الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه مسلم (450) من طريق علقمة بن قيس قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فذكر الحديث وقال فيه: "لكم كلُّ عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفرَ ما يكونُ لحماً، وكلُّ بعْرة علف لدوابَّكم".
باب انشقاق القمر
826 -
(5620) قال الحافظ: وقد جاءت هذه القصة من حديث ابن عباس وهو أيضاً ممن لم يشاهدها، ومن حديث ابن مسعود وجبير بن مطعم وحذيفة وهؤلاء شاهدوها" (1)
حديث ابن عباس وحديث ابن مسعود أخرجهما البخاري في الباب المذكور.
وحديث جبير بن مطعم وحديث حذيفة تقدم الكلام عليهما في باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية، رقم 785.
باب قصة أبي طالب
827 -
(5621) قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق من حديث ابن عباس بسند فيه من لم يسم أنَّ أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لا إله إلا الله فأبى، قال: فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه فأصغى إليه فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها.
وهذا الحديث لو كان طريقه صحيحاً لعارضه هذا الحديث الذي هو اْصح منه فضلاً عن أنه لا يصح" (2)
ضعيف
أخرجه ابن هشام في "السيرة"(1/ 417 - 418) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس قال: مشوا
(1) 8/ 181
(2)
8/ 194
إلى أبي طالب فكلموه، وهم أشراف قومه: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وأبو سفيان بن حرب، في رجال من أشرافهم، فقالوا: يا أبا طالب، إنك منا حيث قد علمت، وقد حضرك ما ترى، وتخوفنا عليك، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعُه، فخذ له منا، وخذ لنا منه، ليكفَّ عنا، ونكف عنه، وليدعنا وديننا، وندعه ودينه، فبعث إليه أبو طالب، فجاءه، فقال: يا ابن أخي، هؤلاء أشراف قومك، قد اجتمعوا لك، ليعطوك، وليأخذوا منك. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عم، كلمة واحدة تُعطونيها تملكون بها العرب، وتَدين لكم بها العجم" فقال أبو جهل: نعم وأبيك، وعشر كلمات، قال:"تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه" قال: فصفقوا بأيديهم، ثم قالوا: أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً، إنَّ أمرك لعجب! قال: ثم قال بعضهم لبعض: إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم، حتى يحكم الله بينكم وبينه.
قال: ثم تفرقَوا.
فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله يا ابن أخي، ما رأيتك سألتهم شططا.
قال: فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامه، فجعل يقول له:"أي عم، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة"
قال: فلما رأى حرصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، قال: يا ابن أخي، والله لولا مخافة السُّبَّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرّك بها.
قال: فلما تقارب من أبي طالب الموت نظر العباس إليه يحرك شفتيه، قال: فأصغى إليه بإذنه، فقال: يا ابن أخي، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم أسمع"
ورواه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 238) عن ابن إسحاق به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 346)
وقال: هذا إسناد منقطع ولم يكن أسلم العباس في ذلك الوقت، وحين أسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حال أبي طالب فقال ما في الحديث الثابت: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" رواه البخاري ومسلم"
وقال الذهبي: هذا لا يصح، ولو كان سمعه العباس يقولها لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
هل نفعت عمك بشيء؟، ولما قال علي بعد موته: يا رسول الله! إنَّ عمك الشيخ الضال قد مات" تاريخ الإِسلام 2/ 149
وقال أيضاً: إسناده ضعيف لأنَّ فيه مجهولاً، وأيضاً فكان العباس ذلك الوقت على جاهليته، ولهذا إن صح الحديث لم يَقبل النبي صلى الله عليه وسلم روايته وقال له:"لم أسمع" وقد تقدم أنه بعد إسلامه قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فلو كان العباس عنده علم من إسلام أخيه أبي طالب لما قال هذا ولما سكت عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: "هو في ضحضاح من النار" ولقال: إني سمعته يقول: لا إله إلا الله، ولكن الرافضة قوم بهت" 2/ 151
وقال ابن كثير: إنَّ في السند مبهماً لا يعرف حاله، وهو قوله: عن بعض أهله، وهذا إبهام في الإسم والحال، ومثله يتوقف فيه لو انفرد، والخبر عندي ما صح لضعف سنده" البداية والنهاية 3/ 123 و125.
