الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال فقلنا: يارسول الله أنتحدث عن بني إسرائيل؟ قال: نعم. تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج؛ فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه" (1) .
3_
وروي أيضًا عن زيد بن ثابت مرفوعًا (2) .
ثانيًا: الآثار الموقوفة والمقطوعة:
ذهب إلى النهى عن كتابة السنة النبوية جمع من الصحابة والتابعين
منهم:
1_
أبو بكر الصديق رضي الله عنهم (3) فعن عائشة _ رضى الله عنها _ قالت: جمع أبى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت خمسمائة حديث. فبات ليلة يتقلب كثيرًا. قالت فغمنة فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنيه هلمي الأحاديث التى عندك. فجئته بها. فدعا بنار فأحرقها وقال: خشيت أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل أئمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثنى. فأكون قد نقلت ذلك" (4) .
وفي رواية أخرى، زاد بعد قوله فأكون قد نقلت ذلك، ويكون قد بقى حديث لم أجده فيقال: لو كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ماغاب على أبى بكر. إني حدثتكم الحديث ولا أدرى لعلي لم أتتبعه حرفًا حرفًا.
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 12 _ 13، والخطيب في تقييد العلم ص 34، وفيه عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم، متفق على ضعفه انظر: في ترجمته: تقريب التهذيب 1/ 570 رقم 3879، والضعفاء والمتروكين للنسائي ص 158 رقم 377، والضعفاء لابي نعيم ص 102 رقم 122 والمجروحين لابن حبان 2/ 57، والتاريخ الصغير ص 208 رقم 370، والتاريخ الكبير 5/ 284 رقم 922، والجرح والتعديل 5/ 233 رقم 1107، ولسان الميزان 8/ 488 رقم 13376.
(2)
أخرجه أبو داود في سنته كتاب العلم، باب في كتاب العلم 3/ 318 رقم 3647، وأحمد في المسند 5/ 182، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 63، والخطيب في تقييد العلم ص 35، والقاضي عياض في الإلماع ص 148.
(3)
أبو بكر الصديق: صحابي جليل له ترجمة في: الاستيعاب 3/ 963 رقم 1633، واسد الغابة 13/ 310 رقم 3066، وتاريخ الصحابة 23 رقم 1، وتذكرة الحفاظ 1/ 2 رقم 1، ومشاهير علماء الأمصار ص 10 رقم 2، والإصابة 2/ 341 رقم 4835.
(4)
ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/ 5 وقال لا يصح. والعجب ممن يدعون الأمانة العلمية مثل صاحب أضواء على السنة الذي نقل الرواية السابقة من التذكرة، ولم ينقل حكم الذهبي!!، انظر: أضواء على السنة ص 49، وأعجب منه كذب إسماعيل منصور على الإمام الذهبي حيث قال إسماعيل منصور بعد نقله الراوية السابقة من التذكرة "وحسب المنصف أن يرى هذه الرواية وهي كما وردت موثقة في تذكرة الحفاظ للذهبي) أ. هـ. انظر: تبصير الأمة بحقيقة السنة ص 226.
قال الحافظ ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدًا، وعلى بن صالح لا يعرف، والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكثر من هذا المقدار بآلاف ولعله إنما اتفق له جمع تلك الأحاديث فقط ثم رأى ما رأى لما ذكر. وقال الحافظ السيوطي (1) أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثه عنه به بعض الصحابة كحديث الجدة (2) ونحوه، والظاهر أن ذلك لا يزيد على هذا المقدار، لأنه كان أحفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم كحديث:(ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض)(3) ، ثم خشى أن يكون الذي حدثه وهم فكره نقل ذلك، وذلك صريح في كلامه (4) أ. هـ.
2_
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عن عروة بن الزبير (5) : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك،
(1) السيوطي: هو عبد الرحمن بن أبى بكر محمد السيوطي، جلال الدين، كان إمامًا حافظًا بارعًا ذا قدم راسحة في علوم شتى، فكان مفسرًا، محدثًا فقهيًا أصوليًا، لغويًا، مؤرخًا، له تأليف بلغت نحو ستمائة مصنف منها: الأشباه والنظائر في القواعد الفقهية، والأشباه والنظائر في العربية، والدر المنثور في التفسير بالمأثور، والإتقان في علوم القرآن، والجامع الكبير والصغير، والأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة مات سنة 911هـ. له ترجمة في: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 335 رقم 77 وشذرات الذهب 8/ 51، وطبقات المفسرين للسيوطي ص 3، والبدر الطالع للشوكاني 1/ 328 رقم 228.
(2)
سيأتى تخريجه 2/ 25،26.
(3)
أخرجه الترمذي في سننه كتاب الجنائز، باب رقم 33، 3/ 338 رقم 1018 وقال: أبو عيسى هذا حديث غريب. وعبد الرحمن بن أبى بكر المليكي يضعف من قبل حفظه. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه. فرواه ابن عباس عن أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم. أيضا. وهذا الشاهد الذي ذكره الترمذي أخرجه ابن ماجة في سنته كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم. 1/ 520 رقم 1628 واللفظ له. وفي إسناده الحسين بن عبد الله الهاشمي فيه خلاف انظر: مصباح الزجاجة للبوصيري 1/ 542.
