الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هارون البُرْدي ثنا سهل بن يوسف الأنماطي ثنا حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: كنا نتعلم التشهد كما نتعلم السورة من القرآن، ثم ذكر التشهد.
البردي صدوق، والباقون ثقات، وحميد هو الطويل.
باب التسليم
250 -
(5044) قال الحافظ: تنبيه: لم يذكر عدد التسليم، وقد أخرج مسلم من حديث ابن مسعود ومن حديث سعد بن أبي وقاص التسليمتين" (1)
حديث ابن مسعود أخرجه مسلم (581) من طريق مجاهد عن أبي مَعمر أنّ أميراً كان بمكة يسلم تسليمتين فقال ابن مسعود: أَنّى عَلِقها؟ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله.
وحديث سعد أخرجه مسلم (582) من طريق عامر بن سعد عن أبيه قال: كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده.
251 -
(5045) قال الحافظ: وذكر العقيلي وابن عبد البر أنّ حديث التسليمة الواحدة معلول، وبسط ابن عبد البر الكلام على ذلك" (2)
روي من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث سَمُرَة بن جُنْدَب ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر ومن حديث الحسن البصري مرسلاً ومن حديث عطاء بن يسار مرسلاً.
فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه زهير بن محمد التميمي عن هشام بن عروة عن أييه عن عائثسة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه، يميل إلى الشق الأيمن شيئاً".
أخرجه الترمذي (296) وابن خزيمة (729) والطوسي في "مختصر الأحكام"(279) وابن المنذر في "الأوسط"(1541) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 275) وابن حبان (1995) والطبراني في "الأوسط"(974) وابن المقرىء في "المعجم"(1052) والدارقطني
(1) 2/ 467
(2)
2/ 467
(1/ 357 - 358) والحاكم (1/ 230 - 231) والبيهقي (2/ 179) من طرق عن أبي حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن زهير بن محمد به.
قال الترمذي: وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه.
قال محمد بن إسماعيل: زهير بن محمد أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق عنه أشبه وأصح.
قال محمد: وقال أحمد بن حنبل: كأنّ زهير بن محمد الذي كان وقع عندهم ليس هو هذا الذي يُروى عنه بالعراق، كانه رجل آخر، قلبوا اسمه"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، هو عن عائشة موقوف" العلل 1/ 148
وقال الطحاوي: هذا حديث أصله موقوف على عائشة، هكذا رواه الحفاظ، وزهير بن محمد وإن كان رجلاً ثقة فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعف جداً. هكذا قال يحيى بن معين فيما حكى له عنه غير واحد من أصحابنا
…
وزعم أن فيها تخليطاً كثيراً"
وقال البيهقي: تفرد به زهير بن محمد"
وقال ابن عبد البر: هذا حديث معلول لا يصححه أهل العلم بالحديث، ولم يرفعه أحد إلا زهير بن محمد وحده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره، وزهير بن محمد ضعيف عند الجميع، كثير الخطأ لا يحتج به.
وذكر يحيى بن معين هذا الحديث فقال: عمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمد ضعيفان لا حجة فيهما" الاستذكار 2/ 212 و214
وخالفهم الحاكم فقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بعمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمد"
وتعقبه النووي في "الخلاصة"(1/ 445 - 446) فذكر الحديث في فصل الضعيف وقال: ولا يقبل تصحيح الحاكم له، وليس في الاقتصار على تسليمة واحدة شيء ثابت"
قلت: لم يخرج الشيخان رواية عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد، ولا رواية زهير بن محمد عن هشام بن عروة، وزهير بن محمد مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد من أهل العلم بالحديث في رواية أهل الشام عنه، منهم: أحمد والبخاري والعجلي وأبو حاتم وابن عدي.
وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه أيضاً، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن محمد الصنعاني (1) ثنا زهير بن محمد به.
أخرجه ابن ماجه (919) والطبراني في "الأوسط"(6742)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا زهير بن محمد"
قلت: واختلف عنه، فرواه الوليد بن مسلم الدمشقي عنه فأوقفه على عائشة.
قاله الساجي (تهذيب التهذيب 8/ 44)
واختلف فيه على هشام أيضاً، فرواه وهيب بن خالد البصري عن هشام عن أبيه أنه كان يسلم واحدة: السلام عليكم.
أخرجه ابن خزيمة (731) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا معلي بن أسد العَمِّي ثنا وهيب به.
وهذا أصح، وإسناده صحيح.
الثاني: يرويه زُرارة بن أوفى العامري عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله ويدعو ثم يسلم تسليمة يسمعنا
…
"
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1317) ومسلم (746) والنسائي (3/ 198 - 199) وغيرهم.
