الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبواب التهجد
باب ترك القيام للمريض
340 -
(5134) قال الحافظ: وقد حكى ابن بطال عن تفسير بقي بن مخلد قال: قالت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم حين أبطأ عنه الوحي: أنّ ربك قد قلاك، فنزلت -والضحى-. وقد تعقبه ابن المنير ومن تبعه بالإنكار لأنّ خديجة قوية الإيمان لا يليق نسبة هذا القول إليها لكن إسناد ذلك قوي، أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكامه" والطبري في "تفسيره" وأبو داود في "أعلام النبوة" له كلهم من طريق عبد الله بن شداد بن الهاد وهو من صغار الصحابة، والإسناد إليه صحيح.
وأخرجه أبو داود أيضًا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، لكن ليس عند أحد منهم أنها عبرت بقولها: شيطانك، وهذه اللفظة المستنكرة في الخبر.
وفي رواية إسماعيل وغيره "ما أرى صاحبك" بدل "ربك" والظاهر أنها عنت بذلك جبريل.
وأغرب سُنيد بن داود فيما حكاه ابن بشكوال فروى في "تفسيره" عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وغلط سنيد في ذلك فقد رواه الطبري عن أبي كُرَيب عن وكيع فقال فيه: قالت خديجة، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي معاوية عن هشام" (1)
مرسل
(1) 3/ 250 - 251
وحديث عبد الله بن شداد بن الهاد أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 23) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الشيباني عن عبد الله بن شداد أنّ خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنزل الله:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 1 - 3].
وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(304) من طريق إسماعيل القاضي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد به.
وأخرجه (1/ 348) من طريق أبي داود ثنا عبد الله بن الجراح عن جرير عن الشيباني عن عبد الله بن شداد به.
وقال في روايته: "ما أرى صاحبك إلا قد وَدَّعَك وقَلَاك"
قال الحافظ: هذا طريق مرسل ورواته ثقات" الفتح 10/ 339
قلت: وهو كما قال، وعبد الله بن شداد ليست له صحبة، قال العجلي والخطيب البغدادي وابن خلفون: هو من كبار التابعين.
وحديث هشام بن عروة أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(305) من طريق أبي داود ثنا محمد بن سوَّار المصري ثنا عَبْدة (1)
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 256) من طريق ابن أبي حاتم أنا أبو سعيد الأشج أنا أبو معاوية (2)
وأخرجه الطبري (30/ 232) عن أبي كريب (3) محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا وكيع
ثلاثتهم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فَجَزَع جزءاً شديداً، فقالت خديجة، قد قلاك ربك لما يرى جزعك، فأنزل الله تعالى:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 1 - 3].
وهذا مرسل رواته ثقات.
(1) هو ابن سليمان الكلابي.
(2)
هو محمد بن خازم الضرير.
(3)
رواه سُنيد بن داود عن وكيع فقال فيه: فقالت عائشة.
أخرجه ابن بشكوال (306)
وهذا خطأ من سنيد لأنّ عائشة لم تكن ولدت بعد.
واختلف فيه على هشام، فرواه يونس بن بكير الشيباني في "المغازي"(ص 135) عن هشام عن أبيه عن خديجة قالت
…
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 60)
وقال: في هذا الإسناد انقطاع"
قلت: عروة بن الزبير لم يدرك خديجة، وحديث عبدة بن سليمان ومن تابعه أصح.
341 -
(5135) قال الحافظ: روى الحاكم من طريق بس سرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أسلم قال: قالت امرأة أبي لهب لما مكث النبي صلى الله عليه وسلم أياماً لم ينزل عليه الوحي: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك، فنزلت -والضحى-. رجاله ثقات" (1)
أخرجه الحاكم (2/ 526 - 527) عن إسحاق بن محمد الهاشمي ثنا محمد بن علي بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} -إلى- {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)} قال: فقيل لامرأة أبي لهب: إنّ محمدًا قد هجاك، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في الملأ فقالت: يا محمد، على ما تهجوني، قال: فقال: "إني والله ما هجوتك، ما هجاك إلا الله" فقالت: هل رأيتني احمل حطبًا أو رأيت في جيدي حبلًا من مسد؟ ثم انطلقت، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً لا ينزل عليه، فأتته فقالت: يا محمد، ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك، فأنزل الله عز وجل:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} .
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة. أخبرناه أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن يزيد بن زيد قال: لما نزك ({تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} فذكر الحديث مثله حرفًا بحرف".
قلت: ويزيد بن زيد قال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير أبي إسحاق.
وقال الذهبي في "الميزان": لا نعرفه.
(1) 3/ 251