الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله: "فالتعميم فى تعريف (الصحابى) نظراً إلى أصل فضل الصحبة، وأما تفاوت من يشملهم هذا اللقب فى الفضل والدين وسائر خصال الخير
…
فهذا أمر وراء ذلك" (1) أ. هـ.
طريق معرفة الصحبة:
…
تثبت الصحبة بأمور متعددة منها:
التواتر كأبى بكر الصديق المعنى بقوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (2) وسائر العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم.
أو باشتهار قاصر عن التواتر وهو الاستفاضة كعكاشة بن محصن، وضمام بن ثعلبة وغيرهما، أو بتواتر بها.
أو بقول صاحب آخر معلوم الصحبة، إما بتصريح بها كأن يجئ عنه أن فلاناً له صحبة مثلاً أو نحوه، كقوله: كنت أنا وفلان عند النبى صلى الله عليه وسلم أو دخلنا على النبى صلى الله عليه وسلم.
بشرط أن يعرف إسلام المذكور فى تلك الحالة.
4-
وكذا تعرف بقول آحاد ثقات التابعين على الراجح من قبول التزكية من عدل واحد" (3) .
المطلب الثانى: التعريف بالعدالة لغة واصطلاحاً
…
العدالة لغة: العدل ضد الجور، يقال عدل عليه فى القضية فهو عادل، وبسط الوالى عدله ومعدلته ومعدلته، وفلان من أهل المعدلة، أى: من أهل العدل، ورجل عدل، أى: رضا ومقنع فى الشهادة.
(1) لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث ص 51.
(2)
جزء من الآية 40 من سورة التوبة.
(3)
انظر: فتح المغيث للسخاوى3/87،88،وتدريب الراوى2/213،214،والكفاية ص98-101.
والعدالة: وصف بالمصدر معناه ذو عدل، قال تعالى:{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} (1) ويقال: رجل عدل ورجلان عدل، ورجال عدل، وامرأة عدل، ونسوة عدل، كل ذلك على معنى رجال ذوو عدل، ونسوة ذوات عدل، فهو لا يثنى، ولا يجمع، ولا يؤنث، فإن رأيته مجموعاً، أو مثنى أو مؤنثاً، فعلى أنه قد أجرى مجرى الوصف الذى ليس بمصدر، وتعديل الشئ تقويمه، يقال عدلته فاعتدل، أى قومته فاستقام (2) أ. هـ.
…
فمن هذه التعاريف اللغوية يتبين أن معنى العدالة فى اللغة الاستقامة فى الدين، والعدل هو المتوسط فى الأمور من غير إفراط فى طرفى الزيادة والنقصان، ومنه قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (3) أى عدلاً فالوسط والعدل بمعنى واحد (4) .
والعدالة اصطلاحاً: تنوعت فيها عبارات العلماء من محدثين وأصوليين وفقهاء، إلا أنها ترجع إلى معنى واحد وهو أنها: ملكة أى صفة راسخة فى النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة.
…
والتقوى ضابطها: امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات من الكبائر ظاهراً، وباطناً من شرك أو فسق أو بدعة.
…
والمروءة ضابطها: آداب نفسية تحمل صاحبها على التحلى بالفضائل والتخلى عن الرذائل، وترجع معرفتها إلى العرف.
وليس المراد بالعرف هنا سيرة مطلق الناس بل الذين نقتدى بهم، وقد سبق بيان ما يخل بها (5) ، ومجمله الاحتراز عما يذم به العدل عرفاً.
(1) جزء من الآية 2 من سورة الطلاق.
(2)
انظر: لسان العرب 11/430، والصحاح للجوهرى 5/1760 - 1761، ومختار الصحاح ص415، 416، والقاموس المحيط 4/13، والمصباح المنير 2/397.
(3)
الآية 143 من سورة البقرة.
(4)
الإحكام للآمدى 2/69، ومقاصد الحديث فى القديم والحديث لفضيلة الدكتور التازى 2/64.
(5)
راجع: ص 410.