828 -
(5622) قال الحافظ: وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عند أحمد: فقال أبو طالب: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت لأقررت بها عينك. وأخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس نحوه.
وقل: ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب: قال: فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] " (1)
حديث أبي هريرة أخرجه مسلم (25) من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: "قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة" قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك.
فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]
وحديث ابن عباس تقدم في الذي قبله.
حديث الإسراء
829 -
(5623) قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن إسحاق "فلما فرغت مما كان في بيت المقدس أتى بالمعراج" فذكر الحديث.
(1) 8/ 195
وقال: وفي حديث أم هانىء عند ابن أسحاق وأبي يعلى نحو ما في حديث أبي سعيد هذا.
وقال: ووقع في حديث أم هانىء عند ابن سعد "فخيل لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته"
وقال: وفي حديث أم هانىء أيضاً أنهم قالوا له: كم للمسجد باب؟ قال: "ولم أكن عددتها، فجعلت أنظر إليه وأعدها باباً باباً" وفيه عند أبي يعلى أنَّ الذي سأله عن صفة بيت المقدس هو المُطْعم بن عدي والد جبير بن مطعم وفيه من الزيادة: فقال رجل من القوم: هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم فهم في طلبه، ومررت بإبل بني فلان انكسرت لهم ناقة حمراء" قالوا: فأخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاة، قال:"كنت عن عدتها مشغولاً" فقام فأتى الإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء ثم أتى قريشاً فقال: "هي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان" فكان كما قال" (1)
حديث أبي سعيد تقدم برقم 114
وحديث أم هانىء له عنها طرق:
الأول: يرويه أبو صالح باذام مولى أم هانىء قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس، فجلس وأنا على فراشي فقال:"شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام فأتاني جبريل عليه السلام فذهب بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، مضطرب الأذنين، فركبته فكان يضع حافره مدَّ بصر، إذا أخذ بي في هبوط طالت يده وقصرت رجلاه، وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه، وجبريل لا يفوتني حتى انتهينا إلى ببت المقدس، فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها، فنشر لي رهط من الأنبياء منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم فصليت بهم وكلمتهم، وأتيت بإناءين أحمر وأبيض، فشربت الأبيض، فقال لي جبريل: شربت اللبن وتركت الخمر، ولو شربت الخمر لارتدت أمتك، ثم ركبته فأتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة" قالت: فتعلقت بردائه أنشدك الله يا ابن عم أن تحدث هذا قريشاً، فيكذبك من صدقك، فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي، فارتفع عن بطنه، فنظرت إلى عكنه فوق إزاره كأنه طي
(1) 8/ 197 و200
القراطيس، وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصري، فخررت ساجدة، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج، فقلت لجاريتي نبعة: ويحك اتبعيه فانظري ماذا يقول وماذا يقال له. فلما رجعت نبعة أخبرتني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم، فيهم: المطعم بن عدي بن نوفل، وعمرو بن هشام، والوليد بن المغيرة، فقال:"إني صليت الليلة العشاء في هذا المسجد، وصليت به الغداة، وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس، فنشر لي رهط من الأنبياء منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم فصليت بهم وكلمتهم" فقال عمرو بن هشام كالمستهزىء به: صفهم لي.
قال: "أما عيسى عليه السلام ففوق الربعة ودون الطويل، عريض الصدر ظاهر الدم، جعد الشعر، تعلوه صهبة، كأنه عروة بن مسعود الثقفي.
وأما موسى عليه السلام فضخم، آدم، طوال، كأنه من رجال شنوءة، متراكب الأسنان، مقلّص الشفة، خارج اللّثة، عابس.
وأما إبراهيم عليه السلام فوالله إنه لأشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً" قال: فضجوا وأعظموا ذلك.
قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل: كل أمرك قبل اليوم كان أَمَماً غير قولك اليوم، فأنا أشهد أنك كاذب نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس نصعد شهراً، وننحدر شهراً، تزعم أنك أتيته في ليلة، واللات والعزى لا أصدقك، وما كان هذا الذي تقول قط، وكان للمطعم بن عدي حوض على زمزم أعطاه إياه عبد المطلب، فهدمه وأقسم باللات والعزى لا يسقى منه قطرة أبداً.
