الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب علامات النبوة في الإِسلام
779 -
(5573) قال الحافظ: وحديث نبع الماء جاء من رواية أنس عند الشيخين وأحمد وغيرهم من خمسة طرق، وعن جابر بن عبد الله من أربعة طرق، وعن ابن مسعود عند البخاري والترمذي، وعن ابن عباس عند أحمد والطبراني من طريقين، وعن أبي ليلى والد عبد الرحمن عند الطبراني.
وقال: في حديث ابن عباس عند الطبراني: فجاءوا بشن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عصا موسى" (1)
حديث جابر أخرجه البخاري في الباب المذكور.
وحديث ابن عباس تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الدال فانظر حديث "دعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً بماء
…
"
وحديث أبي ليلى أخرجه الطبراني في "الكبير"(6420) عن الحسن بن علي الفَسَوي ثنا بشار بن موسى الخَفَّاف ثنا خالد بن نافع الأشعري ثنا عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابنا عطش شديد، فشكونا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"هل فضل ماء في إداوة؟ " فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة، فحفر النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض حفرة ووضع عليها نطعاً، ووضع كفه على الأرض، ثم قال لصاحب الإداوة "صب الماء على كفي واذكر اسم الله" ففعل، قال أبو ليلى: قد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روى القوم وسقوا كلهم.
وإسناده ضعيف لضعف خالد بن نافع.
780 -
(5574) قال الحافظ: وعن أبي قتادة عند مسلم، وعن أنس عند البيهقي في "الدلائل"، وعن زياد بن الحارث الصُّدَائي عنده، وعن حبان بن بُحّ -بضم الموحدة وتشديد المهملة- الصدائي أيضاً" (2)
حديث أبي قتادة أخرجه مسلم (681) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي
(1) 7/ 395 - 396 و396
(2)
7/ 396
قتادة قال: فذكر حديثاً طويلاً، وفيه: قال: فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار وحَمِيَ كلُّ شيء وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا، عطشنا، فقال:"لا هُلْكَ عليكم" ثم قال: "أطلقوا لي غمَرِي" قال: ودعا بالمِيْضَأة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يسقيهم، فلَم يَعْدُ أن رأى النَاسُ ماء في الميضأة تكابُّوا عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنوا المَلأ، كلكم سَيَرْوَى" قال: ففعلوا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وحديث أنس له في "الدلائل" للبيهقي روايتان:
الأولى: رواية سعيد بن سليم (1) الضُّبَعي ثنا أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشاً إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر أمَّرهما والناس كلهم، قال لهم:"أجِدَّوا السير فإنَّ بينكم وبين المشركين ماءً إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شقَّ على الناس وغُلبتم عطشاً شديداً أنتم ودوابكم وركابكم"
وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانيةٍ هو تاسعهم فقال لأصحابه "هل لكم أن نعرِّس قليلاً ثم نلحقَ بالناس؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. فعرسوا فما أيقظهم إلا حرُّ الشمس. فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيقظ أصحابه، فقال لهم:"قوموا واقضوا حاجتكم" ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل مع أحد منكم ماء؟ "
وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه أبو يعلى (4238) عن شيبان بن فَرُّوخ الأُبلي ثنا سعيد بن سليم به.
وأخرجه ابن عدي (3/ 1238) عن أبي يعلى به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 134 - 135) عن أبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ ابن عدي به.
قال ابن عدي: وسعيد بن سليم من أصحاب أنس الذين يروون عنه ممن ليس هم معروفين ولا حديثهم بالمعروف الذي يتابعه أحد عليه، وهو في عداد الضعفاء الذين يروون عن أنس"
وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن سليم وثقه ابن حبان وقال: يخطىء وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 301
(1) ويقال: سليمان.
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سليم" الإتحاف 8/ 108
الثانية: يرويها إبراهيم بن طهمان الخراساني عن يحيى بن سيد أنه حدثه أنَّ أنساً أتاهم بِقُبَاء فسألهم عن بئر هناك، قال: فدللته عليها، فقال: لقد كانت هذه وإنَّ الرجل لينضح على حماره فينزح فنستخرجها له، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذَنوب فسقي، فإما أن يكون توضأ منه أو تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر، قال: فما نزحت بعد.
قال: فما برحته فرأيته بال، ثم جاء فتوضأ، ومسح على خفيه، ثم صلى.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 136) عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو حامد الشَّرْقي ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان به.
وإسناده صحيح، وأبو حامد اسمه أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري.
وحديث زياد بن الحارث وحبان بن بح تقدما برقم 177
781 -
(5575) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند الدارمي: فأمر أن يحفر له ويدفن" (1)
له عن أبي سعيد طرق:
الأول: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن أبي الوَدَّاك جبر بن نوف عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي، فقال: أصنع لك منبراً تخطب عليه، فصنع له هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حنَّ الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه فضمه إليه فسكن، فأمر به أن يدفن ويحفر له.
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 486) وفي "مسنده"(المطالب 733/ 1) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن مجالد به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(308) واللالكائي في "السنة"(1476) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(126)
وأخرجه الدارمي (37) واللالكائي (1476) وإسماعيل الأصبهاني (126) من طرق عن أبي أسامة به.
(1) 7/ 415
وتابعه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد به.
أخرجه أبو يعلى (1067)
وإسناده ضعيف لضعف مجالد.
الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة يقوم إليها، فجاء رجل فأمره أن يجعل له كرسيا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم-يخطب عليه، فحنَّت الخشبة التي كان يقوم عندها حتى سمع أهل المسجد حنينها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى احتضنها، فسكنت.
أخرجه البزار (كشف 635) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي ثنا أبي عن عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية.
الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُريري عن أبي نَضْرة العبدي ثني أبو سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله! قد كثر الناس وإنهم ليحبون أن يروك فلو اتخذت منبراً تقوم عليه فيراك الناس، قال:"نعم، من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: "تجعله؟ " قال نعم، ولم يقل: إن شاء الله. قال: "ما اسمك؟ " قال: فلان، قال:"اقعد" فقعد، ثم عاد فقال:"من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: أنا، قال:"تجعله؟ " قال: نعم، ولم يقل: إن شاء الله، قال:"ما اسمك؟ " قال: فلان، قال:"اقعد" ثم عاد فقال: "من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إليه رجل فقال: أنا، فقال:"تجعله"؟ فقال: نعم إن شاء الله، قال:"ما اسمك؟ " قال: إبراهيم، قال:"اجعله" فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر المسجد، فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فاستوى عليه حنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد. قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فاعتنقها، فلم يزل حتى سكنت، ثم عاد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"إنَّ هذه النخلة إنما حنت شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقها، فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة"
أخرجه عبد بن حميد (873) عن علي بن عاصم الواسطي عن الجريري به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وقد خولف كما تقدم عند الحديث رقم 278
782 -
(5576) قال الحافظ: وفي حديث أبي بن كعب عند أحمد والدارمي وابن ماجه: فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وانشق.
وفي حديثه: فأخذ أبي بن كعب ذلك الجذع لما هدم المسجد فلم يزل عنده حتى بَلِيَ وعاد رُفَاتا" (1)
أخرجه الشافعي (البداية والنهاية 6/ 125 - 126) وابن سعد (1/ 251 - 252) وأحمد (5/ 137) والدارمي (36) وابن ماجه (1414) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 138 و138 - 139) وأبو يعلى (مصباح الزجاجة 2/ 16) والطحاوي في "المشكل"(4176) والهيثم بن كليب (1445 و1446) واللالكائي في "السنة"(1474 و1475) وأبو نعيم في "الدلائل"(306) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 67) من طرق عبد الله بن محمد بن عَقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجدُ عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجِذْع، فقال رجل من أصحابه: هل لك أن نجعل لك شيئاً تقوم عليه يومَ الجمعة، حتى يراك الناس وتُسمِعَهم خُطبتك؟ قال:"نعم" فصنع له ثلاثَ درجات، فهي التي على المنبر، فلما صُنع المنبرُ وضعوه في موضعه الذي هو فيه، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم إلى المنبر مرَّ إلى الجذع الذي كان يخطب إليه، فلما جاوز الجذع خارَ حتى تصدَّع وانشقَّ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع، فمسحه بيده حتى سَكَنَ، ثم رجع إلى المنبر، فكان إذا صلى، صلى إليه.
فلما هُدمِ المسجد وغُيِّر، أخذ ذلك الجذعَ أُبيُّ بن كعب، وكان عنده في بيته حتى بَلِيَ، فأكلته الأَرَضَةُ، وعاد رُفَاتا.
قال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 2/ 16
قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف عند الجمهور.
783 -
(5577) قال الحافظ: وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى وفيه "وراء الدجال سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لدّ فيقتله وينهزم اليهود فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فقال: يا عبد الله للمسلم، هذا يهودي فتعال فاقتله إلا الغَرْقَد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود، ونحوه في حديث سَمُرَة عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب "الإيمان" من حديث حذيفة بإسناد صحيح" (2)
(1) 7/ 416
(2)
7/ 423
حديث أبي أمامة تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "إنه لم تكن فتنة في الأرض
…
"
وحديث سمرة تقدم أيضاً في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً
…
"
وحديث حذيفة أخرجه ابن منده في "الإيمان"(1033) من طريق أحمد بن مهدي بن رُسْتُم الأصبهاني ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن رِبعي بن حِرَاش عن حذيفة مرفوعاً "أنا أعلم بما مع الدجال، معه نهران، أحدهما نار تأجج في عين من يراه، والآخر ماء أبيض من أدركه منكم فليغمض وليشرب من الذي يراه ناراً فإنه ماء بارد، وإياكم والآخر فإنه فتنة. واعلموا أنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه من كتب ومن لا يكتب، وإنّ إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة، وإنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية فيق، وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، وإنه يقتل من المسلمين ثلثاً ويهزم ثلثاً ويبقى ثلثاً فيحجز بينهم الليل فيقول بعض المؤمنين: ما تنتظرون أن تلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربكم، من كان عنده فضل طعام فليعد به على أخيه، وصلوا حين ينفجر الفجر، وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم، فلما قاموا يصلون نزل عيسى ابن مريم، أمامهم فصلى بهم، فلما انصرف قال: هكذا وفرجوا بيني وبين عدو الله. قال: فيذوب يعني ذوب الملح، فيسلط الله عليهم المسلمين فيقتلونهم، حتى إنّ الحجر والشجر لينادي: يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودي فاقتله
…
" وذكر الحديث وفيه طول.
واختلف فيه على سعيد بن سليمان الواسطي:
فقال محمد بن شاذان الجوهري: ثا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة الأشجعي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حازم الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة.
أخرجه الحاكم (4/ 490 - 492)
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: لم يخرج مسلم رواية سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة، وخلف كان قد اختلط، ولم أر أحداً صرح بسماع سعيد منه أهو قبل الإختلاط أم بعده.
والحديث أخرجه مسلم (4/ 2249) من طريق يزيد بن هارون الواسطي عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة مختصراً إلى قوله: "يقرؤه كل مؤمن، كاتبٍ وغير كاتب"
وأخرجه البخاري (فتح 16/ 213 - 214) من طريق عبد الملك بن عمير الكوفي عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال: "إنَّ معه ماءً وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار"