المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ١٠

[نبيل البصارة]

فهرس الكتاب

- ‌المجموعة الثانية

- ‌كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الإيمان

- ‌باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بُني الإِسلام على خمس، وهو قول وفعل ويزيد وينقص

- ‌باب أمور الإيمان

- ‌باب أيّ الإسلام أفضل

- ‌باب إطعام الطعام من الإسلام

- ‌باب من الدين الفرار من الفتن

- ‌باب من قال إنّ الإيمان هو العمل

- ‌باب علامة المنافق

- ‌باب الصلاة من الإيمان

- ‌باب اتباع الجنائز من الإيمان

- ‌باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر

- ‌باب سؤال جبربل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان

- ‌باب فضل من استّبرأ لدينه

- ‌باب أداء الخمس من الإيمان

- ‌باب ما جاء أنّ الأعمال بالنية والحسبة

- ‌كتاب العلم

- ‌باب قول المحدث: حدثنا

- ‌باب من قعد حيث ينتهي به المجلس

- ‌باب الاغتباط في العلم والحكمة

- ‌باب الخروج في طلب العلم

- ‌باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب

- ‌باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب السمر في العلم

- ‌باب من خصّ بالعلم قوماً دون قوم

- ‌باب الحياء في العلم

- ‌كتاب الوضوء

- ‌باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}

- ‌باب فضل الوضوء والغرّ المحجلون من آثار الوضوء

- ‌باب إسباغ الوضوء

- ‌باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة

- ‌باب ما يقول عند الخلاء

- ‌باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال

- ‌باب الاستنثار في الوضوء

- ‌باب الاستجمار وتراً

- ‌باب غسل الرجلين

- ‌باب غسل الأعقاب

- ‌باب غسل الرجلين في النعلين

- ‌باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً

- ‌باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين القُبُل والدُّبُر

- ‌باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره

- ‌باب مسح الرأس كله

- ‌باب وضوء الرجل مع امرأته

- ‌باب الوضوء بالمُد

- ‌باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان

- ‌باب من لم يتوضأ من لحم الشاة

- ‌باب هل يمضمض من اللبن

- ‌باب الوضوء من النوم

- ‌باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله

- ‌باب صب الماء على البول في المسجد

- ‌باب يهريق الماء على البول

- ‌باب بول الصبيان

- ‌باب أبوال الإبل والدواب والغنم

- ‌باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء

- ‌باب البول في الماء الدائم

- ‌باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة

- ‌باب السواك

- ‌باب فضل من بات على الوضوء

- ‌كتاب الغسل

- ‌باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل

- ‌باب غسل المذي والوضوء منه

- ‌باب عن اغتسل عرياناً وحده في خلوة

- ‌باب إذا احتلمت المرأة

- ‌باب عرق الجنب

- ‌كتاب الحيض

- ‌باب امتشاط المرأة عند غسلها من المحيض

- ‌باب حدثنا الحسن بن مدرك

- ‌كتاب التيمم

- ‌باب التيمم وقول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [

- ‌باب الصعيد الطيب وضوء المسلم

- ‌كتاب الصلاة

- ‌باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء

- ‌باب إذا كان الثوب ضيقاً

- ‌باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه

- ‌باب الصلاة على الفراش

- ‌باب الصلاة في النعال

- ‌باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [

- ‌باب ما جاء في القبلة

- ‌باب حك البزاق باليد من المسجد

- ‌باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة

- ‌باب كفارة البزاق في المسجد

- ‌باب دفن النخامة في المسجد

- ‌باب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه

- ‌باب القسمة وتعليق القنو في المسجد

- ‌باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية

- ‌باب الصلاة في مواضع الإبل

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً

- ‌باب من بنى لله مسجداً

- ‌باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد

- ‌باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان

- ‌باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد

- ‌باب رفع الصوت في المسجد

- ‌باب الاستلقاء في المسجد

- ‌باب سُتْرة الإمام سُترة من خلفه

- ‌باب الصلاة بين السواري في غير جماعة

- ‌باب يرد المصلي من مرّ بين يديه

- ‌باب إثم المار بين يدي المصلي

- ‌باب الصلاة خلف النائم

- ‌باب من قال لا يقطع الصلاة شيء

- ‌باب مواقيت الصلاة

- ‌باب الصلوات الخمس كفارة

- ‌باب وقت العصر

- ‌باب من ترك العصر

- ‌باب فضل صلاة العصر

- ‌باب وقت المغرب

- ‌باب وقت العشاء إلى نصف الليل

- ‌باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس

- ‌باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر

- ‌باب الأذان بعد ذهاب الوقت

- ‌باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت

- ‌باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها

- ‌باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء

- ‌أبواب الأذان

- ‌باب الإقامة واحدة

- ‌باب فضل التأذين

- ‌باب رفع الصوت بالنداء

- ‌باب ما يقول إذا سمع المنادي

- ‌باب الدعاء عند النداء

- ‌باب الأذان بعد الفجر

- ‌باب الأذان قبل الفجر

- ‌باب الأذان للمسافرين

- ‌باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا

- ‌باب قول الرجل فاتتنا الصلاة

- ‌باب لا يسعى إلى الصلاة

- ‌باب قول الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما صلينا

- ‌أبواب صلاة الجماعة والإمامة

- ‌باب وجوب صلاة الجماعة

- ‌باب فضل صلاة الجماعة

- ‌باب احتساب الآثار

- ‌باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة

- ‌باب إذا أقيمت الصلاة إفلا صلاة إلا المكتوبة

- ‌باب حد المريض أن يشهد الجماعة

- ‌باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول

- ‌باب إنما جعل الإمام ليؤتم به

- ‌باب متى يسجد من خلف الإمام

- ‌باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة

- ‌باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء

- ‌باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي

- ‌باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها

- ‌أبواب صفة الصلاة

- ‌باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى

- ‌باب إلى أين يرفع يديه

- ‌باب وضع اليمنى على اليسرى

- ‌باب الخشوع في الصلاة

- ‌باب ما يقول بعد التكبير

- ‌باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة

- ‌باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها

- ‌باب الجهر في المغرب

- ‌باب القراءة في الفجر

- ‌باب جهر الإمام بالتأمين

- ‌باب إتمام التكبير في الركوع

- ‌باب وضع الأكف على الركب في الركوع

- ‌باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة

- ‌باب الدعاء في الركوع

- ‌باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌باب فضل اللهم ربنا لك الحمد

- ‌باب حدثنا معاذ بن فَضالة

- ‌باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع

- ‌باب يهوي بالتكبير حين يسجد

- ‌باب السجود على سبعة أعظم

- ‌باب التشهد في الآخرة

- ‌باب التسليم

- ‌باب الذكر بعد الصلاة

- ‌باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام

- ‌باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث

- ‌كتاب الجمعة

- ‌باب فرض الجمعة

- ‌باب فضل الغسل يوم الجمعة

- ‌باب فضل الجمعة

- ‌باب الدهن للجمعة

- ‌باب السواك يوم الجمعة

- ‌باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة

- ‌باب من أين تؤتى الجمعة

- ‌باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة

- ‌باب الخطبة على المنبر

- ‌باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد

- ‌باب إذا رأى الإِمام رجلاً جاء وهو يخطب

- ‌باب رفع اليدين في الخطبة

- ‌باب الإنصات يوم الجمعة

- ‌باب الساعة التي في يوم الجمعة

- ‌باب إذا نقر الناس عن الإِمام في صلاة الجمعة

- ‌أبواب صلاة الخوف

- ‌باب يحرس بعضهم بعضاً في صلاة الخوف

- ‌باب صلاة الطالب والمطلوب

- ‌كتاب العيدين

- ‌باب الحراب والدرق يوم العيد

- ‌باب الخروج إلى المصلى بغير منبر

- ‌باب المشي والركوب إلى العيد

- ‌باب فضل العمل في أيام التشريق

- ‌باب موعظة الإِمام النساء يوم العيد

- ‌باب اعتزال الحيض المصلى

- ‌باب من خالف الطريق إذا رجع إلى العيد

- ‌أبواب الوتر

- ‌باب القنوت قبل الركوع وبعده

- ‌أبواب الاستسقاء

- ‌باب تحويل الرداء في الاستسقاء

- ‌باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

- ‌أبواب الكسوف

- ‌باب الصلاة في كسوف الشمس

- ‌باب الصدقة في الكسوف

- ‌باب طول السجود في الكسوف

- ‌باب صلاة الكسوف جماعة

- ‌باب لا تنكسف الشمس بالموت أحد ولا لحياته

- ‌باب الجهر بالقراءة في الكسوف

- ‌أبواب سجود القرآن

- ‌أبواب التقصير

- ‌باب يقصر إذا خرج من موضعه

- ‌باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها

- ‌باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب

- ‌أبواب التهجد

- ‌باب ترك القيام للمريض

- ‌باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل

- ‌باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل

- ‌باب طول القيام في صلاة الليل

- ‌باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل من نومه

- ‌باب عقد الشيطان على قافية الرأس

- ‌باب الدعاء والصلاة من آخر الليل

- ‌باب فضل الطهر بالليل والنهار

- ‌باب فضل من تعار من الليل فصلى

- ‌باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع

- ‌باب ما يقرأ في ركعتي الفجر

- ‌أبواب التطوع

- ‌باب صلاة الضحى في الحضر

- ‌أبواب العمل في الصلاة

- ‌باب ما ينهى من الكلام في الصلاة

- ‌باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال

- ‌باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة

- ‌باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة

- ‌أبواب السهو

- ‌باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة

- ‌باب إذا صلى خمسًا

- ‌باب إذا سلم في ركعتين أو في ثلاث سجد سجدتين

- ‌باب يكبر في سجدتي السهو

- ‌باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو جالس

- ‌باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع

- ‌كتاب الجنائز

- ‌باب فضل من مات له ولد فاحتسب

- ‌باب الثياب البيض للكفن

- ‌باب الحنوط للميت

- ‌باب زيارة القبور

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه

- ‌باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا بك لمحزونون

- ‌باب من قام لجنازة يهودي

- ‌باب السرعة بالجنازة

- ‌باب قول الميت وهو على الجنازة: قدموني

- ‌باب الصفوف على الجنازة

- ‌باب سنة الصلاة على الجنازة

- ‌باب فضل اتباع الجنائز

- ‌باب من انتظر حتى تدفن

- ‌باب أين يقوم من المرأة والرجل

- ‌باب التكبير على الجنازة أربعاً

- ‌باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة

- ‌باب الصلاة على القبر بعدما يدفن

- ‌باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر

- ‌باب إذا أسلم الصبي فمات

- ‌باب ثناء الناس على الميت

- ‌باب ما قيل في أولاد المشركين

- ‌باب موت يوم الاثنين

- ‌باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الزكاة

- ‌باب وجوب الزكاة

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الصدقة من كسب طيب

- ‌باب فضل صدقة الشحيح الصحيح

- ‌باب صدقة العلانية

- ‌باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر

- ‌باب زكاة الوَرِق

- ‌باب لا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمع

- ‌باب الاستعفاف عن المسألة

- ‌باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة

- ‌باب خرص التمر

- ‌أبواب صدقة الفطر

- ‌باب صدقة الفطر

- ‌كتاب الحج

- ‌باب وجوب الحج وفضله

- ‌باب فضل الحج المبرور

- ‌باب مهل أهل مكة للحج والعمرة

- ‌باب ميقات أهل المدينة

- ‌باب ذات عرق لأهل العراق

- ‌باب غسل الخَلوق ثلاث مرات من الثياب

- ‌باب الطيب عند الإحرام

- ‌باب ما يلبس المحرم من الثياب

- ‌باب التلبية

- ‌باب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب التمتع والقران والإفراد

