الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المشيَ، وأبطأ الأعرابيّ، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس، وإلَّا بعتُه. فقام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال:"أوليس قد ابتعته منك؟ " قال الأعرابي: لا، والله ما بعتك. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بلى قد ابتعته منك" فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: "بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله. فجعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
صحيح: رواه أبو داود (3607)، والنسائي (4647)، وأحمد (21883)، والحاكم (2/ 17 - 18) والبيهقي (10/ 145 - 146) كلّهم من طرق عن الزّهريّ، أخبره عن عمارة بن خزيمة فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ورجاله رجال الشّيخين ثقات. وعمارة بن خزيمة سمع هذا الحديث عن أبيه أيضًا.
وفي معناه ما جاء عن أنس بن مالك قال: افتخر الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج فقالت الأوس: منا أربعة لي فيكم مثلهم، منا من حمتْه الدبر: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت ومنا غسيل الملائكة: حنظلة بن الراهب، ومنا من اهتز له العرش: سعد بن معاذ.
فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن لم يشاركهم غيرهم: معاذ بن جبل، وأُبَي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: فقيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
رواه أبو يعلى (2953)، والبزّار - كشف الأستار - (2802) كلاهما من حديث عبد الوهّاب بن عطاء، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره. واللّفظ للبزار، وإسناده صحيح.
قال الهيثميّ في "المجمع"(10/ 41): "رجاله رجال الصَّحيح".
وفي الحديث دليل على أن هذه الخصوصية كانت لخزيمة بن ثابت، ولا يقاس عليه غيره مهما بلغ من الصدق والأمانة.
ولا يقاس عليه أيضًا بأن القاضي يحكم بعلمه وبشهادة واحد كما قضى به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأنه كان صادقًا بارًا في دعواه.
19 - باب شهادة أهل الذمة على وصية المسلم في السفر
• عن ابن عباس قال: خرج رجل من بني سَهْم مع تميم الداري وعدي بن بدّاء. فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم. فلمّا قدما بتركته فقدوا جامًا من فضة مخوّصا بالذهب. فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ وجدوا الجام بمكة، فقيل: اشتريناه من عدي
وتميم. فقام رجلان من أولياء السهميّ، فحلفا بالله: لشهادتنا أحق من شهادتهما. وإن الجام لصاحبهم. قال: وفيهم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [المائدة: 106].
صحيح: رواه البخاريّ في الوصية (2780) وقال لي عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وقول البخاريّ: قال لي: يحمل على الاتصال. وقيل: بل معلق، والأوّل أصح. ووصله أبو داود (3606) والتِّرمذيّ (3060) كلاهما من حديث يحيى بن آدم به مثله.
• عن الشعبي أن رجلًا من المسلمين حضرته الوفاة بدقُوفاء هذه، ولم يجد أحدًا من المسلمين يُشهده على وصيته. فأشهد رجلين من أهل الكتاب. فقدما الكوفة. فأتيا أبا موسى الأشعري فأخبراه. وقدما تركته ووصيته. فقال الأشعري: هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأحلفهما بعد العصر بالله ما خانا، ولا كذبا، ولا بدلًا، ولا كتما، ولا غيرا، وإنها لوصية الرّجل، وتركته. فأمضى شهادتهما.
صحيح: رواه أبو داود (3605) ومن طريقه البيهقيّ (10/ 165) عن زياد بن أيوب، حَدَّثَنَا هُشيم، أخبرنا زكريا، عن الشعبي فذكره.
وإسناده صحيح، والشعبي هو عامر بن شرحبيل سمع جماعة من الصّحابة ولم يقل أحدًا من العلماء أنه لم يسمع من أبي موسى الأشعري.
ودقوقاء بفتح الدال المهملة، وضم القاف وبالقاف المقصورة وهي بلد بين بغداد وإربل.
وقد رواه الترمذيّ (3059) عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرانيّ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سلمة الحرانيّ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن أبي النضر، عن باذان مولى أم هانئ، عن ابن عباس، عن تميم الداري في هذه الآية:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [المائدة: 106] قال: برئ منها الناسُ غيريّ، وغير عدي بن بدّاء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم، يقال له: بديل بن أبي مريم بتجارة، ومعه جام من فضة بريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض فأوصى إليهما، وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله، قال تميم: فلمّا مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم، ثمّ اقتسمنا أنا وعدي بن بداء، فلمّا قدّمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقلنا: ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره، قال تميم: فلمّا أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر، وأديت إليهم خمس مئة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوا بما يعظم به على أهل دينه، فحلف فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