(4)
انظر منتخب كنز العمال 4/ 58، 59؛ ودلائل التوثيق المبكر للسنة للدكتور امتياز أحمد ص 503، وانظر: كذب محمود أبو رية على محمد رشيد رضا بأنه صحح هذه الرواية، في حين أن رشيد رضا نقل حكم الأئمة السابق انظر مجلة المنار 10/ 764، وأضواء على السنة ص 49 هامش.
(5)
عروة بن الزبير: هو عروة بن الزبير بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدنى، روى عن أبويه، وخالته، وعلى، وخلق، وعنه بنوه عثمان، وعبد الله، والزهري، كان فقيها عالما كثير الحديث ثبتا مأمونا، مات سنة 94هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 671 رقم 4577، والكاشف 2/ 18 رقم 3775، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 179، والثقات للعجلي ص 331 رقم 1121، والثقات لابن حبان 5/ 694، وتذكرة الحفاظ 1/ 62 رقم 51، والبداية والنهاية 9/ 101، ومشاهير علماء الأمصار ص 82 رقم 428.
فأشاروا عليه بأن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله عز وجل فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال:" إني كنت أردت أن أكتب السنن وإنى ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكتبوا عليها، وتركوا كتاب الله تعالى، وإنى والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدًا"(1) .
3_
علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عنه قال: "أعزم على كل من عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث تتبعوا أحاديث علمائهم، وتركوا كتاب ربهم"(2) .
4_
أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فعن أبى نضرة قال (3) : قيل لأبى سعيد لو اكتتبنا الحديث فقال: لا نكتبكم، خذو عنا كما أخذنا عن نبينا (4) صلى الله عليه وسلم. .
وعنه من طريق آخر: "قال: أتريدون أن تجعلوها مصاحف، إن نبيكم صلى الله عليه وسلم. كان يحدثنا فنحفظ، فاحفظوا كما كنا نحفظ"(5) .
وعنه من طرق آخر: " قال: قلت لأبي سعيد الخدرى رضي الله عنه: إنك تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثًا عجيبًا، وإنا نخاف أن نزيد فيه أو ننقص قال أردتم أن تجعلوه قرآنًا لا، لا، ولكن خذوا عنا، كما أخذنا عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم. (6) .
5_
أبو هريرة رضي الله عنه روى عنه أنه قال: نحن لا نكتب ولا نكتب" (7) . بفتح نون الفعل الأول، وضم نون الفعل الثاني.
(1) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64، والخطيب في تقييد العلم ص 49.
(2)
أخرجه بن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 63، 64.
(3)
أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة، بضم القاف وفتح المهملة، العبدي أبو نضرة، مشهور بكنيته، روى عن أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وعن على مرسلاً، وعنه قتادة، وعوف، وابن أبى عروبة وخلق. متفق على توثيقه مات سنة 108هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 213 رقم 6915، والكاشف 2/ 295 رقم 5632، والثقات للعجلى 439 رقم 1633، والثقات لابن حبان 5/ 420، طبقات ابن سعد 7/ 207، ومشاهير علماء الأمصار ص 122 رقم 709.
(4)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64.
(5)
المصدر السابق 1/ 64، وأخرجه الخطيب في المحدث الفاصل ص 379، وتقييد العلم ص 36، 37.
(6)
أخرجه الدارمي في سننه المقدمة، باب من لم ير كتابة الحديث 1/ 133 رقم 471، وابن المبارك في مسنده ص 142 رقم 231، وقال المحقق الأستاذ صبحي البدري السامرائي إسناده صحيح، وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64، والخطيب في تقييد العلم ص 38، والمحدث الفاصل ص 363.
(7)
أخرجه الدامي في سننه المقدمة، باب من لم يرك كتابة الحديث 1/ 133، رقم 472 وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 66، والخطيب في تقييد العلم ص 42.
وروي عن سيعد بن أبى الحسن (1) قال: "لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أكثر من أبى هريرة حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.، وإن مروان زمن ما كان على المدينة أراد أن يكتب حديثه، فأبى، وقال: "ارووا كما نروى" فلما أبى عليه تغفله فأقعد له كاتبًا لقنًا ثقافًا فجعل أبو هريرة يحدثه ويكتب الكاتب، حتى استفرغ حديثه أجمع، قال: ثم قال مروان: تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع؟ قال: "وقد فعلتم؟ قال نعم. قال فاقرءوه على إذا، قال: فاقرؤوه عليه، فقال أبو هريرة: أما إنكم قد حفظتم، وإن تطعنى تمحه، قال: فمحاه" (2) .
6_
ابن عباس _ رضى الله عنهما _ روى عنه أنه قال: "إنا لا نكتب العلم ولا نكتبه"(3) وفي رواية قال: "إنا لا نكتب في الصحف إلا الرسائل والقرآن"(4) .
7_
ابن مسعود رضي الله عنه روى عنه: أن علقمة (5) جاءه بكتاب أو صحيفة من مكة أو اليمن فيها أحاديث في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. فدعا جاريته ثم دعا بطست فيها ماء فجعل يمحوها ويقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين} (6) القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بما سواه (7) .