- ‌باب دخول مكة نهاراً أو ليلاً

- ‌باب فضل الحرم

- ‌باب كسوة الكعبة

- ‌باب هدم الكعبة

- ‌باب إغلاق البيت

- ‌باب من كبر في نواحي الكعبة

- ‌باب استلام الركن بالمحجن

- ‌باب أين يصلي الظهر يوم التروية

- ‌باب التهجير بالرواح يوم عرفة

- ‌باب الوقوف على الدابة بعرفة

- ‌باب قصر الخطبة بعرفة

- ‌باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما

- ‌باب متى يصلي الفجر بجمع

- ‌باب متى يدفع من جمع

- ‌باب التلبية والتكبير غداة النحر

- ‌باب فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي

- ‌باب ركوب البدن

- ‌باب من ساق البدن معه

- ‌باب لا يعطي الجزار من الهدي شيئا

- ‌باب الحلق والتقصير عند الإحلال

- ‌باب الزيارة يوم النحر

- ‌باب الفتيا على الدابة عند الجمرة

- ‌باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت

- ‌أبواب العمرة

- ‌باب وجوب العمرة وفضلها

- ‌باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب عمرة في رمضان

- ‌باب قول الله تعالى -وأتوا البيوت من أبوابها

- ‌أبواب المحصر وجزاء الصيد

- ‌باب من قال ليس على المحصر بدل

- ‌باب قول الله تعالى -فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية

- ‌باب الإطعام في الفدية نصف صاع

- ‌باب ما يقتل المحرم من الدواب

- ‌باب لا يعضد شجر الحرم

- ‌باب لا يحل القتال بمكة

- ‌باب تزويج المحرم

- ‌باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام

- ‌باب الحج والنذور عن الميت

- ‌باب حج المرأة عن الرجل

- ‌باب حج النساء

- ‌باب من نذر المشي إلى الكعبة

- ‌باب حرم المدينة

- ‌باب من رغب عن المدينة

- ‌كتاب الصوم

- ‌باب فضل الصوم

- ‌باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان

- ‌باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا

- ‌باب المباشرة للصائم

- ‌باب اغتسال الصائم

- ‌باب إذا جاع في رمضان

- ‌باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر

- ‌باب متي يحل فطر الصائم

- ‌باب تعجيل الإفطار

- ‌باب الوصال

- ‌باب التنكيل لمن أكثر الوصال

- ‌باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع

- ‌باب صوم يوم الجمعة

- ‌باب صوم يوم عرفة

- ‌باب صوم يوم عاشوراء

- ‌باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر

- ‌باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس

- ‌باب العمل في العشر الأواخر من رمضان

- ‌أبواب الاعتكاف

- ‌باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد

- ‌كتاب البيوع

- ‌باب قوله -أنفقوا من طيبات ما كسبتم

- ‌باب كسب الرجل وعمله بيده

- ‌باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

- ‌باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا

- ‌باب ما ذكر في الأسواق

- ‌باب الكيل على البائع والمعطي

- ‌باب بيع المنابذة

- ‌باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل

- ‌باب بيع الشعير بالشعير

- ‌باب بيع الذهب بالورق يداً بيد

- ‌باب بيع المزابنة

- ‌باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة

- ‌باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها

- ‌كتاب الإجارة

- ‌باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب

- ‌كتاب الحوالة

- ‌باب الحَوَالة، وهل يرجع في الحوالة

- ‌كتاب المزارعة

- ‌باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه

- ‌باب في الشرب

- ‌باب سكر الأنهار

- ‌كتاب الإستقراض

- ‌باب استقراض الإبل

- ‌باب إذا وجد ماله عند مفلس

- ‌كتاب اللقطة

- ‌باب ضالة الإبل

- ‌باب كيف تعرف لقطة أهل مكة

- ‌كتاب المظالم

- ‌باب لا يظلم المسلمُ المسلمَ ولا يسلمه

- ‌باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً

- ‌باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض

- ‌باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه

- ‌باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره

- ‌باب أفنية الدور والجلوس على الصعدات

- ‌باب إذا اختلفوا في الطريق المِيْتَاء

- ‌باب من قاتل دون ماله

- ‌كتاب الرهن

- ‌باب الرهن في الحضر

- ‌كتاب العتق

- ‌باب أي الرقاب أفضل

- ‌باب إذا أعتق نصيباً في عبد

- ‌باب أم الولد

- ‌باب بيع المدبر

- ‌باب كراهية التطاول على الرقيق

- ‌كتاب الهبة

- ‌باب من أهدى إلى صاحبه

- ‌باب الهبة للولد

- ‌باب من لم يقبل الهدية لعلة

- ‌باب حدثني إبراهيم بن موسى

- ‌كتاب الشهادات

- ‌باب إذا زكى رجل رجلًا كفاه

- ‌باب اليمين على المدعى عليه

- ‌باب من أمر بإنجاز الوعد

- ‌كتاب الصلح

- ‌باب فضل الإصلاح بين الناس

- ‌كتاب الشروط

- ‌باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة

- ‌باب الشروط في الجهاد

- ‌كتاب الوصايا

- ‌باب الوصايا

- ‌باب الوصية بالثلث

- ‌كتاب الجهاد

- ‌باب فضل الجهاد والسير

- ‌باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله

- ‌باب درجات المجاهدين في سبيل الله

- ‌باب تمني الشهادة

- ‌باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

- ‌باب من اغبرت قدماه في سبيل الله

- ‌باب فضل قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [

- ‌باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا

- ‌باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم

- ‌باب من حبسه العذر عن الغزو

- ‌باب فضل الصوم في سبيل الله

- ‌باب الجهاد ماض مع البر والفاجر

- ‌باب اسم الفرس والحمار

- ‌باب ما يذكر من شؤم الفرس

- ‌باب سهام الفرس

- ‌باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء

- ‌باب غزو النساء

- ‌باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو

- ‌باب فضل رباط يوم في سبيل الله

- ‌باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب

- ‌باب التحريض على الرمي

- ‌باب الأجير

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت بالرعب مسيرة شهر

- ‌باب من أخذ بالركاب ونحوه

- ‌باب لا تمنّوا لقاء العدو

- ‌باب الكذب في الحرب

- ‌باب كيف يعرض الإسلام على الصبي

- ‌باب إذا غنم المشركون مال المسلم

- ‌كتاب فرض الخمس

- ‌باب من لم يخمس الأسلاب

- ‌باب الجزية والموادعة

- ‌باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم

- ‌باب إذا قالوا صبأنا

- ‌باب إثم الغادر للبر والفاجر

- ‌كتاب بدء الخلق

- ‌باب صفة الشمس والقمر بحسبان

- ‌باب ذكر الملائكة

- ‌باب ما جاء في صفة الجنة

- ‌باب صفة أبواب الجنة

- ‌باب صفة النار

- ‌باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم

- ‌باب خير مال المسلم غنم

- ‌باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه

- ‌كتاب أحاديث الأنبياء

- ‌باب خلق آدم وذريته

- ‌باب وإنّ إلياس لمن المرسلين

- ‌باب ذكر إدريس

- ‌باب قول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ}

- ‌باب قول الله تعالى {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى

- ‌باب وفاة موسى

- ‌باب قول الله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ}

- ‌باب نزول عيسى ابن مريم

- ‌باب ما ذكر عن بني إسرائيل

- ‌باب المناقب

- ‌باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب خاتم النبوة

- ‌باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب علامات النبوة في الإِسلام

- ‌باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية

- ‌باب حدثنا محمد بن المثنى

- ‌باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب المهاجرين

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً

- ‌باب مناقب عمر بن الخطاب

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان

- ‌باب مناقب علي بن أبي طالب

- ‌باب مناقب الزبير بن العوام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين

- ‌باب قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [

- ‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم

- ‌باب مناقب سعد بن معاذ

- ‌باب مناقب عبد الله بن سلام

- ‌باب تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة

- ‌باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌باب أيام الجاهلية

- ‌باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة

- ‌باب ذكر الجن

- ‌باب انشقاق القمر

- ‌باب قصة أبي طالب

- ‌باب المعراج

- ‌باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة

- ‌باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة

- ‌باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه

- ‌باب حدثني حامد بن عمر

- ‌باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة

الفصل: ‌باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

764 -

(5558) قال الحافظ: وفي حديث عباد بن عمرو عند الطبراني "كأنه ركبة عنز على طرف كتفه الأيسر" ولكن سنده ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 82) والحسن بن سفيان في "الصحابة" والطبراني في "الصحابة" وابن منده في "الصحابة" والخطيب كما في "الإصابة"(7/ 184) والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1525) وأبو نعيم في "الصحابة"(4871 و5553) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني ثني بشر بن صُحَار بن عِيَاذ (2) بن عبد عمرو الأزدي أخبرني المعارك بن بشر بن عياذ [وغير واحد من أعمامي](3) عن عياذ (4) بن عمرو وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن مَنْكبيه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال:"من فعل هذا؟ " قلت: أنا، قال:"تحوَّل إليَّ" فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي فأمَرَّها على وجهي وصدري، وقال:"إذا أتانا سبي فأتني" فأتيته فأمر لي بِجَذَعة، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر، كأنها ركبة عنز.

قال الحافظ: في سنده من لا يعرف" الإصابة 7/ 184

قلت: بشر بن صحار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، والمعارك بن بشر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكرا عنه راوياً إلا بشر بن صحار، فهو مجهول.

‌باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

-

765 -

(5559) قال الحافظ: وفي "الشمائل" من حديث هند بن أبي هَالَة أنه أزهر اللون.

وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إن انفرقت عقيقته أي شعر رأسه الذي على ناصيته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه.

(1) 7/ 374

(2)

وقال بعضهم: عباد.

(3)

ما بين المعكوفتين لم يذكره البخاري في روايته.

(4)

وقال بعضهم: عباد.

ص: 890

وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الترمذي وغيره: فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره.

وقال: وفي حديث هند بن أبي هالة الذي أخرجه الترمذي في صفة النبي صلى الله عليه وسلم فإنَّ فيه أنه كان شثن الكفين والقدمين أي غليظهما في خشونة.

وهكذا وصفه علي من عدة طرق عنه عند الترمذي والحاكم وابن أبي خيثمة وغيرهم. وكذا في صفة عائشة له عند ابن أبي خيثمة" (1)

حديث هند بن أبي هالة له عنه طريقان:

الأول: يرويه الحسن بن علي بن أبي طالب عن هند بن أبي هالة، وعن الحسن بن علي غير واحد، منهم:

1 -

ابن لأبي هالة التميمي.

قال ابن سعد (1/ 422 - 423) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 31) والحربي في "الغريب"(1/ 42 و2/ 859): أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسَّان النَّهْدي، أخبرنا جُميع بن عمر بن عبد الرحمن العِجلي، حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي، وكان وصّافاً، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخماً مفخّماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رَجِل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب سوابغ في غير قُرُن، بينهما عرق يُديره الغضب، أقنى العِرْنين، له نور تعلوه يحسِبه من لم يتأمله أشمّ، كثّ اللحية، ضليع الفم، مفلّج الأسنان، دقيق المَسرُبة، كأنّ عُنُقَه جِيد دُمية في صفاء الفضة، معتدل الخَلق، بادن متماسك، سَواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللّبّة والسرة بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القَصَب، شثن الكفّين والقدمين، سائل الأطراف، خُمْصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قَلْعاً، يخطو تكفّؤاً، ويمشي هَوْناً، ذريع

(1) 7/ 377 و381 و384 و387

ص: 891

المِشية، إذا مشى كأنما ينحطّ من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، يعني جُلّ نظره الملاحظةُ، يسبق أصحابه، يبدر من لقيّ بالسلام.

قال: قلت: صِفْ لي منطقه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، متواصلاً للأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلّم في غير حاجة، طويل السّكْتِ، يفتتح الكلام، ويختِمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلام، فَضْلٌ لا فُضُولَ ولا تقصيرَ، دَمِثاً ليس بالجافي ولا المَهين، يعظم النّعمة وإن دقّت لا يذمّ منها شيئاً، لا يذم ذَوَاقاً ولا يمدحه، لا تُغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحقَّ لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفّه كلّها وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غضّ طرفه، جُلّ ضحكه التبسّم، ويفترّ عن مثل حَبّ الغمام.

