الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبواب الكسوف
باب الصلاة في كسوف الشمس
318 -
(5112) قال الحافظ: وقد ثبت في حديث جابر عند مسلم مثله وقال فيه: إنّ في كل ركعة ركوعين" (1)
أخرجه مسلم (904) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر قال: كَسَفَت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحرِّ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوا من ذاك. فكانت أربعَ ركعات وأربعَ سجدات
…
319 -
(5113) قال الحافظ: وقد أخرج عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي قِلَاية أنه صلى الله عليه وسلم كان كلما ركع ركعة أرسل رجلاً ينظر هل انجلت" (2)
تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث: "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد
…
"
باب الصدقة في الكسوف
320 -
(5114) قال الحافظ: زاد النسائي في حديث سمرة: وشهد أنه عبد الله ورسوله" (3)
(1) 3/ 180
(2)
3/ 180
(3)
3/ 184
انظر حديث: "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظاما" في المجموعة الأولى في حرف اللام ألف.
321 -
(5115) قال الحافظ: واستدل به على أنّ لصلاة الكشوف هيئة تخصها من التطويل الزائد على العادة في القيام وغيره ومن زيادة ركوع في كل ركعة. وقد وافق عائشة على رواية ذلك عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومتفق عليهما، ومثله عن أسماء بنت أبي بكر كما تقدم في صفة الصلاة، وعن جابر عند مسلم، وعن علي عند أحمد، وعن أبي هريرة عند النسائي، وعن ابن عمر عند البزار، وعن أم سفيان عند الطبراني، وفي رواياتهم زيادة رواها الحفاظ الثقات فالأخذ بها أولى من إلغائها، وبذلك قال جمهور أهل العلم من أهل الفتيا. وقد وردت الزيادة في ذلك من طرق أخرى: فعند مسلم من وجه آخر عن عائشة وآخر عن جابر أنّ في كل ركعة ثلاث ركوعات. وعنده من وجه آخر عن ابن عباس أن في كل ركعة أربع ركوعات. ولأبي داود من حديث أبي بن كعب والبزار من حديث علي أنّ في كل ركعة خمس ركوعات. ولا يخلو إسناد منهما عن علة، وقد أوضح ذلك البيهقي وابن عبد البر، ونقل صاحب الهدي عن الشافعي وأحمد والبخاري أنهم كانوا يعدون الزيادة على الركوعين في كل ركعة غلطا من بعض الرواة، فإنّ أكثر طرق الحديث يمكن رد بعضها إلى بعض، ويجمعها أنَّ ذلك كان يوم مات إبراهيم عليه السلام، وإذا اتحدت القصة تعين الأخذ بالراجح، وجمع بعضهم بين هذه الأحاديث بتعدد الواقعة وأن الكسوف وقع مرارًا فيكون كل من هذه الأوجه جائزًا، وإلى ذلك نحا إسحاق لكن لم تثبت عنده الزيادة على أربع ركوعات" (1)
حديث جابر تقدم قبل حديثين.
وله طريق أخرى تقدم الكلام عليها في المجموعة الأولى في حرف الصاد عند حديث: "صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات"
وحديث علي له عنه طريقان:
الأول: يرويه الحكم بن عتيبة الكوفي واختلف عنه:
(1) 3/ 185
- فقال زهير بن معاوية الكوفي: ثنا الحسن بن الحر ثنا الحكم بن عتيبة عن رجل يدعى حنشا قال: كَسَفَت الشمس فصلى عليّ بالناس فقرأ يس أو نحوها، ثم ركع نحوا من قدر السورة، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر قراءته أيضاً، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام أيضاً قدر السورة، ثم ركع قدر ذلك أيضاً، حتى ركع أربع ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد، ثم قال في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس، ثم حدثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فعل.
أخرجه أحمد (1/ 143) وابن خزيمة (1388 و1394) وابن المنذر (2911) والطحاوي (1/ 328) والبيهقي (3/ 330) من طرق عن زهير به.
- ورواه سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الحكم بن عتيبة فلم يرفعه.
وقال: عن حنش بن ربيعة الكناني.
أخرجه عبد الرزاق (4936) وابن أبي سنة (2/ 472) وابن المنذر (2894 و2905) والطحاوي (1/ 334) والطبراني في "الدعاء"(2235) والبيهقي (3/ 330)
وتابعه منصور بن المعتمر الكوفي عن الحكم به.
قاله الدارقطني في "العلل"(3/ 191).
وقال: والموقوف أصح"
وقال البيهقي: وحنش هذا غير قوي في الحديث" معرفة السنن 5/ 151
وقال ابن المديني: حنش بن ربيعة الذي روى عنه الحكم بن عتيبة لا أعرفه.
وقال البخاري: يتكلمون في حديثه.
وقال ابن حبان: كان كثير الوهم في الأخبار، ينفرد عن علي عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج به.
