الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلتُ: إن أراد اليمين فعليه الكفارة، ومن لم يرد اليمين فليس عليه شيء، والله أعلم.
مسألة [5]: حكم إبرار القسم
؟
• ذهب الجمهور إلى استحباب إبرار القسم؛ لحديث البراء رضي الله عنه في «الصحيحين» : أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بسبعٍ
…
، وذكر منها:«إبرار المقسم» ، وحملوا الأمر على الاستحباب بدلالة حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند أن حلف على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يخبره ما الذي أخطأ من تعبير الرؤيا، فقال:«لا تقسم» متفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
• وقال بعض الحنابلة بالوجوب إذا لم يكن عليه ضرر، وحملوا حديث أبي بكر رضي الله عنه أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- امتنع لما علم من الضرر فيه، أو علم أنَّ المصلحة بخلاف ذلك. واختار هذا القول شيخ الإسلام رحمه الله كما في «الاختيارات» .
(1)
(1)
انظر: «المغني» (13/ 503)«الشرح الممتع» (6/ 399)«الاختيارات» «الفتح» «شرح مسلم» .
1367 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
(1)
، وَسَاقَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ الأَسْمَاءَ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ سَرْدَهَا إدْرَاجٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ.
(2)
الحكم المستفاد من الحديث
في هذا الحديث بيان أنَّ من أسماء الله تسعة وتسعين اسمًا من حفظها، وعمل بمقتضاها دخل الجنة.
وليس في هذا الحديث حصر لأسماء الله في هذا العدد، ويدل على ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أحمد وغيره في دعاء الكرب، وفيه: «وأسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي
…
» الحديث، وهو حديث حسن.
(1)
أخرجه البخاري (2736)، ومسلم (2677).
(2)
أخرجه الترمذي (3507)، وابن حبان (808)، وقد أطال الحافظ في «الفتح» (6410) الكلام على ذكر الأسماء، وبين أنه لم يصح مرفوعًا، وإنما هو مدرج من بعض الرواه.
وقد قال الترمذي عقب الحديث: حديث غريب.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الأعراف آية (180): والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبدالملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد، وسفيان بن عيينة، وأبي زيد اللغوي، والله أعلم.
والمراد من ذكر هذا الحديث في هذا الباب أنَّ الحالف يحلف باسم من أسماء الله، أو بصفة من صفاته.
وقد تقدم ذكر ذلك في أول الباب، وكان ذكر هذا الحديث في أوائل الباب أفضل.
1368 -
وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صُنِعَ إلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
(1)
الحكم المستفاد من الحديث
في هذا الحديث الحث على شكر المعروف ولو بالدعاء المذكور، وليس في هذا الحديث تعلق بهذا الباب، بل موضعه في [كتاب الجامع].
وقد أشار إلى ذلك المغربي، ثم الصنعاني في «شرح البلوغ» .
(1)
أخرجه الترمذي (2035)، وابن حبان (3413)، وإسناده ظاهره الحسن.
لكن قال أبو حاتم كما في «العلل» لولده (2197) وقد سئل عنه: هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد. وقال في (2570): هذا حديث منكر بهذا الإسناد. اهـ
قلتُ: وقد أخرجه الترمذي من نفس الوجه الذي أنكره أبو حاتم، فالله أعلم.