قال: فكتمتها الحسين بن علي زماناً، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مُدخَله ومجلسه ومُخرجه وشكله فلم يَدَعْ منه شيئاً.

قال الحسين: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء، جزءاً لله، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزّأ جزءه بينه وبين الناس، فيسرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدّخر عنهم شيئاً، وكان من سيرته في جزء الأُمة إيثار أهل الفضل ناديَه وقَسْمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: لِيُبْلِغ الشّاهِدُ الغائِبَ وَأبْلِغُوني حاجَةَ مَنْ لا يَستطيعُ إبْلاغي حاجَتَهُ، فَإنّهُ مَنْ أبْلَغَ سُلْطاناً حاجَةَ منْ لا يسْتَطيع إبْلاغَها إيّاهُ ثَبت الله قدَمَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ. لا يُذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رُوّاداً ولا يفترقون إلا عن ذَواق، ويخرجون أدلة.

قال: فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخزُن لسانه إلا ممّا يعينُهم ويُؤلّفهم ولا يفرقهم، أو قال ينفرهم، ويكرمِ كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذَر الناسَ ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بَشرَه ولا خُلْقَه، ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس، ويحسّن الحسن ويقويه، ويقبّح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحقّ ولا يجوزه الدينُ، يلُونَه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة.

ص: 892

قال: فسألته عن مجلسه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، لا يوطنُ الأماكن ويَنهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسهُ أن أحداً أكرم عليه منه، مَن جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومَن سأله حاجة لم يردّه إلا بها أو بميسور من القول، قد وَسِعَ الناسَ منه بسطه وخلقه، فصار لهم أباً وصاروا في الحق عنده سواء، مجلسه مجلس حلم وحَياءٍ وصبر وأمانة لا تُرفع فيه الأصوات ولا تُؤبّن فيه الحُرَم ولا تُنْثى فلتاته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقّرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون أو يحوطون الغريب.

قال قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائم البِشْر، سهل الخُلق، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يَدْنَسُ منه ولا يجنب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المِراء، والإكثار، ومما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث، كان لا يذمّ أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلّم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا ولا يتنازعون عنده، من تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده، حديث أَوَّلِيَّتِهم يَضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأردفوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافىء، ولا يقطع عن أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: فسألته كيف كان سكوته، قال: كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أربع: على الحلم، والحذر، والتقرير، والتفكر. فأما تقريره ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما تَذَكّره أو تَفكّره ففيما يبقى ويفنى، وجَمَعَ الحلم والصبر وكان لا يُغضبه شيء ولا يستنفره، وجُمع له الحذر في أربع: أخذِه بالحسنى ليقتديَ به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمَّتَه، والقيام فيما جَمَعَ لهم الدنيا والآخرة.

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 195) عن الحربي به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 286 - 292) والمزي في "تهذيب الكمال"(1/ 218 - 220) من طريق عبد الله بن جعفر بن درَسْتُوْيَه النحْوي ثنا يعقوب بن سفيان به.

وأخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(1/ 487 - 489) والعقيلي (1/ 973 و4/ 385) والطبراني في "الكبير"(22/ 155 - 156) وفي "الأحاديث الطوال"(29) والحاكم (3/ 640) وأبو نعيم في "الدلائل"(565) وفي "الصحابة"(6553) والبيهقي في "الشعب"(1362) وفي "الدلائل"(1/ 214 - 215) من طرق عن أبي غسان النهدي به.

ص: 893

ووقع عند ابن قتيبة وحده: ثنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة التميمي.

ولم ينفرد أبو غسان به بل تابعه سعيد بن حماد الأنصاري المصري ثنا جميع به.

أخرجه يعقوب بن سفيان (البداية 6/ 31)

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 286 - 292)

واختلف فيه على جميع:

- فرواه عبيد بن إسماعيل الهَبَّاري عن جميع فلم يذكر: عن ابن لأبي هالة.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(582)

- ورواه ابن أبي الوزير (1) عن جميع عن رجل من ولد أبي هالة من أهل مكة عن أبيه قال: قال الحسن بن علي

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(الإتحاف 8504)

- ورواه عمرو بن محمد العَنْقَزِي عن جميع عن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي

علقه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 242) عنه.

وأخرجه العقيلي (3/ 197 و4/ 385) من طريق عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي ثنا العنقزي به.

• ورواه عبد الرحيم بن مُطَرِّف الرُؤاسي عن العنقزي واختلف عنه:

فرواه عمرو بن خالد القرشي عن الرؤاسي فقال: عن يزيد بن فلان التميمي.

أخرجه ابن أبي عمر (الإتحاف 8505) ومن طريقه أبو بكر الشافعي في "الفوائد"(325)

ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1232) عن الرؤاسي فقال: عن رجل من بني تميم -قال بعض أصحابنا: يقال له: يزيد بن عمرو التميمي-.

قال العقيلي: يزيد بن عمر التميمي عن أبيه عن الحسن بن علي ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله.

(1) أظنه إبراهيم بن عمر بن مطرف الهاشمي، والله أعلم.

ص: 894

وأسند عن البخاري قال: يزيد بن عمر التميمي عن أبيه عن الحسن بن علي في حديثه نظر.

وقال أيضاً: لا أراه يصح.

قال العقيلي: وهو هذا الحديث. وقد روي من غير هذا الوجه بأسانيد فيها لين"

- ورواه سفيان بن وكيع عن جميع واختلف عن سفيان:

• فقال الترمذي في "الشمائل"(7 و215): ثنا سفيان بن وكيع ثنا جميع بن عمر أخبرني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة ..

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(457) وفي "شرح السنة"(3705) والقاضي عياض في "الشفا"(1/ 198 - 208) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 31 و5/ 417 - 418)

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1022) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا سفيان بن وكيع به.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات"(2/ 145 - 151) وابن عدي (2/ 589) عن عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان الطائي ثنا سفيان بن وكيع به.

