الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفة الإِقامة
1 -
إِفراد كلماتها إلَاّ التكبير الأوّل والأخير و (قد قامت الصلاة)، ففيها التثنية، كما في حديث عبد الله بن زيد المتقدّم، وفيه: "
…
وتقول إِذا أقيمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إِله إلَاّ الله، أشهد أنَّ محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إِله إلَاّ الله".
2 -
تربيع الأوّل وتثنية جميع الكلمات، إلَاّ الكلمة الأخيرة (لا إِله إلَاّ الله). كما في حديث أبي محذورة المتقدّم:
"والإِقامة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إِله إلَاّ الله، أشهد أن لا إِله إلَاّ الله، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إِله إلَاّ الله".
ما يقول مَن يسمع المؤذّن
1 -
يقول مِثْل ما يقول المؤذّن، إلَاّ في الحيعلتين:(حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح)، فإِنَّه يقول: لا حول ولا قوّة إلَاّ بالله، كما في حديث أبي سعيد الخدريّ:"إِذا سمعتم النّداء، فقولوا مِثل ما يقول المؤذّن"(1).
قال يحيى وحدّثني بعض إِخواننا أنَّه قال: "لمّا قال حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلَاّ بالله، وقال: هكذا سمعتُ نبيّكم صلى الله عليه وسلم يقول"(2).
(1) أخرجه البخاري: 611، ومسلم: 383
(2)
أخرجه البخاري: 612، 613، وانظر -إِن شئت- للمزيد من الفوائد =
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر، ثمَّ قال: أشهد أن لا إِله إلَاّ الله، قال: أشهد أن لا إِله إلَاّ الله، ثمَّ قال: أشهد أنَّ محمّداً رسول الله، قال: أشهد أنَّ محمّداً رسول الله، ثمَّ قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلَاّ بالله، ثمَّ قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلَاّ بالله، ثمَّ قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثمَّ قال: لا إِله إلَاّ الله، قال: لا إِله إلَاّ الله، من قلبه- دخل الجنّة"(1).
وسألت شيخنا -حفظه الله- عن حديث مسلم (386): "من قال حين يسمع المؤذّن: أشهد أنْ لا إِله إلَاّ الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله، رضيت بالله ربّاً وبمحمّد رسولاً، وبالإِسلام ديناً؛ غُفر له ذنبه".
سألتُه: "حين يسمع" أي: حين ينتهي من الأذان أم خلاله؟
فقال: إِذا لاحظت أنّ إِجابة المؤذّن ليست واجبة، فالأمر حينئذٍ واسع.
2 -
أن يصلّي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، بعد الانتهاء من الأذان، ثمَّ يسأل الله عز وجل له الوسيلة، لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أنَّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا سمعتُم المؤذّن فقولوا مِثل ما يقول، ثمَّ صلّوا عليَّ، فإِنَّه من صلّى عليَّ صلاةً صلّى الله عليه بها عشراً، ثمَّ سلوا الله لي الوسيلة، فإِنّها منزلةٌ في الجنّة لا تنبغي إلَاّ لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي
= الحديثية وغيرها "الفتح"(2/ 93).
(1)
أخرجه مسلم: 385
الوسيلة حلَّت له الشفاعة" (1).
وعن جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع النّداء: اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامّة (2) والصلاة القائمة؛ آت محمّداً الوسيلة (3)
(1) أخرجه مسلم: 384
(2)
المراد بها دعوة التوحيد؛ كقوله تعالى: {له دعوة الحقّ} [الرعد: 14] وقيل لدعوة التوحيد تامة؛ لأنَّ الشركة نقْص، أو التّامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل؛ بل هي باقية إِلى يوم النشور، أو لأنّها تستحقّ صفة التمام وما سواها فمعرّض للفساد، وقال ابن التين: وُصفت بالتامّة؛ لأن فيها أتّم القول وهو "لا إِله إلَاّ الله"
…
"فتح"(2/ 95).
(3)
قال ابن الأثير في "النهاية" بحذف: الوسيلة: ما يُتوصّل به إِلى الشيء ويُتقرّب به، وجمعها وسائل، يُقال: وسَل إِليه وسيلة وتوسّل، والمراد به في الحديث: القرب من الله تعالى.
وقيل: هي منزلة من منازل الجنّة كما جاء في الحديث. اهـ
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الوسيلة درجة عند الله؛ ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة على خلْقه. [حسن شيخنا إِسناده في "فضل الصلاة" (ص 50)].
