الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: أدلة حجية السنة النبوية المطهرة
…
وتحته خمس مطالب:
المطلب الأول: العصمة
.
المطلب الثانى: القرآن الكريم.
المطلب الثالث: السنة النبوية.
المطلب الرابع: إجماع الأمة.
المطلب الخامس: العقل والنظر.
وفيه ما يلى:
أ- ذكر نماذج من المسائل العجيبة التى استنبطها أعداء السنة من القرآن الكريم بدون رجوعهم إلى بيان النبى صلى الله عليه وسلم، واستعراض بدائلهم عن السنة المطهرة.
ب- بيان علاقة القرآن الكريم بالسنة الشريفة.
ج- بيان رتبة السنة النبوية من القرآن الكريم.
د- الكلام عن استقلال السنة بتشريع الأحكام، وتحرير الخلاف فى ذلك، والرد على من اتخذ كلام الإمام الشاطبى فى مسألة استقلال السنة بتشريع الأحكام ستاراً للتشكيك فى حجية السنة واستقلالها بتشريع أحكام.
هـ- بيان مضار إنكار السنة النبوية.
و حكم منكر السنة النبوية.
المطلب الأول: العصمة
…
السنة النبوية أصل من أصول الدين، وحجة على جميع المسلمين، وقد دل على ذلك: العصمة، والقرآن الكريم، والسنة النبوية وإجماع الأمة، والعقل والنظر.
أولاً: العصمة:
…
قبل أن أذكر تعريف العصمة، وبيان دلالتها على حجية السنة، بل وحجية القرآن الكريم أيضاً، ينبغى أن أنبه على أن الكلام عن العصمة فى الحقيقة من مباحث علم الكلام (1) ؛ لأنه علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى، وذات رسله من حيث ما يجب لهم، وما يجوز، وما يستحيل فى حقهم.
…
لكن علماء الأصول تناولوا العصمة بالحديث فى مباحث السنة، نظراً لشدة التصاقها بها، حيث تتوقف حجية السنة بل والقرآن أيضاً على عصمة النبى صلى الله عليه وسلم (2)، إذا علم ذلك أقول وبالله التوفيق:
(1) الإبهاج فى شرح المنهاج 2/263.
(2)
انظر: دراسات أصولية فى السنة للدكتور محمد إبراهيم الحفناوى ص 19 بتصرف.
.. العصمة فى اللغة: المنع والحفظ والوقاية. يقال عصمته فانعصم واعتصمت بالله: إذا امتنعت بلطفه من المعصية، وهذا طعام يعصم أى: يمنع من الجوع، ومنه قوله تعالى - على لسان ابن نوح عليه السلام:{سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} (1) أى يمنعنى من تغريق الماء، ويقال دعى إلى مكروه فاستعصم. أى امتنع وأبى وطلب العصمة منه، قال تعالى حكاية عن امرأة العزيز حين راودت يوسف عليه السلام عن نفسه:{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} (2) أى تأبى عليها ولم يحبها إلى ما طلبت (3) .
…
... وفى الاصطلاح: حفظ الله للمكلف من الذنب، مع استحالة وقوعه من المحفوظ، والمراد عصمتهم - أى الأنبياء - من ذلك ظاهراً وباطناً، فالله تعالى عصم ظاهرهم من الزنا، وشرب الخمر، والكذب، وغير ذلك، وعصم باطنهم من الحسد، والرياء وحب الدنيا إلى غير ذلك من منهيات الباطن" (4) .
…
وقيل فى تعريفها: هى خُلُق، مانع عن ارتكاب المعصية، غير ملجئ إلى تركها، فلا يكون مضطراً فى ترك المعصية (5) .
(1) الآية 43 من سورة هود.
(2)
جزء من الآية 32 من سورة يوسف.
(3)
انظر: لسان العرب 12/403، والقاموس المحيط 4/151، والمصباح المنير 2/566، وانظر: حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص 87 هامش.
(4)
حاشية البيجورى على الجوهرة ص 160.
(5)
دراسات أصولية فى السنة للدكتور محمد إبراهيم الحفناوى ص19، 20، وانظر: البحر المحيط للزركشى 4/169-172، وإرشاد الفحول 1/159-164.