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه جرير بن حازم البصري عن أيوب عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سلّم تسليمة.
أخرجه ابن أبي شبة (1/ 301) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا جرير به.
وأخرجه البزار (كشف 566) عن محمد بن عبد الله المُخَرِّمي ثنا يونس بن محمد به بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ويسلمون تسليمة.
وإسناده منقطع، قال أحمد وأبو حاتم: أيوب لم يسمع من أنس.
وقال ابن عبد البر: ولم يسمع أيوب من أنس عندهم شيئاً" الاستذكار 2/ 214
(1) من صنعاء دمشق، وهو مختلف فيه: وثقه أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، وضعفه ابن حبان.
الثاني: يرويه حميد الطويل عن أنس واختلف عنه في رفعه ووقفه:
- فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: عن حميد عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8468) عن أبي المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي ثنا عبد الوهاب الثقفي به.
وأخرجه البيهقي (2/ 179) وفي "المعرفة"(973) من طريقين عن معاذ بن المثنى به.
قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن حميد إلا عبد الوهاب، تفرد به الحجبي"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 145 - 146
وقال الحافظ: رجاله ثقات" الدراية 1/ 159
قلت: وهو كما قالا.
- وقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا حميد قال: صليت مع أنس فكان يسلم تسليمة واحدة: السلام عليكم.
أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1546)
وتابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن حميد قال: كان أنس يسلم واحدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 301)
الثالث: يرويه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1696) عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي ثنا سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا بقية بن الوليد ثنا الزبيدي به.
وإسناده واه، الخبائري قال أبو حاتم: متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب، وقال ابن حبان: ليس بشيء.
وأما حديث سمرة فأخرجه العقيلي (2/ 58) وابن عدي (3/ 1001) والدارقطني (1/ 358 - 359) والبيهقي (2/ 179) من طريق نعيم بن حماد المروزي ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه عن الحسن عن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في الصلاة تسليمة قبالة وجهه، فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره.
وأخرجه ابن عدي (3/ 1001) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة حدثني أبي وحفص المنقري عن الحسن عن سمرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة بلقاء وجهه.
قال العقيلي: الحديث في تسليمة أسانيدها لينة"
قلت: إسناده ضعيف لضعف روح بن عطاء.
وأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه ابن ماجه (920) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 336) عن محمد بن الحارث القرشي المصري مؤذن مسجد مصر ثنا يحيى بن راشد البصري عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه مرة وصلى فسلم مرة.
ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي (2/ 179)
قال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 159
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن راشد" المصباح 1/ 114
وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن ماجه (918) والروياني (1085 و1099) والطبراني في "الكبير"(5703) والدارقطني (1/ 359) من طرق عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه.
وفي لفظ: تسليمة واحدة عن يمينه.
قال الحافظ: إسناده ضعيف" الدراية 1/ 159
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد المهيمن قال فيه البخاري: منكر الحديث" المصباح 1/ 114
قلت: وكذا قال أبو حاتم، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ضعيف.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه الطحاوي (1/ 266) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في آخر الصلاة تسليمة واحدة: السلام عليكم.
هكذا رواه الدراوردي عن مصعب بن ثابت فقال: يسلم تسليمة واحدة.
وخالفه عبد الله بن المبارك فرواه عن مصعب بن ثابت فقال: يسلم تسليمتين.
أخرجه الطحاوي (1/ 267) والبيهقي (2/ 178)
وتابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن مصعب بن ثابت به.
أخرجه الطحاوي (1/ 267) وابن عبد البر في "الاستذكار"(2/ 213)
وهو الصواب.
ومصعب بن ثابت هو ابن عبد الله بن الزبير ضعفه ابن معين وغير واحد.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن جعفر المَخْرَمي عن إسماعيل بن محمد فقال: يسلم تسليمتين.
أخرجه مسلم (582)
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 510) من طريقين عن بقية بن الوليد عن الزُّبيدي عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سلم بتسليمة.
وبقية مدلس وقد عنعن.
وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان:
الأول: يرويه وكيع عن الربيع عن الحسن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يسلمون تسليمة واحدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 300 - 301)
وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن صَبيح البصري.
الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي أخبرني الصلت بن دينار قال: سمعت الحسن يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يسلمون تسليمة واحدة.
والصلت بن دينار قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
وأما حديث عطاء بن يسار: فأخرجه الحارث (بغية الباحث 182) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا سعيد بن مسلم بن بانَك عن أبي مالك الحميري عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلّم عن يمينه تسليمة واحدة.
والواقدي متروك الحديث.