وأخرجه أبو الشيخ (17 و582) عن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل الأصبهاني ثنا سفيان بن وكيع به.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(459) وفي "شرح السنة"(3706)

وأخرجه ابن عساكر (1/ 292 - 293) والمزي (1/ 214 - 216) من طريق أبي علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني الهَرَوي ثنا سفيان بن وكيع به.

وقال محمد بن هارون الروياني: ثنا سفيان بن وكيع ثنا جميع عن رجل من بني تميم عن عمرو بن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي

أخرجه ابن عساكر (1/ 295 - 298)

وإسناده واه، سفيان بن وكيع قال أبو زرعة: لا يشتغل به كان يتهم بالكذب، وذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بشيء.

وجميع قال أبو داود: أخشى أن يكون كذاباً.

ص: 895

والرجل التميمي ذكره الحافظ في "التقريب" في فصل الكنى فيمن يكنى أبا عبد الله وقال: مجهول.

وأشار ابن عساكر إليه فقال: في بعض نقلته جهالة.

وقال المزي: في إسناد الحديث بعض من لا يعرف (تهذيب الكمال 30/ 315)

وتكلم غير واحد في هذا الحديث، فقال البخاري في"الكبير" في ترجمة هند بن أبي هالة: يُتكلم في حديثه.

وقال في ترجمته من الضعفاء: يتكلمون في إسناده.

وتعقبه أبو حاتم فقال: روى عن هند قوم مجهولون فما ذنبه أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.

قال ابن أبي حاتم: فسمعت أبي يقول: يحول من هناك" الجرح والتعديل 4/ 2/ 116

وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود ذكر حديث ابن أبي هالة فقال: أخشى أن يكون موضوعاً" السؤالات 1/ 281

وقال أبو زرعة: فيه كلام أخاف أن لا يصح" الضعفاء 2/ 551

وقال ابن حبان: إسناده ليس له في القلب وقع" الثقات 2/ 145

2 -

أصبغ بن نُباتة.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(552) من طريق نصر بن مزاحم المنقري عن عمرو بن سعيد الأسدي عن سعد بن طريف عن أصبغ بن نباتة عن الحسن بن علي قال: قلت لهند بن أبي هالة: صف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كأني انظر إليه، قال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الوجه يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر.

وإسناده تالف، نصر بن مزاحم قال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه.

وسعد بن طَرِيف قال الفلاس وأبو داود وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث.

وأصبغ بن نباتة قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

3 -

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

قال ابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(61): أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن

ص: 896

يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بابن أخي طاهر العلوي ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين قال: قال الحسن بن علي: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان وصافاً وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئاً أتعلق به قال: فذكر الحديث بطوله.

ومن طريقه أخرجه القاضي عياض (1/ 199 - 208) وابن عساكر (1/ 288 - 290)

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 285 - 288) عن الحاكم ثنا أبو محمدى الحسن بن محمد بن يحيى به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/ 288 - 290) والمزي (1/ 217 - 218)

وأخرجه الذهبي في "تاريخ الإِسلام"(2/ 317) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم التاجر أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى به.

قال ابن عساكر: غريب"

قلت: الحسن بن محمد بن يحيى ترجمه الذهبي في "الميزان" وبين أنه كذاب متهم.

واختلف عن شيخ شيخه، فقال أبو أحمد إسماعيل بن يزيد الأصبهاني: ثنا أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثني مغيث مولى جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال الحسن بن علي

أخرجه ابن عدي (7/ 2594) عن صالح بن أبي عصمة الدمشقي ثنا إسماعيل بن يزيد به.

وابن أبي عصمة لم أر من ترجمه، وإسماعيل بن يزيد أظنه ابن حريث بن مُرْدَانْبِه القطان قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان": حسن الحديث.

وعلي بن جعفر ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: ما هو من شرط كتابي، لأني ما رأيت أحداً لينه، نعم ولا من وثقه.

ومغيث قال الذهبي في "الميزان": ضعفه الساجي، إنما هو مُعَتِّب.

وقال في ترجمة معتب: قال أبو الفتح الأزدي: كذاب. وقيل: اسمه مغيث، وله حديث باطل.

ص: 897

الثاني: يرويه يعقوب التيمي عن عبد الله بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة التميمي وكان صادقاً وكان وصافاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك أن تكون أثبتنا به معرفة، قال: كان بأبي هو وأمي طويل الصمت، دائم الفكر، متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم فصل ولا تقصير، إذا حدث أعاد، وإذا وعظ جد وماد، وإذا خولف أعرض وأشاح، يتروح إلى حديث أصحابه، يعظم النعمة وإن دقَّت، ولا يذم ذوَّاقاً، ويبسم عن مثل حب الغمام.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1230 و1231) وأبو نعيم في "الصحابة"(6554) وابن بشران (1020) وابن عساكر (1/ 287 - 288) من طرق عن أبي بشر إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب المدني ثني إسحاق بن صالح المخزومي عن يعقوب التيمي به.

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس عن هند"

قلت: وإسحاق بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه راوياً إلا إسماعيل بن مسلمة، فهو مجهول.

ويعقوب أظنه ابن أبي سلمة الماجشون، والله أعلم.

وحديث علي تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث "كان أبيض مُشرباً بياضه بحمرة"

وحديث عائشة تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف اللام فانظر حديث "لم يكن أحد يماشيه من الناس

"

766 -

(5560) قال الحافظ: وفي حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: رجل بين رجلين جسمه ولحمه أحمر. وفي لفظ: أسمر إلى البياض، أخرجه أحمد، وسنده حسن.