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا مطعم، بئس ما قلت لابن أخيك، جبهته وكذبته، أنا أشهد أنه صادق، فقالوا: يا محمد صف لنا بيت المقدس، قال:"دخلته ليلاً وخرجت منه ليلاً" فأتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه، فجعل يقول:"باب منه كذا في موضع كذا، وباب منه كذا في موضع كذا" وأبو بكر يقول: صدقت، صدقت، قالت نبعة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذٍ "يا أبا بكر إني قد أسميتك الصديق" قالوا: يا مطعم، دعنا نسأله عما هو أغنى لنا من بيت المقدس، يا محمد، أخبرنا عن عيرنا فقال:"أتيت على عير بني فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم، فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء فشربت منه، فاسألوهم عن ذلك" قالوا: هذا والإله آية "ثم انتهيت إلى عير بني فلان فنفرت مني الإبل، وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخيط ببياض، لا أدري أكسر البعير أم لا، فاسألوهم عن ذلك، قالوا: هذه والإله آية "ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق، ها هي ذه تطلع عليكم من الثنية" فقال الوليد بن المغيرة:
ساحر، فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال، فرموه بالسحر وقالوا: صدق الوليد بن المغيرة فيما قال، فأنزل الله عز وجل:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] قلت لأم هانىء: ما الشجرة الملعونة في القرآن؟ قالت: الذين خُوّفوا فلم يزدهم التخويف إلا طغياناً وكفراً.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(المطالب 4231 - الإتحاف 8543 - تفسير ابن كثير 3/ 22) وفي "معجمه"(10) عن محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ثنا ضَمْرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن أبي صالح مولى أم هانىء به.
ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(52) والذهبي في "تاريخ الإِسلام"(2/ 156 - 157)
وقال: وهو حديث غريب، الوساوسي ضعيف تفرد به"
قلت: هو شيخ أبي يعلى ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: قال لي البزار: كان يضع الحديث، وحديثه يدل على ذلك.
وقال الدارقطني في "العلل": ضعيف.
ورواه ابن إسحاق كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 22) عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام عن أم هانىء مختصراً.
وأخرجه الطبري (15/ 2) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل الأبرش ثنا ابن إسحاق به.
قال ابن كثير: الكلبي متروك بمرة ساقط"
قلت: رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق فأسقط منه الكلبي وشيخه.
أخرجه ابن هشام في "السيرة"(1/ 402 - 403) عن زياد عن ابن إسحاق قال: بلغني عن أم هانىء.
الثاني: يرويه عبد الأعلي بن أبي المُساور الزهري عن عكرمة عن أم هانىء قالت: بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي، ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليها، ثم انطلق حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خَلقه خَلقي ويشبه خلقي خُلقه، وأراني موسى آدم طويلاً سبط الشعر شبهته برجال أزد شنوءة، وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة
شبهته بعروة بن مسعود الثقفي، وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت" فأخذت بثوبه فقلت: أني أذكرك الله، إنك تأتي قوماً يكذبونك وينكرون مقالتك، فأخاف أن يسطوا بك، قالت: فضرب ثوبه من يدي، ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس، فأخبرهم ما أخبرني، فقام جبير بن مطعم فقال: يا محمد لو كنت شاباً كما كنت ما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا، فقال رجل من القوم: يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم والله وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم، فهم في طلبه" فقال: هل مررت بإبل لبني فلان؟ قال: "نعم في مكان كذا وكذا، قد انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها"، قالوا: فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة، قال:"قد كنت عن عدتها مشغولاً" فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة، ثم أتى قريشاً فقال:"سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة فلان وفلان، وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا، وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة وفلان وفلان، وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية" قال: فغدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم ما قال، فاستقبلوا الإبل، فسألوا: هل ضل لكم بعير؟ قالوا: نعم. فسألوا الآخر: هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا: نعم، قالوا: فهل كانت عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها، فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض، وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذٍ الصديق.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 432 - 434)
قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور متروك كذاب" المجمع 1/ 76
الثالث: يرويه أبو مرة مولى عقيل عن أم هانىء قالت:
أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُمِلْتُ عَلى دَابّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الحِمَارِ وَبَيْنَ البَغْلَةِ في فَخِذيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجلَيهَا فَلَمّا دَنَوْتُ لأركَبهَا شَمَسَتْ فَوَضَع جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرَفَتِهَا ثمّ قَالَ: ألا تَسْتَحْيينَ يَا بُرَاقُ مِمّا تَصْنَعِينَ؟ وَالله مَا رَكِبَ عَلَيْكِ عَبْدٌ لله قَبْلَ مُحَمّد أكْرَمُ عَلَى الله مِنْهُ! فَاسْتَحْيَتْ حَتّى ارْفَضّتْ عَرَقاً ثُم قَرّتْ حَتّى رَكِبتُهَا فَعَمِلَتْ بأذُنَيهَا وَقُبِضَتِ الأرْضُ حَتّى كانَ مُنْتَهَى وَقْع حَافِرِهَا طَرَفُهَا وَكانَتْ طَوِيلَةَ الظَهْرِ طَوِيلَةَ الأُذُنَيْنِ، وَخَرَجَ مَعِي جِبْرِيلُ لا يَفُوتُنِي وَلا أفُوتهُ حَتّى انْتَهَى بي إلى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَانتَهَى البُرَاقُ إلى مَوْقِفِهِ الَذي كَانَ يَقِفُ فَرَبَطَهُ فِيهِ، وَكَانَ مربط الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وَرَأَيْتُ الأنبِيَاءَ جُمِعُوا لي فَرَأيتُ إبراهِيمَ وَمُوسَى وَعيسَى فَظَنَنتُ أنّهُ لابُدّ من أن يَكُونَ لَهُمْ إمَامْ فَقَدّمَنِي جِبْرِيلُ حَتّى صَليت بَيْنَ أيْدِيهِم وَسَألتُهُمْ فَقَالُوا: بُعِثْنَا بِالتّوْحِيد" وقال
بعضهم: فُقد النبيّ صلى الله عليه وسلم، تلك الليلة فتفرّقت بنو عبد المطّلب يطلبونه ويلتمسونه، وخرج العبّاس بن عبد المطّلب حتى بلغ ذا طوى فجعل يصرخ: يا محمد يا محمد! فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَبّيْكَ! قال: يا ابن أخي عَنّيْت قومك منذ الليلة فأين كنت؟ قال: أتَيتُ من بَيْتِ المَقْدس، قال: في ليلتك! قال: نَعَمْ، قال: هل أصابك إلا خير؟ قال: مَا أصَابَني إلا خَيْرٌ، وقالت أمّ هانىء ابنة أبي طالب: ما أُسري به إلا من بيتنا، نام عندنا تلك الليلة صلّى العشاء ثمّ نام، فلمّا كان قبل الفجر أنبهناه للصبح، فقام فلمّا صلّى الصبح قال:"يا أم هانىء لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوَادي ثُمَّ قَدْ جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت الغداة معكم" ثمّ قام ليخرج فقلت: لا تحدِّث هذا الناسَ فيكذبوك ويؤذوك، فقال:"والله لأحدثنهم" فأخبرهم، فتعجبوا وقالوا: لم نسمع بمثل هذا قطّ! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لجبريل "يا جبريل إن قومي لا يصدقونني، قال: يصدقك أبو بكر وهو الصديق، فأتيت ناساً كثيراً كانوا قد صلوا وسلموا وقمت في الحجر فخيل إلى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه، فقال بعضهم: كم للمسجد من باب؟ ولم أكن عددت أبوابه، فجعلت انظر إليها وأعدها باباً باباً وأعلمهم وأخبرتهم عن عيرات لهم في الطريق وعلامات فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم" وأنزل الله عز وجل، عليه {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قال: كانت رؤيا عين رآها بعينه.
أخرجه ابن سعد (1/ 213 - 215) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن أبي مرة به.
والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال إسحاق بن راهويه وغيره: يضع الحديث.
830 -
(5624) قال الحافظ: في رواية عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة عن أنس عند البيهقي في "الدلائل " أنه مرَّ بشيء يدعوه متنحياً عن الطريق فقال له جبريل: سر، وأنه مرَّ على عجوز فقال:"ما هذه؟ " فقال: سر، وأنه مرَّ بجماعة فسلموا فقال جبريل: اردد عليهم. وفي آخره: فقال له: الذي دعاك إبليس، والعجوز الدنيا، والذين سلموا إبراهيم وموسى وعيسى.
وقال: وفي رواية عبد الرحمن بن هاشم عن أنس: ثم بعث له آدم فمن دونه فأمهم تلك الليلة. أخرجه الطبراني" (1)
أخرجه الطبري (15/ 6) والطحاوي في "المشكل"(5009)
(1) 8/ 199 و199 - 200
عن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفي
والبيهقي في "الدلائل"(2/ 361 - 362)
عن أبي علي عبد العزيز بن عمران بن مقلاص
قالا: ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن أنس قال: لما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق فكأنها أَمَرَّتْ ذَنَبَها، فقال لها جبريل: مَهْ يا براق! فوالله إنْ ركبك مثلُهُ، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقال:"ما هذه يا جبريل؟ " قال: سِرْ يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، فإذا شيء يدعوه متنحياً عن الطريق يقول: هلم يا محمد، فقال له جبريل: سِرْ يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، فلقيه خلق من الخلق، فقالوا: السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام يا حاشر، فقال له جبريل: أردد السلام يا محمد، فردَّ السلام، ثم لقيه الثانية فقال له مثل مقالته الأولى، ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء والخمر واللبن، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن، فقال له جبريل: أصبت الفطرة، ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، ثم قال له جبريل: أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز، وأما الذي أراد أن تميل إليه فذلك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى"
قال ابن كثير: في بعض ألفاظه نكارة وغرابة" التفسير3/ 5
قلت: عبد الرحمن بن هاشم لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات.
831 -
(5625) قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني والبزار: أنه مرَّ بقوم يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد كما كان، قال جبريل: هؤلاء المجاهدون، ومرَّ بقوم ترضخ رؤوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت، قال: هؤلاء الذين تثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ومرَّ بقوم على عوراتهم رقاع يسرحون كالأنعام، قال: هؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ومرَّ بقوم يأكلون لحماً نيئاً خبيثاً ويدعون لحماً نضيجاً طيباً، قال: هؤلاء الزناة، ومرَّ برجل جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها ثم هو يضم إليها غيرها، قال: هذا الذي عنده الأمانة لا يؤديها وهو يطلب أخرى، ومرَّ
بقوم تقرض ألسنتهم وشفاههم، كلما قرضت عادت، قال: هؤلاء خطباء الفتنة، ومرَّ بثور عظيم يخرج من ثقب صغير يريد أن يرجع فلا يستطيع، قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم فيريد أن يردها فلا يستطيع.
وفي حديث أبي هريرة عند البزار والحاكم أنه صلى ببيت المقدس مع الملائكة وأنه أتى هناك بأرواح الأنبياء فأثنوا على الله، وفيه قول إبراهيم: لقد فضلكم محمد" (1)
تقدم برقم 115
832 -
(5626) قال الحافظ: وعند مسلم (172) من رواية عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه "ثم حانت الصلاة فأممتهم"(2)
وتمامه "لقد رأيتُني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُربة ما كُربت مثله قط، فرفعه الله لي انظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْبٌ جَعْد كأنه من رجال شَنُوْءَةَ، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شَبَهاً عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام"
833 -
(5627) قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الأوسط": "ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمداً" وفيه "ثم مرَّ بقوم بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أحدهم خرَّ، وأنَّ جبريل قال له: هم آكلوا الربا، وأنه مرَّ بقوم مشافرهم كالإبل يلتقمون حجراً فيخرج من أسافلهم وأنَّ جبريل قال له: هؤلاء أكلة أموال اليتامى"(3)
(1) 8/ 199
(2)
8/ 200
(3)
8/ 200