الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة [13]: قوله: أقسم بالله. أحلف بالله. آليت بالله. أعزم بالله. أشهد بالله
؟
• هذه الألفاظ تُعَدُّ يمينًا عند أكثر الفقهاء.
قال ابن قدامة رحمه الله: هذا قول عامة الفقهاء لا نعلم فيه خلافًا.
قال: وسواء نوى اليمين، أو أطلق؛ لأنه لو قال:(بالله) ولم يقل: (أُقسم) ولا (أشهد)، ولم يذكر الفعل؛ كان يمينًا بتقدير الفعل قبله. اهـ
• وذهب الشافعي إلى أنَّ (أعزم بالله) و (أشهد بالله) لا تكون يمينًا إلا بالنية. والصحيح القول الأول.
(1)
مسألة [14]: إن قال: أقسمت. أو آليت. أو حلفت. أو شهدت لأفعلَنَّ كذا
؟
• ذهب بعضُ أهل العلم إلى أنها يمين، سواء نوى اليمين، أم لا، وهذا قول النخعي، والثوري، وأبي حنيفة، وأحمد في رواية؛ لأنه قد ثبت لها عرف الشرع، والاستعمال.
فقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أقسم عليك يا رسول الله، لتخبرني بما أصبت وما أخطأت. فقال:«لا تقسم» أخرجه أبو داود (3268) بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأصله في «الصحيحين» .
وأخرج ابن المنذر (12/ 107) بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
(1)
انظر: «المغني» (13/ 467 - )«البيان» (10/ 509).
القسم يمين.
وأخرج أيضًا بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يقرأ:{للذي يقسمون من نسائهم} .
وقال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} [المنافقون:1 - 2].
وقالت عاتكة بنت عبد المطلب عمةُ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
حلفتُ لئن عادوا لنصطلمنهم
…
لجاءوا تردَّى حجرتيها المقانبُ
وقالت عاتكةُ بنت زيد بن عمرو بن نفيل:
فآليتُ لا تنفك عيني حزينة
…
عليك ولا ينفك جلديَ أغبرا
• وذهب بعضهم إلى أنها يمين إذا نوى، وهذا قول مالك، وإسحاق، وأحمد في رواية، وابن المنذر؛ لاحتمال أنه لم يقصد اليمين بالله؛ ولأنَّ قوله (أشهد) لا يُستفاد منها اليمين بنفسها.
• وذهب الشافعي إلى أنها لا تُعَدُّ يمينًا؛ لأنها عُريت عن اسم الله، وصفته، وهو قول عطاء، والحسن، والزهري، وقتادة، وأبي عبيد.
قال أبو عبد الله غفر الله لهُ: الصحيح قول مالك، وإسحاق، والله أعلم.
(1)
(1)
انظر: «المغني» (13/ 469)«البيان» (10/ 510).