وقال: وفي حديث يزيد الفارسي المتقدم قريباً عن ابن عباس: جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره" (1)

حسن

(1) 7/ 377 و382

ص: 898

أخرجه ابن سعد (1/ 417) وابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 8507) وفي "مصنفه"(11/ 56 و515) وأحمد (1/ 361 - 362) والترمذي في "الشمائل"(393) وأبو يعلى (الإتحاف 8508) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 229 - 330) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زَمَنَ ابن عباس -قال: وكان يزيد يكتب المصاحف- قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، قال ابن عباس: فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إنَّ الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني" فهل تستطيع أن تَنْعَت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: قلت: نعم، رأيت رجلاً بين الرجلين، جسمَه ولحمَه، أسمرَ إلى البياض، حسنَ المَضْحَك، أكحلَ العينين، جميلَ دوائِرِ الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نَحْرَه.

قال: فقال ابن عباس: لو رأيتَه في اليقظة ما استطعتَ أن تنعتَه فوقَ هذا.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 272

قلت: يزيد قال أبو حاتم: لا بأس به، وعوف وثقه أحمد وغيره، فالإسناد حسن.

767 -

(5561) قال الحافظ: وكذا في حديث أبي الطفيل عند مسلم" (1)

أخرجه مسلم (2340) من طريق سعيد بن إياس الجُريري عن أبي الطفيل قال: قلت له: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كان أبيضَ، مليحَ الوجه.

وفي لفظ: كان أبيض مليحاً مُقَصَّداً.

768 -

(5562) قال الحافظ: وفي حديث سُرَاقة عند ابن إسحاق: فجعلت أنظر إلى ساقه كأنها جُمَّارة" (2)

صحيح

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 395) وابن هشام في "السيرة"(1/ 489 - 490) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1200) وأبو نعيم في "الدلائل"(236) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 207)

(1) 7/ 377

(2)

7/ 378

ص: 899

عن محمد بن إسحاق المدني (1)

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1029 و1031) وأبو القاسم البغوي (1200) والطبراني في "الكبير"(6602) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 487 - 489) والمزي (17/ 380 - 381)

عن موسى بن عقبة المدني

والطبراني (6603)

عن صالح بن كيسان المدني

ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري ثنا عبد الرحمن بن مالك بن جُعْشُم المُدْلِجي أنَّ أباه أخبره أنَّ سراقة بن مالك بن جعشم أخبره قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مُهاجراً إلى المدينة، جعلت قريش فيه مئة ناقة لمن رده عليهم: قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجلٌ منَّا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت رَكبَة ثلاثة مرّوا عليّ آنفاً، إني لأراهم محمداً وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان، يبتغون ضالة لهم؛ قال: لعله، ثم سكت. قال: ثم مكثت قليلاً، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأخرج لي من دُبُر حجرتي، ثم أخذت قِداحي التي أستقسم بها، ثم انطلقت، فلبست لَأمتي، ثم أخرجت قداحى، فاستقسمت بها؛ فخرج السهم الذي أكره "لا يضرّه". قال: وكنت أرجو أن أردّه على قريش، فآخذ المئة الناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فَرسي يشتدّ بي عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج

(1) رواه عبد الله بن إدريس الأودي وزياد بن عبد الله البكائي وعبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وصدقة بن سابق الزمن ويحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق بهذا الإسناد مطولاً.

ورواه غير واحد عن ابن إسحاق بهذا الإسناد مختصراً، منهم:

1 -

يعلى بن عبيد الطنافسي.

أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 175)

ب- يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد بن حنبل (4/ 175) وأحمد بن منيع (مصباح إلى جاجة 4/ 106 - 107)

ت- عبد الله بن نمير.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 106) وابن ماجه (3686) وابن أبي عاصم (1032) وأبو يعلى (مصباح 4/ 107)

ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق فلم يذكر مالك بن جعشم.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 206 - 207) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 331 - 332)

ص: 900

السهم الذي أكره "لا يضرّه". قال: فأبيت إلا أن أتبعه. قال: فركبت في أثره، فبينا فرسي يشتدّ بي، عثر بي، فسقطتُ عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره "لا يضره"، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره. فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار. قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني، وأنه ظاهر. قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سُراقة بن جُعْشُم: انظروني أكلمكم، فوالله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "قل له: وما تبتغي منا؟ " قال: فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت: تكتب لي كتاباً يكون آية بيني وبينك. قال: "اكْتُبْ له يا أبا بكر"

قال: فكتب لي كتاباً في عَظْم، أو في رقعة، أو في خَزَفة، ثم ألقاه إليّ، فأخذته، فجعلته في كِنانتي، ثم رجعت، فسكتُّ فلم أذكر شيئاً مما كان حتى إذا كان فتحُ مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرغ من حُنين والطائف، خرجت ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة. قال: فدخلت في كَتِيبة من خيل الأنصار. قال: فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟ قال: فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله لكأني انظر إلى ساقه في غَرْزه كأنها جُمَّارة. قال: فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي، أنا سُراقة بن جُعشم؛ قال: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يوم وفاء وبرّ، ادْنُهْ" قال: فدنوت منه، فأسلمت. ثم تذكرت شيئاً أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فما أذكره، إلا أني قلت: يا رسول الله، الضالة من الإبل تَغْشَى حياضي، وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قال:"نعم، في كلّ ذات كبد حرّى أجر" قال: ثم رجعت إلى قومي، فسقتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدقتي.

- ورواه غير واحد عن الزهري بهذا الإسناد ولم يذكروا قول سراقهّ: فجعلت انظر إلى ساقه كأنها جمارة.

منهم:

1 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (5/ 392 - 394) وأحمد (4/ 175 - 716) وابن أبي عاصم (1030) وأبو القاسم البغوي (1200) وابن حبان (6280) والطبراني (6601) والحاكم (3/ 6 - 7)

2 -

عُقيل بن خالد الأَيْلي.

أخرجه البخاري (فتح 8/ 239 - 242)

ص: 901

3 -

عبد الرحمن بن إسحاق القرشي العامري.

أخرجه مسدد (مصباح الزجاجة 4/ 106)

• ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن سراقة بن مالك أو ابن أخي سراقة عن سراقة.