وجاء في "الفتح"(2/ 95): "والوسيلة: هي ما يُتقرّب به إِلى الكبير، يُقال: توسلْت، أي: تقربت، وتُطلق على المنزلة العلية، ووقع ذلك في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم [384] بلفظ: فإِنّها منزلة في الجنة لا تنبغي إِلَا لعبد من عباد الله" الحديث ونحوه للبزار عند أبي هريرة، ويمكن ردّها إِلى الأوّل؛ بإِنّ الواصل إِلى تلك المنزلة قريب من الله؛ فتكون كالقربة التي يتوسّل بها".
والفضيلة (1)، وابعثه مقاماً محموداً (2) الذي وعَدْته، حلّت له (3) شفاعتي يوم القيامة" (4).
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا سمعتم المؤذّن فقولوا مِثل ما يقول، ثمَّ صلّوا عليّ، فإِنَّه من صلّى عليَّ صلاة؛ صلّى الله بها عشراً، ثمَّ سلوا الله لي الوسيلة، فإِنَّها منزلة فى الجنّة؛ لا تنبغي إلَاّ لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل ليّ الوسيلة حلّت له شفاعتي (5) "(6).
(1) الفضيلة: أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيراً للوسيلة.
(2)
أى: يحمد القائم فيه، وهو مُطلق في كلّ ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات. "الفتح"(2/ 95).
(3)
حلّت له: أي: استحقت ووجبت أو نزلت عليه. "فتح".
(4)
أخرجه البخاري: 614
(5)
أخرجه مسلم: 384
(6)
قال شيخنا في "الإِرواء"(1/ 260): "وقع عند البعض زيادات في متْن هذا الحديث فوجَب التنبيه عليها:
الأولى: زيادة: "إِنَّك لا تُخلِف الميعاد" في آخر الحديث عند البيهقي؛ وهي شاذة لأنّها لم تَرِد في جميع طُرق الحديث عن عليّ بن عياش اللهمّ إلَاّ في رواية الكشميهني لصحيح البخاري خلافاً لغيره؛ فهي شاذّة أيضاً لمخالفتها لروايات الآخرين للصحيح، وكأنَه لذلك لم يلتفت إِليها الحافظ، فلم يذكُرها في "الفتح" على طريقته في جمع الزيادات من طُرُق الحديث، إلَاّ أنَّه عزاها للبيهقي فهي شاذة يقيناً، ويؤيد ذلك أنها لم تقع في "أفعال العباد" للبخاري والسند واحد. =
ويقول إِن شاء: "رضيتُ بالله ربّاً وبمحمّد رسولاً وبالإِسلام ديناً"، لحديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"من قال حين يسمع المؤذّن: أشهد أن لا إِله إلَاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسولُه، رضيت بالله ربّاً وبمحمّد رسولاً وبالإِسلام ديناً؛ غُفر له ذنبُه"(1).
والدعاء مستجاب بعد الأذان؛ كما في حديث عبد الله بن عمرو -رضي
= ووقعَت هذه الزيادة في الحديث في كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" لشيخ الإِسلام ابن تيمية في جميع الطبعات (ص55) طبعة المنار الأولى، و (ص37) الطبعة الثانية منه و (ص49) الطبعة السلفية؛ والظاهر أنها مُدرَجة من بعض النُّساخ. والله أعلم.
الثانية: في رواية البيهقي أيضاً: "اللهمّ إِنّي أسألك بحقّ هذه الدعوة". ولم تَرِدْ عند غيره. فهي شاذّة أيضاً، والقول فيها كالقول في سابقتها.
الثالثة: وقع في نسخة من "شرح المعاني""سيدنا محمّد" وهي شاذّة مدرجة ظاهرة الإِدراج.
الرابعة: عند ابن السنّي "والدرجة الرفيعة" وهي مُدرجة أيضاً من بعض النساخ، فقد علمْتَ مما سبق أن الحديث عنده من طريق النسائي وليست عنده ولا عند غيره، وقد صرّح الحافظ في "التلخيص"(ص78) ثمَّ السخاوى في "المقاصد"(ص 212) أنها ليست في شيء من طرق الحديث.
قال الحافظ: وزاد الرافعي في "المحرر" في آخره: يا أرحم الراحمين. وليست أيضاً في شيء من طرقه، ومن الغرائب أنَّ هذه الزيادة وقعت في الحديث في كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" لابن تيمية وقد عزاه لصحيح البخاري: وإنّي أستبعد جداً أن يكون الخطأ منه لما عرف به رحمه الله من الحفظ والضبط، فالغالب أنّه من بعض النساخ".
(1)
أخرجه مسلم: 386، وغيره.