الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في مسجدي هذا، ثمَّ يخرج منه إلَاّ لحاجة؛ ثمَّ لا يرجع إِليه إلَاّ منافق" (1).
وعن عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أدركه الأذان في المسجد ثمَّ خرج لم يخرج لحاجة، وهو لا يُريد الرجعة فهو منافق"(2).
وعن سعيد بن المسيّب رضي الله عنه أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء إلَاّ منافق؛ إلَاّ أحدٌ أخرجَتْه حاجة، وهو يريد الرجوع"(3).
وعن أبي الشعثاء قال: "كنّا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة، فأذّن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعَه أبو هريرة بصَره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أمّا هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"(4).
الأذان والإِقامة للفائتة:
من فاتته صلاة؛ لنومٍ أو نسيان، فإِنه يشرع له أن يؤذّن ويقيم حينما يريد صلاتها (5).
(1) أخرجه الطبراني في "الأوسط" ورواته محتجٌ بهم في "الصحيح" كما في "الترغيب والترهيب" للمنذري، وصححه شيخنا في "صحيح الترغيب والترهيب"(256).
(2)
أخرجه ابن ماجه، وصححه شيخنا في "صحيح الترغيب والترهيب"(257).
(3)
أخرجه أبو داود في "مراسيله" وانظر "صحيح الترغيب والترهيب"(258).
(4)
أخرجه مسلم: 655 وذكر بعض العلماء أن خروج المسلم لغير حاجة من المسجد عند الأذان؛ كهروب الشيطان عند سماعه.
(5)
انظر "الأوسط"(3/ 32).
وذلك لحديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: "شغَلَنا المشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل، فأنزل الله عز وجل: {وكفى الله المؤمنين القتال} (1)، فأمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأقام لصلاة الظهر، فصلاّها كما كان يصلّيها لوقتها" ثمَّ أقام للعصر فصلاها كما كان يصلّيها في وقتها، ثمَّ أذّن للمغرب فصلاّها في وقتها" (2).
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَفَل (3) من غزوة خيبر سار ليلهُ، حتى إِذا أدركه الكرى (4) عرَّس (5)، وقال لبلال: اكلأ (6) لنا الليل فصلّى بلال ما قُدِّر له، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إِلى راحلته مُواجه الفجر، فَغَلَبَت بلالاً عيناه وهو مُستند إِلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربَتهم الشمس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظاً، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أيْ: بلال! " فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ (بأبي أنت وأمّي! يا رسول الله!) بنفسك، قال:"اقتادوا"(7)، فاقتادوا رواحلهم شيئاً، ثمَّ توضّأ
(1) الأحزاب: 25
(2)
أخرجه أحمد والنسائي "صحيح سنن النسائي"(638) وغيرهما، وانظر "الإِرواء"(1/ 257).
(3)
أي: رجع.
(4)
أي: النعاس.
(5)
أي: نزل للنوم والاستراحة.
(6)
أي: ارقب واحرُس.
(7)
أي: خذوا مقاود الرواحل وانطلقوا.