الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البرد، فلمَّا قَدمِوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أمرهم أن يمسحوا على العصائب (1) والتساخين (2) " (3).
وقال الحافظ في "الفتح"(202) تعليقاً على حديث عبد الله بن عمر السابق: "نقَل ابن المنذر عن ابن المبارك؛ قال: ليس في المسح على الخُفَّين عن الصحابة اختلاف؛ لأنَّ كلَّ من رُوِيَ عنه منهم إِنكاره؛ فقد رُوِيَ عنه إِثباتُه.
وقال ابن عبد البرِّ: لا أعلم رُوي عن أحد من فقهاء السلف إِنكاره إِلا عن مالك، مع أن الروايات الصحيحة عنه مصرِّحة بإِثباته.
…
وقال ابن المنذر: اختلف العلماء؛ أيّهما أفضل: المسح على الخفَّين أو نزْعهما وغسل القدمين؟ قال: والذي أختاره أنَّ المسح أفضل؛ لأجل من طعن فيه من أهل البدع من الخوارج والروافض. قال: وإحياء ما طعن فيه المخالفون من السُّنن أفضل من ترْكه" اهـ.
ثانياً: المسح على الجوربين
.
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "توضّأ النّبي صلى الله عليه وسلم ومسح
(1) كل ما عَصَبْتَ به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. "النهاية"، وتقدّم.
(2)
جاء في "النهاية": "الخفاف، ولا واحد لها من لفظها، وقيل: واحدها: تسَخْان وتَسخين وتَسخن". وانظر: (باب التاء مع السين) و (السين مع الخاء). وقيل: التساخين ما يُسخَّن به القدم من خُفٍّ وجورب ونحوهما. وتقدم.
(3)
أخرجه أحمد، وأبو داود "صحيح سنن أبي داود"(133)، وانظر "المسح على الجوربين"(ص 23)، وتقدّم.
على الجوربين والنَّعلين" (1).
قال أبو داود: "ومسح على الجوربين: عليُّ بن أبي طالب، وأبو مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، ورُوي ذلك عن عمر بن الخطَّاب، وابن عبّاس"(2).
وذكر ابن حزم عدداً كبيراً من السلف قالوا بالمسح على الجوربين؛ منهم: ابن عمر، وعطاء، وِإبراهيم النخعي، وغيرهم، وأورد عدداً من الآثار المتعلَّقة بذلك (3).
وعن يحيى البكَّاء؛ قال: "سمعْت ابن عمر يقول: المسح على الجوربين كالمسح على الخفَّين، وتلقَّى نافع ذلك عنه، فقال: هما بمنزلة الخفَّين"(4).
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(143)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(86)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(121)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(453)، وانظر "الإِرواء"(101).
(2)
انظر "المحلَّى"(2/ 115)(مسألة 212).
(3)
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- تعليقاً على رسالة القاسمي -رحمه الله تعالى- حول هذا الموضوع (ص54): "قلت: هذه الآثار أخرجها: عبد الرزاق في "المصنف" (745 و773 و779 و781 و782)، وابن أبي شيبة أيضاً في "المصنف"، والبيهقيّ: (1/ 285)، وكثير من أسانيدها صحيح عنهم، وبعضهم له أكثر من طريق واحد، ومن ذلك طريق قتادة عن أنس أنه كان يمسح على الجوربين مثل الخفين، وسنده صحيح، رواه عبد الرزاق (779)، وهو عند ابن أبي شيبة (1/ 188) مختصراً".
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن عنه، وكذلك قال إِبراهيم النَّخعي، أخرجه بسند صحيح عنه. كذا في تحقيق "المسح على الجوربين" لشيخنا -حفظه الله تعالى-.