الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسناده حسن من أجل هارون بن عنترة الشيباني الكوفي فإنه حسن الحديث وبقية رجاله ثقات.
ورواه أبو داود (2818)، وابن ماجه (3173)، والحاكم (4/ 113، 231) من طريق إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره، غير أنه لم يعين الذين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في الميتة. وقال الحاكم في الموضعين:"صحيح على شرط مسلم".
ولكن حديث سماك عن عكرمة مضطرب إلا أنه لا بأس به في المتابعات.
وروى أبو داود (2819)، والترمذي (3069)، وابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 526)، والطبراني في الكبير (11/ 457)، والبيهقي (9/ 240) من طرق عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه إلا أنه في رواية أبي داود والطبراني، والبيهقي أن الذين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من اليهود، وعند غيرهم أن ناسا من غير تعيين.
وفي إسناده عطاء بن السائب وإن كان ثقة إلا أنه اختلط بأخرة، وقد رواه عنه زياد البكّائي كما عند الترمذي، وجرير بن عبد الحميد كما عند ابن جرير، وعمران بن عيينة عند الباقي.
وقد نص الأئمة في ترجمته أن جريرًا حدّث عنه بعد اختلاطه، ولعل الآخرين كذلك، ولذلك أخطأ السائب فذكر اليهود، والصحيح أنهم المشركون كما في رواية عنترة الشيباني، عن ابن عباس. ولذلك أعل ابن القيم رواية أبي داود هذه في تهذيبه على مختصر المنذري (4/ 113) بأربع علل، وقال في العلة الأخيرة:"إن سورة الأنعام مكية باتفاق، ومجيء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومجادلتهم إياه إنما كان بعد قدومه المدينة، وأما بمكة فإنما كان جداله مع المشركين عباد الأصنام" اهـ.
4 - باب ما جاء في التسمية على اللحم المشكوك فيه هل ذُكر اسم الله عليه أو لا
؟
• عن عائشة أن قوما يأتونا باللحم، لا ندري: أذُكرَ اسم الله عليه أم لا؟ فقال: "سَمُّوا عليه أنتم وكلوه" قالت: وكانوا حديثي عهدٍ بالكفر.
صحيح: رواه البخاري في الذبائح والصيد (5507) عن محمد بن عبيد الله، حدثنا أسامة بن حفص المدني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه مالك في الذبائح (1) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا.
قال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 298): "لم يُختلف عن مالك - فيما علمت - في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة".
وقلت: ومن هولاء أسامة بن حفص المدني عند البخاري، والنضر بن شميل عند النسائي (4336).
5 - باب ما جاء في ذبائح أهل الكتاب
قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا
عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [سورة المائدة: 4 - 5].
أهل الكتاب هم: اليهود والنصارى.
والمراد بالطعام: ذبائحهم كما قال ابن عباس وأصحابه.
• عن عبد الله بن مغفل قال: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال: فالتزمته فقلت: لا أعطي اليوم أحدًا من هذا شيئا.
قال: فالتفتُّ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتسمًا.
متفق عليه: رواه مسلم في الجهاد (1772) عن شيبان بن فرّوخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل فذكره.
وأخرجه الشيخان: البخاري في المغازي (4214)، ومسلم كلاهما من وجه آخر عن شعبة، عن حميد بن هلال بإسنادهما. وفيه يقول عبد الله بن مغفل:"رُمِيَ إلينا جراب فيه طعامٌ وشحم يوم خيبر، فوثبتُ لآخذه قال: فالتفتُّ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحييتُ منه".
• عن أبي هريرة قال: لما فتحتْ خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ
…
الحديث.
صحيح: رواه البخاري في الجزية والموادعة (3169) عن عبد الله بن يوسف، ثنا الليث، قال: حدثني سعيد (هو ابن أبي سعيد المقبري)، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن عائشة قالت: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه: "يا عائشة! إني أجد ألم الطعام الذي أكلتُه بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم".
صحيح: رواه الحاكم (3/ 58) وعنه البيهقي (10/ 11) من حديث عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب قال: قال عروة: كانت عائشة تقول فذكرته. وذكره البخاري في المغازي (4428) معلقا بقوله: "وقال يونس فذكره مثله".
• عن أنس بن مالك أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير، وإهالة سَنِخَة فأجابه.
صحيح: رواه أحمد (13201) عن عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن البخاري في البيوع (2069) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، أنه مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير، وإهالة سنخة. ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعًا له بالمدينة عند يهودي، وأخذ منه شعيرًا لأهله.
فلعل أبان وهو ابن يزيد العطار اختصر الحديث والقصة هي كما ذكرها هشام، فنسب بأن يهوديًا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطعام، بينما كان أنس أحضر هذا الطعام من اليهودي بالرهن، وليس فيه