الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن القاسم، عن عائشة بلفظ:"أعلِنُوا هذا النكاح، واضربوا عليه بالغربال" وخالد بن إلياس العدوي المدني إمام المسجد النبوي ضعيف باتفاق أهل العلم.
وفي معناه أحاديث أخرى ذكرها البيهقي وضعَّفها.
14 - باب يُستحب اللَّهْو، وضرب الدف في الزفاف
• عن الرُّبَيع بنت معوذ بن عفراء قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بُنِيَ عليّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني. فجعلتْ جويريات لنا يضربن بالدف، ويندُبْنَ من قُتِلَ من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعي هذه، وقولي بالذي كنتِ تقُولين".
صحيح: رواه البخاري في النكاح (5147) عن مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا خالد بن ذكوان، قال: قالت الربيع بنت معوذ فذكرته.
• عن عائشة أنها زَفّتْ امرأةً من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة، ما كان معكم من لهو، فإن الأنصار يُعجبهم اللَّهْو".
صحيح: رواه البخاري في النكاح (5162) عن الفضل بن يعقوب، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إسرائيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أناسا يُغنُّون في عُرْسٍ، وهم يقولون: وأهدي لها أكبشا
…
تُبَحْبَحُ في المربدِ
وزوجك في المنادي
…
ويعلم ما في غدِ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يعلم ما في غد إلا الله عز وجل".
حسن: رواه الطبراني في الصغير (343) والحاكم (2/ 175 - 186) وعنه البيهقي (7/ 289) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن أبي أويس فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
• عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضرِبْنَ بدُفِّهن، ويتغنَّين ويقُلْنَ:
نحن جوارِ من بني النجار
…
يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله يعلم إني لأحبكنَّ".
حسن: رواه ابن ماجه (1899) عن هشام بن عمار قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا عوف، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك فذكره. وإسناده حسن من أجل ثمامة بن عبد الله فإنه حسن الحديث.
• عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: "أهديتم الجارية إلى بيتها؟ ". قالت نعم، قال: "فهلا بعثتم معها من يُغنين يقول:
أتيناكم أتيناكم فحيُّونا نُحيّيكم
…
فإن الأنصار قوم فيهم غزل"
حسن: رواه أحمد (15209) والبزار - كشف الأستار - (1432) كلاهما من حديث أجلح، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وإسناده يكون حسنا من أجل أجلح وهو ابن عبد الله بن حُجية فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث في الشواهد لولا أنه اضطرب فيه، فمرة رواه هكذا من مسند جابر، وأخرى من مسند ابن عباس كما رواه ابن ماجه (1900) عنه عن أبي الزبير، عن ابن عباس قال: أنكحتْ عائشةُ ذات قرابة لها من الأنصار. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أهديتم الفتاة؟ " ثم ذكر نحوه. وثالثة رواه عن أبي الزبير، عن جابر، عن عائشة أنها أنكحت ذا قرابة لها من الأنصار فذكرت نحوه.
وللحديث طرق أخرى وهي ما رواه الطبراني في الأوسط (3265) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، أنا أبو عصام رواد بن الجراح، عن شريك بن عبد الله، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي قال:"ما فعلت فلانة؟ " ليت يمة كانت عندها. فقلت: أهديناها إلى زوجها. قال: فهل بعثتم معها جارية تضربُ بالدف وتُغنّي" قالت: تقول ماذا؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم
…
فحيونا نحييكم
لولا الذهب الأحمر
…
ما حلتْ بواديكم
لولا الحبة السمراء
…
ما سمنتْ عذاريكم
قال الطبراني: "لم يرو عن هشام إلا شريك، ولا عنه إلا رواد، تفرد به محمد بن أبي السري".
قلت: شريك سيء الحفظ، والراوي عنه رواد بن الجراح أبو عصام مختلف فيه فضعّفه النسائي والدارقطني. ووثقه الدارمي. وقال أحمد:"صاحب سنة لا بأس به".
قلت: ولكنه اختلط بأخره فترك كما في "التقريب".
وفي مسند الإمام أحمد (26313) عن عائشة قالت: كانت في حجري جارية من الأنصار، فزوجتها قالت: فدخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم عُرسها، فلم يسمع لعبًا فقال:"يا عائشة إن هذا الحي من الأنصار يحبون كذا وكذا".
رواه عن يعقوب وسعد قالا: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي، عن إسحاق بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (5875) فرواه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بإسناده ولفظه: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع غناء ولا لعبا، فقال:"يا عائشة، هل غنيتم عليها أولا تغنون؟ "ثم قال: إن هذا الحيّ من الأنصار يحبون الغناء".
وفيه إسحاق بن سهل بن أبي حثمة لم يذكره أحد بالتوثيق غير ابن حبان، فإنه ذكره في:"الثقات"(4/ 22) ولم يذكر من الرواة عنه إلا محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي فهو في عداد المجهولين. ولكن مجموع هذه الطرق باختلاف مخارجها يدل على أصله، كما هو مخرج في صحيح البخاري من حديث عائشة.
• عن عامر بن سعد البجلي يقول: شهدت ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب الأنصاري في عرس، وإذا غناء، فقلت لهما في ذلك. فقالا: إنه رُخَّصَ في الغناء في العُرس، والبكاء على الميت في غير نياحة.
صحيح: رواه أبو داود الطيالسي (1317) ومن طريقه البيهقي (7/ 289) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عامر بن سعد البجلي، يقول: فذكر الحديث.
ورواه أيضا ابن أبي شيبة (4/ 193) والحاكم (2/ 184) كلاهما من حديث شعبة بإسناده مثله. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قال البيهقي: "ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق".
وقلت: وكذلك رواه أيضا شريك عن أبي إسحاق.
فأما رواية إسرائيل: فرواه البيهقي (7/ 289) عن أبي إسحاق، عن عامر بن ربيعة البجلي قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود وذكر ثالثا، - ذَهَب عَلَيَّ - والجواري يضربن بالدف ويغنين. فقلت: تُقِرّون على هذا، وأنتم أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم قالوا:"إنه قد رخص في العرسات والنياحة عند المصيبة" وأما حديث شريك فرواه عنه ابن أبي شيبة (4/ 192) عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد قال: دخلت على أبي مسعود وقرظة بن كعب وعندهما جوار تُغَنِّين. فقلت: أتفعلون هذا؟ وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال: "إنه رُخِّص لنا في اللَّهو عند العرس".
ورواه النسائي (3383) والحاكم (2/ 184) من وجه آخر عن شريك، وفيه: فقالا: إن شئت فأقِمْ معنا، وإن شئتَ فاذهبْ، فإنه رُخِّص لنا في اللَّهو عند العُرس، وفي البكاء عند المصيبة.
قال شريك: "أُراه قال: في غير نوح" انتهى. وذكره البيهقي ملخصا وشريك هو ابن عبد الله سيء الحفظ، ولكنه توبع كما رأيت.
وفي الباب ما رُوي عن زوج ابنة أبي لهب قال: دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين تزوجت ابنة أبي لهب فقال: "هل من لهو؟ ".
رواه أحمد (16626) والطبراني (24/ 258) كلاهما من حديث الزبيري، قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن معبد بن قيس، عن عبد الله بن عُمير أو عَمِيرة، قال: حدثني زوج ابنة أبي لهب فذكره.
ومعبد بن قيس، وشيخه عبد الله بن عُمير مجهولان، والزبيري هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.
قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 289): فيه معبد بن قيس لم أعرفه.
وأما ما روي عن شيخ شهدَ أبا وائل في وليمة، فجعلوا يَلعبون يُغنون، فحلِّ أبو وائل حُبْوتَه وقال: سمعت عبد الله يقول: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم الله يقول: "إن الغناء يُنبت النفاق في القلب" فهو ضعيف.
رواه أبو داود (4927) عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سلّام بن مسكين، عن شيخ فذكره. وإسناده ضعيف من جهالة هذا الشيخ.
وقد رُوي بإسناد آخر: إلا أنه موقوف على عبد الله بن مسعود.
رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (680) والبيهقي (10/ 223).
كلاهما من طرق عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن حماد، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود. ورجاله ثقات.
وذكره الديلمي في الفردوس (4319) من حديث أنس بن مالك مرفوعا: "الغناء واللَّهوُ يُنبتان في القلب النفاق، كما ينبت الماء العشب، والذي نفسي بيده إن القرآن والذكر يُنبتان الإيمان في القلب، كما يُنبت الماءُ العشبَ" وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة (731) وقال: "لا يصح كما قاله النووي".
فقه هذا الباب:
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه، والتمييز بينه وبين السفاح، ولا بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف، إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر، ولا تثبيط عن واجب، ويشترط أن يكون ذلك فيما بينهن من غير مخالطة للرجال.
وأما اللعب واللَّهْو للرجال فقال رحمه الله: الرجال وحدهم إذا كان بالسلاح والرمي، أو بالأشعار العربية، وأما الطبول فلا، أو بالأغاني المنكرة".
انظر: الاختيارات الفقهية له (ص 490 - 491).
وأما رقص النساء فقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان عن ذلك فقال: "لا بأس برقص النساء بمناسبة الزواج وضربهن بالدف مع شيء من الغناء النزيه؛ لأن هذا من إعلان الزواج المأمور به شرعا، لكن بشرط أن يكون ذلك في محيط النساء فقط، وبصوت لا يرتفع ولا يتجاوز مكانهن،