الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه علتان:
إحداهما: محمد بن إسحاق وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث ولكن رواه ابن سعد (8/ 4 - 95) وصرح فيه بالتحديث.
وثانيهما: الإرسال فإن عبد الملك بن الحارث قد نسب إلى جد أبيه وهو عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، عن أبيه -أبي بكر بن عبد الرحمن- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين تزوج أم سلمة. . . فذكره كما أخرجه مالك في كتاب النكاح (10) وهو مخرج في موضعه. فالحديث من رواية أبي بكر بن عبد الرحمن، وليس من حديث جده الحارث بن هشام فتنبه لذلك. إلا أن حديث مالك جاء من وجه آخر متصلًا بذكر أم سلمة.
27 - باب رد زواج الثيّب الكارهة
• عن خنساء بن خِدام الأنصارية، أنّ أباها زوَّجها -وهي ثيب- فكرهتْ ذلك. فأتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فردَّ نكاحه.
صحيح: رواه مالك في النكاح (25) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرحمن ومُجمّع ابني يزيد بن جارية الأنصاري، عن خنساء بنت خِدام الأنصارية، فذكرته.
ورواه البخاري في النكاح (5138) من طريق مالك، به، مثله.
وأما ما جاء بلفظ: "لا نكاح لكِ، اذهبي فانكحي من شئت" فهو ضعيف. رواه سعيد بن منصور (1/ 157) من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: جاءت امرأة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت: فذكرت نحوه.
وهذا مرسل، والمرسل ليس فيه حجة.
إن امرأة من ولد جعفر، تخوّفت أن يزوّجها وليّها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار: عبد الرحمن ومجمّع ابْني جارية، قالا: فلا تخُشَين؛ فإنّ خنساء بنت خِدام أنكحها أبوها وهي كارهة، فردّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
قال سفيان: وأما عبد الرحمن فسمعته يقول عن أبيه: "إن خنساء. . . . ".
صحيح: رواه البخاري في الحيل (6969) عن علي بن عبد اللَّه، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد، عن القاسم، أن امرأة من ولد جعفر. فذكره. والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وقول سفيان: أما عبد الرحمن -يعني ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر. وقوله: فسمعته يقول عن أبيه أن خنساء- أنه أرسله، فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن يزيد ولا أخاه.
ذكره ابن حجر في "الفتح"(12/ 341) وقال: وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده، ومن طريقه الإسماعيلي فقال: عن سفيان، عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن القاسم أن خنساء. فذكره
وقصر في سنده. وقال: وتقدم رواية مالك عن يحيى بن سعيد موصولًا. انتهى.
كذا قال في رواية مالك، ومالك لم يخرجه في الموطأ إلا عن عبد الرحمن بن القاسم، ومن طريقه البخاري في النكاح كما سبق.
ولكنه أخرجه أيضًا البخاري في النكاح عقبه (5139) عن إسحاق أخبرنا يزيد، أخبرنا يحيى أن القاسم بن محمد حدثه أن عبد الرحمن بن يزيد ومجمع بن يزيد حدثه أن رجلًا يدعي خِدامًا أنكح ابنة له. . ولم يسق بقية اللفظ.
وإسحاق هو ابن راهويه. ويزيد هو ابن هارون.
ويحيى هو ابن سعيد الأنصاري.
ومن طريق يزيد بن هارون رواه أيضًا أحمد (26789) فساق لفظه كاملًا وفيه: فتزوجت أبا لباية بن عبد المنذر. فذكر يحيى أنه بلغه أنها كانت ثيّبًا.
ورُوي تفصيل ذلك في حديث الحجاج بن السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري أن جدته أم السائب خُناس بنت خِدام بن خالد كانت عند رجل قبل أبي لبابة تأيّمتْ منه. فزوجها أبوها خِدام بن خالد رجلًا من بني عمرو بن عوف بن الخزرج. فأبتْ إلا أن تحط إلى أبي لبابة. وأبي أبوها إلا أن يُلْزمها العَوفي حتى ارتفع أمرهما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي أولى بأمرها" فألحقها بهواها. قال: فانتزعَتْ من العوفي، وتزوجتْ أبا نبابة فولدت له أبا السائب بن أبي لُبابة.
رواه الإمام أحمد (26790) قال: قرأت على يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني الحجاج بن السائب فذكره.
وابن إسحاق هو محمد بن إسحاق مدلس، إلا أنه صرّح ولكن شيخه الحجاج بن السائب لم يوثّقه أحد غير ابن حبان، ولم يرو عنه إلا ابن إسحاق وهو من رجال التعجيل، وقد قال أبو حاتم:"مجهول". "الجرح والتعديل"(3/ 161) ثم في إسناده إرسال. ولكن رواه الدارقطني (3/ 231) وعنه البيهقي (7/ 119) من حديث محمد بن إسحاق وزاد فيه عن أبيه، عن جدته خنساء بنت خِدام ابن خالد فذكر الحديث.
ورُوي أيضًا عن ابن عباس قال: إن خدامًا أبا وديعة أنكح ابنته رجلًا، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكتْ إليه أنها أنكحت، وهي كارهة، فانتزعها النبي صلى الله عليه وسلم من زوجها، وقال:"لا تكرهوهن".
قال: فنكحت بعد ذلك أبا لبابة الأنصاري، وكانت ثيّبًا.
رواه الإمام أحمد (3440) عن عبد الرزاق - وهو في مصنفه (10308)، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرنا الخراساني، عن ابن عباس فذكره.
والخراساني هو عطاء بن أبي مسلم، لم يسمع من ابن عباس.