الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع
240 -
(5034) قال الحافظ: وقد شرع في الاعتدال ذكر أطول كما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عباس بعد قوله: "حمداً كثيراً طيباً ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" زاد في حديث ابن أبي أوفى: "اللهم طهّرني بالثلج" إلخ، وزاد في حديث الآخرين:"أهل الثناء والمجد" إلخ" (1)
حديث عبد الله بن أبي أوفى أخرجه مسلم (1/ 346 - 347) من طريق مَجْزَأَة بن زاهر الكوفي قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "اللهم لك الحمد، ملء السماء وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهّرني بالثلج والبَرَد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الوسخ".
وحديث أبي سعيد أخرجه مسلم (477) من طريق قَزَعَة أبي الغادية البصري عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ".
وحديث ابن عباس أخرجه مسلم (478) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد"
241 -
(5035) قال الحافظ: واستدل لذلك أيضاً بحديث حذيفة في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة بالبقرة أو غيرها ثم ركع نحواً مما قرأ ثم قام بعد أن قال: ربنا لك الحمد، قياماً طويلاً قريبًا مما ركع" (2)
أخرجه مسلم (772) من طريق صِلَة بن زُفَر العَبْسي عن حذيفة قال: صليت مع
(1) 2/ 432
(2)
2/ 432
النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول:"سبحان ربي العظيم" فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال:"سمع الله لمن حمده" ثم قام طويلاً، قريباً مما ركع، ثم سجد فقال:"سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريباً من قيامه.
242 -
(5036) قال الحافظ: فقد ثبت أنه قرأ في الصبح بـ الصافات، وثبت في "السنن" عن أنس أنهم حزروا في السجود قدر عشر تسبيحات، فيحمل على أنه إذا قرأ بدون الصافات اقتصر على دون العشر، وأقله كما ورد في "السنن" أيضاً ثلاث تسبيحات" (1)
حديث القراءة بـ الصافات تقدم في باب القراءة في الفجر.
وحديث أنس أخرجه أحمد (3/ 162 - 163) عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني أخبرني أبي عن وهب بن مانوس عن سعيد بن جبير عن أنس قال: ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الغلام -يعني عمر بن عبد العزيز-.
قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.
ومن طريقه أخرجه المزي (14/ 273)
وأخرجه أبو داود (888) والنسائي (2/ 178) وفي "الكبرى"(721) والطبراني في "الدعاء"(543) والبيهقي (2/ 110) من طرق عن عبد الله بن إبراهيم به.
وعبد الله بن إبراهيم قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأبوه وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس.
ووهب بن مانوس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحديث ثلاث تسبيحات ورد من حديث حذيفة ومن حديث السعدي عن أبيه أو عن
(1) 2/ 432
عمه ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث عبد الله بن أَقْرَم ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث التميمي ومن حديث محمد بن علي بن الحسين مرسلاً.
فأما حديث حذيفة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 248) عن حفص بن غياث الكوفي عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صِلَةَ بن زُفَر عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى.
قلت: أما يخفض وبحمده؟ قال: نعم إن شاء الله ثلاثاً.
وأحرجه الطبراني في "الدعاء"(542 و592) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه البزار (2921) وابن خزيمة (604 و668) وابن المنذر في "الأوسط"(1409) والطبراني في "الدعاء"(542 و592) والدارقطني (1/ 341) من طرق (1) عن حفص بن غياث عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
واختلف عنه:
فقال محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى: ثني أبي عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن صلة عن حذيفة.
أخرجه البزار (2923)
وأما حديث السعدي عن أبيه أو عن عمه فأخرجه أبو داود (885) عن مسدد ثنا خالد بن عبد الله ثنا سعيد الجُرَيري عن السعدي عن أبيه أو عن عمه قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً.
(1) رواه محمد بن المثنى ومسدد وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن أبان الواسطي وسَلْم بن جُنَادة الكوفي ونعيم بن حماد المروزي وسعيد بن سليمان الواسطي وأبو الشعثاء علي بن الحسن الحضرمي عن حفص بن غياث بهذا الإسناد.
وخالفهم سحيم واسمه محمد بن القاسم الحراني فرواه عن حفص بن غياث عن مُجَالد عن الشعبي عن صلة عن حذيفة.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 235)
والأول أصح.