الثاني: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن عبد الأعلي بن عامر الثعلبي عن محمد بن علي بن الحنفية وعبد الرحمن بن أبي ليلى قالا: كسفت الشمس على عهد علي فقام فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم فعل في الثانية مثل ذلك، ثم سلم، ثم قال: ما صلاها أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري.
أخرجه البزار (628 و639) وابن المنذر (2907) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا إسرائيل به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا عبد الأعلى، ولا عن عبد الأعلى إلا إسرائيل"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.
وحديث أبى هريرة أخرجه النسائي (3/ 113) وفي "الكبرى"(1868) عن محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم الكُريزي ثني إبراهيم سَبَلان ثنا عباد بن عباد المُهَلَّبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فصلى للناس فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتن وفعل فيهما مثلَ ذلك، ثم سجد سجدتين يفعل فيهما مثلَ ذلك حتى فرغ من صلاته. ثم قال:"إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل، وإلى الصلاة"
قال ابن عبد البر: حديث لين" التمهيد 3/ 314
وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 861
قلت: وهو كما قال، وإبراهيم هو ابن زياد البغدادي، ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.
وحديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 668) وابن خزيمة (1400) والحاكم (1/ 331)
عن مسلم بن خالد الزَّنْجي
والبزار (668)
عن عدي بن الفضل التيمي
كلاهما عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أنّ الشمس انكسفت لموت عظيم من العظماء، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فأطال القيام حتى قيل لا يركع من طول القيام، ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع من طول الركوع، ثم رفع فأطال القيام نحوا من قيامه الأول، ثم ركع فأطال الركوع كنحو ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم أقبل على الناس
فقال: "أيها الناس! إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة"
هذا لفظ البزار.
ولفظ الحاكم وابن خزيمة: أنّ الشمس كسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن الناس أنما انكسفت لموته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أيها الناس! إنما الشمس والقمر آيتان"
…
فذكر لحديث وزاد: "وإلى ذكر الله وادعوا وتصدقوا"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".
وقال الهيثمي: رواه البزار من طريقين في إحداهما مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق، وفي الأخرى عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 2/ 208
قلت: وهو كما قال؛ لكنهما لم ينفردا به فقد تابعهما:
1 -
داود بن عبد الرحمن العطار عن إسماعيل بن أمية به.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2219 و2227) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا داود العطار به.
وإسناده صحيح.
2 -
يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية به.
أخرجه الطحاوي (1/ 327)
وحديث أم سفيان أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3402) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(الإصابة 13/ 221) والطبراني في "الكبير"(25/ 161 - 162) وأبو نعيم في "الصحابة"(7961) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 340) من طريق حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن موسى بن عبد الرحمن عن أم سفيان أنّ يهودية كانت تدخل على عائشة فتتحدث، فإذا قامت قالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك فقال:"كذبت إنما ذلك لأهل الكتاب" فكسفت الشمس فقال: "أعوذ بالله من عذاب القبر" ثم كبر فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم ركع ركعين وسجد سجدتين يقوم فيهما مثل قيامه، ويركع مثل ركوعه.
قال الهيثمي: وموسى بن عبد الرحمن هذا التابعي لم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 2/ 211
قلت: موسى بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا يعلي بن عطاء فهو مجهول.
وحديث أبي بن كعب أخرجه أبو داود (1182) والحاكم (1/ 333)
عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي
وأبو داود وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 134) والطبراني في "الأوسط"(5915) وفي "الدعاء"(2237) وابن عدي (5/ 1701) والبيهقي (3/ 329) والمزي (21/ 396)
عن عمر بن شقيق بن أسماء الجَرْمي
كلاهما عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فقرأ بسورة من الطُّول، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطول، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ في الكسوف عشرَ ركعات في أربع سجدات إلا أبي بن كعب، ولا يُروى عن أبي بن كعب إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر الرازي"
وقال البيهقي: هذا إسناد لم يحتج بمثله صاحبًا الصحيح"
وقال الحاكم: الشيخان قد هجرا أبا جعفر الرازي ولم يخرجا عنه، وحاله عند سائر الأئمة أحسن الحال، وهذا الحديث فيه ألفاظ، ورواته صادقون"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: خبر منكر، وعبد الله بن أبي جعفر ليس بشيء، وأبوه فيه لين"
وقال ابن عبد البر: وأما حديث أبي بن كعب فإنما يدور على أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، وليس هذا الإسناد عندهم بالقوى" التمهيد 3/ 307
وذكره النووي في "الخلاصة"(2/ 858) في فصل الضعيف وقال: رواه أبو داود بإسناد فيه ضعيف، ولم يضعفه"
قلت: أبو جعفر الرازي مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغير واحد، وضعفه ابن حبان وغيره.