الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جُنُب إِعادة، لأنَّ الجنب ليس بنجس، لقي النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأهوى إِليه فقال: إِنّي جُنُب، فقال: إِنَّ المسلم ليس بنجس (1)، وروي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه كان يذكر الله على كل أحيانه (2)، والأذان على الطهارة أحب إِليَّ، وأكره أن يقيم جنبا لأنّه يعرض نفسه للتهمة ولفوات الصلاة". انتهى.
قال لي شيخنا -حفظه الله تعالى-: "الأصل في الأذكار حتى السلام أن تكون على طهارة وهو الأفضل فالأذان من باب أولى، ولكن نقول عن الأذان بغير وضوء مكروه كراهة تنزيهيّة".
3 - أن يؤذّن قائماً لما ثبت عن ابن أبي ليلى قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال
. قال: وحدثنا أصحابنا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين -أو قال المؤمنين- واحدة، حتى لقد هممتُ أن أبُثَّ رجالاً في الدُّور يُنادونَ النَّاس بحين الصلاة، وحتى هممتُ أنْ آمر رجالاً يقومون على الآطام (3) يُنادون المسلمين بحين الصلاة حتّى نقسوا (4) أو كادوا أن ينقسوا" قال: فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، إِنّي لمَّا رجعْت لِمَا رأيت من اهتمامك رأيت رجلاً كأنَّ عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذّن، ثمَّ قعد قعدة، ثمَّ قام فقال مِثلها، إِلا أنَّه يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن يقول النّاس: قال ابن المثنى: أن تقولوا، لقلت إِنّي كنت
(1) تقدّم تخريجه.
(2)
تقدّم تخريجه في (باب الأمور التي يستحبّ لها الوضوء).
(3)
الآطام: جمع أطم وهو بناء مرتفع، وآطام المدينة: حصون كانت لأهلها.
(4)
أي: ضربوا بالناقوس.
يقظاناً غير نائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقال ابن المثنى-:"لقد أراك الله عز وجل خيراً" ولم يقل عمرو: "لقد أراك الله خيراً" فَمُرْ بلالاً فليؤذّن، قال: فقال عمر: أما إِنّي قد رأيت مثل الذي رأى ولكنّي لمّا سُبِقْتُ استحييت.
قال: وحدَّثنا أصحابنا قال: وكان الرجل إِذا جاء يَسأل فيُخبر بما سبق من صلاته، وإِنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين قائم وراكع وقاعد ومصلٍّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المثنى: قال عمرو: وحدثني بها حصين عن ابن أبي ليلى -حتى جاء معاذ- قال شعبة: وقد سمِعْتها من حصين فقال: لا أراه على حال، إِلى قوله: كذلك فافعلوا".
قال أبو داود: ثمَّ رجعْت إِلى حديث عمرو بن مرزوق قال: فجاء معاذ فأشاروا إِليه، قال شعبة: وهذه سمعْتُها من حصين، قال فقال معاذ:
لا أراه على حال إلَاّ كنت عليها، قال: فقال: إِنَّ معاذاً قد سنَّ لكم سنّة كذلك فافعلوا (1).
وقد جرى العمل على الأذان قائماً خَلفاً عن السلف.
قال في "المغني"(1/ 435): قال ابن المنذر: أجمع كُلّ من أحفظ من أهل العلم أنَّ السّنةَ أن يُؤذّن قائماً
…
" (2).
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(478).
(2)
وقد استدلَّ بعض الفقهاء بالحديث المتفق عليه: "يا بلال: قم فنادِ بالصلاة"، على سنّية القيام، وفي الاستدلال به نظر كما في التلخيص (ص75) لأنَّ معناه: اذهب إِلى موضع بارز فنادِ فيه. "الإِرواء"(1/ 241).