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2851)

769 -

(5563) قال الحافظ: ولأحمد من حديث محرش الكعبي في عمرة الجعرانة أنه قال: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة" (1)

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ركب من الجعرانة

"

770 -

(5564) قال الحافظ: وقع في زيادات عبد الله بن أحمد في "المسند" من طريق علي: أبيض مشرب شديد الوضح.

وقال: ووقع في حديث علي عند الترمذي وابن أبي خيثمة: ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط، كان جعداً رَجِلاً.

وقال: ووقع في حديث علي عند أبي عبيد في "الغريب": وكان في وجهه تدوير" (2)

تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الكاف فانظر حديث: كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة.

771 -

(5565) قال الحافظ: ولمسلم من حديث جابر بن سَمُرَة: فقد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين فماذا لم يدهن تبين (3).

أخرجه مسلم (2344) من طريق سِمَاك بن حرب الكوفي أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شَمِطَ مُقَدَّمُ رأسه ولحيته، وكان إذا ادَّهن لم يتبين، وإذا شَعِثَ رأسه تبين

(1) 7/ 378

(2)

7/ 378 و382

(3)

7/ 380

ص: 902

772 -

(5566) قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث عائشة قالت: ما شانه الله بيضاء (1).

صحيح

أخرجه الحاكم (2/ 608) عن أبي جعفر محمد بن صالح بن هانىء بن زيد الوراق ثنا الحسين بن الفضل ثنا محمد بن كُنَاسة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة: هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ما شانه الله ببيضاء.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد محفوظ عن هشام"

قلت: وهو كما قال، والحسين بن الفضل هو ابن عمير البجلي الكوفي، وشيخه هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي.

773 -

(5567) قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند ابن سعد: رحب الصدر" (2)

أخرجه ابن سعد (1/ 415) عن محمد بن عمر الواقدي ثني عبد الملك عن سعيد بن عبيد بن السَّبَّاق عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْن القدمين والكفين، ضخم الساقين، عظيم الساعدين، ضخم المنكبين، بعيد ما بين المنكبين، رحب الصدر، رَجِل الرأس، أهدب العينين، حسن الفم، حسن اللحية، تام الأذنين، رَبْعة من القوم، لا طويلاً ولا قصيراً، أحسن الناس لوناً، يقبل معاً ويدبر معاً، لم أر مثله ولم أسمع بمثله.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(السيرة النبوية 1/ 233) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا ابن سعد به.

والواقدي كذبه أحمد وغيره، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث.

774 -

(5568) قال الحافظ: ووقع مثله في حديث جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عند الطبراني بإسناد قوي" (3)

صحيح

(1) 7/ 381

(2)

7/ 381

(3)

7/ 382

ص: 903

أخرجه الطيالسي (ص 175) وأحمد (4/ 161) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 317) والدارمي (1374) وابن خزيمة (1638) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 221) والطبراني في "الكبير"(22/ 235 - 236) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 256 - 257)

عن شعبة

وأحمد (4/ 161) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1463)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري

والطبراني في "الكبير"(22/ 236) و"الأوسط"(4395) و"الصغير"(1/ 217) وفي "مسند الشاميين"(2483)

عن غيلان بن جامع الكوفي

ثلاثتهم عن يعلي بن عطاء قال: سمعت جابر بن يزيد بن الأسود السُّوَائي يحدث عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، قال: وإذا رجلان حين صلى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدان في ناحية لم يصليا، قال: فدعاهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، قال:"ما منعكما أن تصليا؟ " قالا: صلينا في رحالنا، قال:"فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الإِمام فصليا فإنها لكما نافلة"

قال: فقام الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت بيده فمسحت بها وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك.

السياق للدارمي.

وإسناده صحيح (1).

775 -

(5569) قال الحافظ: وفي حديث جابر بن سَمُرَة عند مسلم (2329) في أثناء حديث قال: فمسح صدري فوجدت ليده بردًا أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤْنَةِ عطار" (2)

776 -

(5570) قال الحافظ: وروى مسلم حديث أنس في جمع أم سُليم عرقه صلى الله عليه وسلم وجعلها إياه في الطيب، وفي بعض طرقه: وهو أطيب الطيب" (3)

(1) انظر حديث "إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة

" في المجموعة الأولى.

(2)

7/ 382

(3)

7/ 383

ص: 904

أخرجه مسلم (2331) من طريق ثابت بن أسلم البُنَاني عن أنس قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عندنا، فَعَرِقَ، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تَسْلُتُ العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا أم سُليم! ما هذا الذي تصنعين؟ " قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.

777 -

(5571) قال الحافظ: وفي حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط""إلا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط"

وقال: وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس وفيه "وما انتقم لنفسه إلا أن تُنْتَهَك حرمة الله، فإن انْتُهِكَت حرمة الله كان أشدّ الناس غضباً لله"(1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9148) و"الصغير"(1100) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ثنا عبيد الله بن محمد الجحشي ثنا عمي عمر بن محمد عن محمد بن عجلان عن حميد الطويل عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر شين، ما دريت شيئاً قط وافقه، ولا شيئاً قط خالفه، رضاءً من الله بما كان، وإن كان بعض أزواجه لتقول: لو فعلت كذا وكذا، مالك فعلت كذا وكذا؟ فيقول:"دعوه، فإنه لا يكون إلا ما أراد الله" وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقم لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك لله حرمة، فإذا انتهكت لله حرمة كان أشدّ الناس غضباً لله، وما عرض عليه أمران قط إلا أختار أيسرَهما ما لم يكن لله فيه سَخَطٌ، فإن كان لله فيه سخط كان أبعدَ الناس منه.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا عمر بن محمد الجحشي، تفرد به عبيد الله بن محمد الجحشي"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 16

وقال في موضع آخر: مصعب بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 117

778 -

(5572) قال الحافظ: ووقع عند مسلم في حديث: حتى رأينا عفرة إبطيه" (2)

أخرجه البخاري (فتح 6/ 148) من حديث أبي حميد الساعدي.

(1) 7/ 386

(2)

7/ 389

ص: 905