وأخرحه أبو نعيم في "الصحابة"(7117) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا خالد بن عبد الله به.
ورواه خلف بن الوليد العَتَكِي عن خالد بن عبد الله فقال: عن السعدي عن أبيه عن عمه.
أخرجه أحمد (5/ 271)
والسعدي قال المنذري في "مختصره": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف.
وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه البزار (كشف 537) والطبراني في "الكبير"(1572) وفي "الدعاء"(534 و586) والدارقطني (1/ 342) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثاً.
قال البزار: لا نعلمه عن جبير إلا من هذا الوجه، وعبد العزيز صالح، وليس بالقوي روى عنه أهل العلم"
قلت: إسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي.
قال ابن معين: ضعيف لم يحدث عنه إلا ابن عياش.
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث، واهي الحديث.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وأما حديث عبد الله بن أقرم فأخرجه الدارقطني (1/ 343) عن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام المخزومي ثنا إبراهيم بن سلمان عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً.
وإسناده واه، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
وأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق:
الأول: يرويه بشر بن رافع الحارثي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي عبيدة بن عبد الله أنّ ابن مسعود كان إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاثاً فزيادة، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثلاثاً فزيادة، قال أبو عبيدة: وكان أبي يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله.
أخرجه عبد الرزاق (2880) عن بشر بن رافع به.
وأخرجه ابن المنذر (1473) والطبراني في "الدعاء"(540) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
وإسناده ضعيف لضعف بشر بن رافع.
الثاني: يرويه عامر الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال: إنّ من السنة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم (1)، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى (2)، ثلاثاً.
أخرجه البزار (1947) والطبراني في "الدعاء"(539 و587) والدارقطني (1/ 341 - 342) من طريق أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني عن السَّرِي بن إسماعيل عن الشعبي به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن مسروق عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، والسري بن إسماعيل هذا فليس بالقوي"
وقال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف عند أهل الحديث" المجمع 2/ 128
الثالث: يرويه عون بن عبد الله الهُذَلي عن ابن مسعود مرفوعاً: "من قال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تمّ ركوعه، وذلك أدناه، ومن قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده، وذلك أدناه"
وقد تقدم قبل ثمانية أحاديث، ولعله مراد الحافظ بقوله: وأقله كما ورد في "السنن" أيضاً ثلاث تسبيحات.
(1) زاد الدارقطني: "وبحمده".
(2)
زاد الدارقطني: "وبحمده".
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البزار (3686) عن محمد بن صالح بن العوام ثنا عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده عن أبي بكرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح في ركوعه سبحان ربى العظيم ثلاثاً وفي سجوده سبحان ربى الأعلى ثلاثاً.
وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبد الرحمن بن بكار معروف نسبه، صالح الحديث"
قلت: محمد بن صالح بن العوام قال الهيثمي: لم أجد من ترجمه (المجمع 1/ 232) ولعله محمد بن صالح بن أبي العوام الصائغ المترجم في "تاريخ بغداد"(5/ 361).
وعبد الرحمن بن بكار لم أر من ترجمه.
وبكار بن عبد العزيز ذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه غير واحد.
وعبد العزيز بن أبي بكرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال (الوهم 3/ 282)
وأما حديث أبي مالك الأشعري فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3422) عن محمد بن صالح بن الوليد النَّرْسي ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، فلما ركع قال:"سبحان الله وبحمده" ثلاث مرات، ثم رفع رأسه.
شيخ الطبراني لم أرَ من ترجمه، وعبد الحميد وشهر صدوقان، والباقون ثقات، ويحيى بن حسان هو التِّنِّيسي.
وأما حديث عقبة بن عامر فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "اجعلوها في ركوعكم"
وأما حديث التميمي فأخرجه البيهقي (2/ 111) من طريق علي بن المديني ثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي ثنا سعيد الجُرَيري عن رجل من بنى تميم أحسن الثناء عليه عن أبيه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فسألته عن قدر ركوعه وسجوده قال: قدر ما يقول الرجل: سبحان الله وبحمده ثلاث مرات.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وأما حديث محمد بن علي فأخرجه عبد الرزاق (2894) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحطابة وسألوه فقال: "ثلاث تسبيحات ركوعاً، وثلاث تسبيحات سجوداً" للحطابة يعني قوماً جاءوه.