيدة، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي سعيد فذكره.
وصحّحه ابن حبَّان من هذا الوجه (5889). وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق السبيعي فإنه حسن الحديث.
وللحديث طريق آخر رواه أبو داود (2827)، والتِّرمذيّ (1476) وابن ماجة (3199)، والإمام أحمد (11260، 11495) كلّهم عن مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد فذكره، وعند أبي داود وأحمد في أوله قصة وهي: قوله: قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة، فنجد في بطنها الجنين، أنلقيه أم نأكله؟ قال:"كلوه إن شئتم؛ فإن ذكاته ذكاة أمه".
وقال الترمذيّ: حديث حسن، وقد رُوِي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد.
قلت: وفي إسناده مجالد وهو ابن سعيد الهمْداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره كما في التقريب. وله طريق آخر رواه الإمام أحمد (11414) من حديث ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ مثله.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن، وعطية هو ابن سعد العوفي ضُعِّفا لسوء حفظهما لكنهما يصلحان في المتابعات.
وبالجملة فالحديث رُوي من وجوه عن أبي سعيد الخدريّ كما قاله الترمذيّ يقوي بعضها بعضًا، وبعض طرقها حسن بذاته.
• عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ذكاة الجنين ذكاة أمه".
حسن: رواه أبو داود (2828) عن محمد بن يحيى بن فارس، حَدَّثَنِي إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، حَدَّثَنَا عتاب بن بشير، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي زياد القداح المكيّ، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.
ورواه الحاكم (4/ 114) من هذا الوجه، وصحّحه على شرط مسلم.
وهو ليس كما قال؛ فإن عتابا وابن أبي زياد لم يرو لهما مسلم شيئًا، وعتّاب روى له البخاريّ متابعة ومقرونا، وقد تُكلِّم في حفظهما لكنهما توبعا، فرواه الحاكم من طريق الحسن بن بشر بن سَلْم، ثنا زهير، عن أبي الزُّبير، به مثله.
وزهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفيّ، ثقة مشهور، وأمّا الحسن بن بشر فمختلف فيه غير أنه لا بأس به في المتابعات.
وفي معناه ما رُوي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة أمه، ولكنه يذبح حتَّى ينصاب ما فيه من الدم".
رواه الحاكم (4/ 114) عن أبي الوليد، ثنا الحسين (كذا والصواب: الحسن) ابن سفيان، ثنا وهب بن بقية، ثنا محمد بن الحسن الواسطيّ، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورجاله ثقات حاشا محمد بن إسحاق فإنه مدلِّس وقد عنعن، وأبو الوليد شيخ الحاكم هو حسان بن محمد الفقيه ترجمه الذّهبيّ في السير (15/ 492) وأثنى عليه بقوله: الإمام الأوحد الحافظ المفتي شيخ خراسان .... ".
وقد خالف ابن إسحاق من هو أوثق منه فرووه عن نافع موقوفًا على ابن عمر، رواه مالك في الذبائح (8) عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إذا نُحرت الناقةُ، فذكاة ما في بطنها في ذكاتها إذا كان قد تمَّ خَلْقُه ونبت شعرُه، فإذا خرج من بطن أمه ذُبِحَ حتَّى يخرج الدم من جوفه.
ورواه البيهقيّ (9/ 335) من طريق مالك وعبد الله بن عمر (هو العمري) وغير واحد أن نافعا حدَّثهم أن عبد الله بن عمر كان يقول: فذكره.
وفيه: وإذا خرج من بطنها حيا ذُبح.
ثمّ قال البيهقيّ عقبه: "هذا هو الصَّحيح موقوف"، ثمّ رواه مرفوعًا من وجه آخر هو، والدارقطني (4/ 271) من طريق عصام بن يوسف، ثنا المبارك بن مجاهد، عن عبد الله بن عمر،