الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: وسيلتهم فى الطعن فى الإسناد وعلوم الحديث
…
وتحته تمهيد ومبحثان:
التمهيد
ويتضمن:
بيان أن الإسناد دليلنا على صحة الكتاب والسنة.
وهدف أعداء الإسلام من الطعن فى الإسناد.
المبحث الأول: شبه الطاعنين فى الإسناد والرد عليها.
المبحث الثانى: أهمية الإسناد فى الدين، واختصاص الأمة الإسلامية به عن سائر الأمم
التمهيد
ويتضمن بيان أن الإسناد دليلنا على صحة الكتاب والسنة، وهدف أعداء الإسلام من الطعن فى الإسناد.
…
الطعن والتشكيك فى الإسناد كان ولا يزال، هدفاً من أهداف أعداء الإسلام قديماً وحديثاً، للتشكيك فى الوحى الإلهى -قرآناً وسنة-.
فالإسناد دليلنا على صحة كتاب ربنا عز وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فمن المعلوم أن لصحة أى قراءة من القرآن وقبولها؛ لابد أن يتوافر فيها ثلاثة شروط:
صحة إسنادها.
موافقتها للغة العربية ولو بوجه.
موافقتها للرسم العثمانى ولو احتمالاً.
…
وإذا اختل أى ركن من هذه الأركان كانت القراءة شاذة، ولا تعد قرآناً حتى ولو كانت من القراءات السبع وفى ذلك أنشد صاحب الطيبة فقال:
وكل ما وافق وجه النحو
…
وكان للرسم احتمالاً يحوى
وصح إسناداً، هو القرآن
…
فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت
…
شذوذه لو أنه فى السبعة (1)
أليس فى هذا دليل على أن القرآن الكريم منقول بالإسناد أيضاً؛ كالحديث؟
نعم هناك فرق بين القرآن وبين الحديث فى عدد الرواة النقلة؛ فالقرآن منقول بالتواتر، والحديث منقول برواية رجال معدودين، ولكنهم ليسوا مجاهيل بل هم رجال مشهورون، أحوالهم معلومة، وأسانيدهم محفوظة.
وهذا الفرق يقتضى التفاوت فى درجات اليقين والوثوق، لا فى نفس القبول والاعتبار (2) ".
(1) مناهل العرفان فى علوم القرآن 1/416، وانظر: فتح البارى 9/649 رقم 4991.
(2)
تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها للسيد سليمان الندوى ص 10، 11.
.. وإذا كان القرآن منقولاً بالرواية، فالطعن فى الإسناد طعن فى الدين، وإبطال للكتاب والسنة وهو ما صرح به (شاكر) -رأس الزنادقة فى عصره- عندما سئل عن سر تعليمهم المتعلم فيهم أول ما يعلمونه الطعن فى الصحابة، وهم أول رجال السند قال:"إنا نريد الطعن على الناقلة فإذا بطلت الناقلة أوشك أن نبطل المنقول".
وصدق الإمام أبو زرعة الرازى رحمه الله: "
…
هؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة (1) ".
…
ومن هنا كان أهل الإلحاد قديماً وحديثاً يحرصون على الطعن والتشكيك فى الإسناد الذى هو خصيصة فاضلة لهذه الأمة ولم يكن هناك شئ أثقل عليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد.
يدل على ما سبق ما رواه الحاكم فى معرفة علوم الحديث قال: "سمعت الشيخ أبا بكر أحمد ابن إسحاق الفقيه (2) وهو يناظر رجلاً، فقال الشيخ: حدثنا فلان. فقال له الرجل: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا. فقال له الشيخ: قم يا كافر، ولا يحل لك أن تدخل دارى بعد هذا، ثم التفت إلينا فقال: ما قلت قط لأحد لا تدخل دارى إلا لهذا"(3) .
وروى الحاكم أيضاً عن أحمد بن سلام الفقيه قال: "ليس شئ أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد (4) ".
(1) راجع: ص 600، 601.
(2)
أحمد بن إسحاق: هو أبو بكر، أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغى الفقيه، كان عالماً بالحديث والرجال، والجرح والتعديل، وفى الفقه كان المشار إليه فى وقته، ثقة مأمون. سمع منه كبار الحفاظ، منهم أبو عبد الله الحاكم، وكلما روى عنه وجمع بينه وبين جماعة يقول: أبو بكر هو الإمام المقدم.له ترجمة فى: الإرشاد فى معرفة علماء الحديث للحافظ الخليل القزوينى ص318،319.
(3)
معرفة علوم الحديث ص 4.
(4)
المصدر السابق ص 4.