الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنّ الذين صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك، فجاء أولئك فصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلموا أولئك، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة.
ومن طريقه أخرجه الطحاوي (1/ 310) والبيهقي (3/ 263).
وأخرجه النسائي (3/ 142) وفي "الكبرى"(1934) وابن خزيمة (1364)
عن يزيد بن زُريع البصري
والبيهقيِ (3/ 263)
عن جعفر بن عون الكوفي
كلاهما عن المسعودي به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 463 - 464) عن وكيع ثنا المسعودي ومسعر به مختصرا.
وإسناده صحيح، والمسعودي اختلط بأخرة، وسماع يزيد بن زريع وجعفر بن عون ووكيع منه قبل اختلاطه.
باب صلاة الطالب والمطلوب
303 -
(5097) قال الحافظ: أخرج أبو داود في صلاة الطالب حديث عبد الله بن أنيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سفيان الهذلي قال: فرأيته وحضرت العصر فخشيت فوتها فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومىء إيماء. وإسناده حسن" (1)
له عن عبد الله بن أنيس طريقان:
الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن جعفر بن الزبير واختلف عنه:
- فقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه قد بلغني أنّ خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بِعُرَنَة فأته فاقتله" قلت: يا رسول الله! انعته لي حتى أعرفه، قال:"إذا رأيته وجدت له اقشعريرة" قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى
(1) 3/ 89
وقعت عليه وهو بعرنة مع ظُعُن يرتاد لهنّ منزلًا وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاقشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومىء برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل، أنا في ذلك. قال: فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظَعائِنَه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني فقال:"أفلح الوجه" قلت: قتلته يا رسول الله، قال:"صدقت" قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بيته فأعطاني عصا فقال:"أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس" قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها، قالوا: أو لا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: "آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذٍ يوم القيامة" فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فَضُمَّت معه في كفنه ثم دفنا جميعًا.
أخرجه أحمد (3/ 496) وأبو يعلى (905) وابن خزيمة (983) وأبو نعيم في "الدلائل"(445) من طريقين عن إبراهيم بن سعد به.
وتابعه عبد الوارث بن سعيد البصري ثنا ابن إسحاق به.
أخرجه أبو داود (1)(1249) وابن خزيمة (982).
- ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق فقال: عن عبد الله (2) بن عبد الله بن أنيس عن أبيه.
أخرجه البيهقي (3/ 256) وفي "الدلائل"(4/ 42 - 43).
- ورواه عبد الله بن إدريس الأودي عن ابن إسحاق فقال: عن بعض ولد عبد الله بن أنيس عن عبد الله بن أنيس.
أخرجه أحمد (3/ 496)
- ورواه محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أنيس.
(1) قال النووي في "الخلاصة"(2/ 750): بإسناد حسن".
(2)
هكذا في "الدلائل"، وفي "الكبرى": عبيد الله بالتصغير.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(3/ 156 - 157)
ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.
الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن كعب عن عبد الله بن أنيس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً "من لي من خالد بن نبيح" -وخالد بن نبيح رجل من هذيل- وهو يومئذٍ بعرنة قِبَلَ عرفة- قال عبد الله بن أنيس: أنا يا رسول الله، والذي أكرمك ما هبت شيئاً قط، فخرج عبد الله بن أنيس حتى أتى جبال عرفة فلقيه قبل أن تغيب الشمس. قال ابن أنيس: فلقيت رجلًا رُعبت منه، فعرفته حين رعبس منه أنه الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من الرجل؟ فقلت: باغ حاجة، هل من مبيت؟ قال: نعم، فالحق. قال: فخرجت في أثره، فصليت العصر، ركعتين خفيفتين، وأشفقت أن يراني، ثم لحقته، فضربته بالسيف، ثم خرجت حتى غشيت الجبل، فمكثت فيه حتى إذا هدأ الناس عني خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته الخبر.
قال محمد بن كعب القرظي: فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مِخْصَرَة فقال: "تَخَصَّر بها حتى تلقاني بها يوم القيامة، وأقالُّ الناس يوم القيامة المتخصرون"
قال محمد بن كعب: فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه، وكُفِّن عليها ودفنت معه.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2031) عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني
والفاكهي في "أخبار مكة"(2727) والسياق له عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (1)
قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به.
وإسناده حسن إن كان محمد بن كعب سمع من عبد الله بن أنيس فإنه لم يذكر سماعا منه ولم أر أحداً صرح بسماعه منه.
…
(1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 5 - 6) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 189 - 190) من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن ابن متوبه الأصبهاني ثنا ابن أبي عمر به.