(1) هو سعيد بن أبى الحسن البصري، أخو الحسن البصري، روى عن أمه، وأبى هريرة، وعنه أخوه، وعوف، وسليمان التيمي، متفق على توثيقه، مات سنة 100 هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 350 رقم 2291، والكاشف 1/ 433 رقم 866، والثقات للعجلى ص 182 رقم 536، والثقات لابن حبان 4/ 276، مشاهير علماء الأمصار ص 115 رقم 657.
(2)
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 41.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64، والخطيب في تقييد العلم ص 42.
(4)
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 42، 43 ز
(5)
علقمة هو: علقمة بن قيس بن عبد الله النخعى الكوفي، أبو شبل، أخو يزيد بن قيس، روى عن أبى بكر وعمرو ابن مسعود، وعنه ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، وابن أخته إبراهيم النخعي، وسلمه بن كهيل، وآخرون ثقة ثبت فيه عابد مات 62هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 687 رقم 4697، والكاشف 2/ 34 رقم 3873، وتذكرة الحفاظ 1/ 48 رقم 24، وطبقات الحافظ ص 20 رقم 24، والثقات للعجلى 339 رقم 1161، والبداية والنهاية 8/ 219، ومشاهير علماء الأمصار ص 125 رقم 741.
(6)
الآية 3 من سورة يوسف.
(7)
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 54.
وفي رواية لابن عبد البر زيادة قال أبو عبيد (1) : يرى أن هذه الصحيفة أخذت من أهل الكتاب، لهذا كره عبد الله النظر فيها (2) .
وفي رواية للدارمي عن مرة الهمداني (3)، قال: جاء أبو مرة الكندي بكتاب من الشام فحمله فدفعه إلى عبد الله بن مسعود، فنظر فيه فدعا بطست ثم دعا بماء فمرسه فيه، وقال: إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتابهم. قال حصين: فقال مرة: أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه، ولكن كان من كتب أهل الكتاب (4) .
8_
أبو موسى الأشعرى (5) رضي الله عنه روى عن أبى بردة (6) قال: كتبت عن أبى كتبًا كثيرة فمحاها وقال "خذ عنا كما أخذنا"(7) .
(1) أبو عبيد هو: القاسم بن سلام بالتشديد، البغدادي، أبو عبيد، الإمام المشهور ثقة، فاضل، مصنف، له أقواله في شرح الغريب، مات سنة 224هـ له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 5479، تهذيب التهذيب 8/ 315 رقم 572، الكاشف 2/ 128 رقم 4511، وسؤالات مسعود بن على السجزي للحاكم ص 249 رقم 338، وتاريخ بغداد 12/ 403 رقم 6868، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/ 150 رقم 44.
(2)
جامع البيان العلم 1/ 66.
(3)
مرة الهمداني هو: مرة بن شراحيل الهمذاني، بسكون الميم، أبو إسماعيل الكوفي، هو الذي يقال له مرة الطيب، وإنما سمى طيبًا لكثرة عبادته، روى عن ابن مسعود وعمر، وعنه عمرو بن مرة، وابن أبى خالد، ثقة عابد مات 76هـ. وقيل بعد ذلك في: تقريب التهذيب 2/ 170 رقم 6583، الكاشف 2/ 253 رقم 5361، الثقات للعجلى 424 رقم 1555، مشاهير علماء الأمصار 127 رقم 754، والأنساب المتفقة في الخط لابن القيسراني ص 99 رقم 162.
(4)
أخرجه الدارمي في سننه المقدمة، باب من لم ير كتابه الحديث 1/ 134 رقم 477.
(5)
أبو موسى الأشعرى: صحابي جليل له ترجمة في: الاستيعاب 3/ 979 رقم 1639، واسد الغابة 6/ 299 رقم 6296، وتاريخ الصحابة ص 154 رقم 741، وتذكرة الحفاظ 1/ 23 رقم 10، ومشاهير علماء الأمصار ص 47 رقم 216، والإصابة 2/ 359 رقم 10950.
(6)
أبو بردة هو: أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى، قيل اسمه عامر، وقيل الحارث، روى عن أبيه، وعلى، والزبير، وعنه عبد الله، ويوسف، وحفيدة، بريد ابن عبد الله، متفق على توثيقه، مات سنة 104هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 360 رقم 7981، والكاشف 2/ 407 رقم 6508، وتذكرة الحفاظ 1/ 95 رقم 86، وطبقات الحفاظ ص 43 رقم 84، وطبقات ابن سعد 7/ 133، والثقات للعجلى ص 491 رقم 1903، مشاهير علماء الأمصار ص 130 رقم 776.
(7)
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 39.
وعنه من طريق آخر عن أبى بردة قال: كان أبو موسى يحدثنا بأحاديث فنقوم أنا ومولى لي فنكتبها، فحدثنا يومًا بأحاديث فقمنا لنكتبها فظن أنا نكتبها فقال:"أتكتبان ما سمعتما منى؟ " قالا: نعم. قال: فجيئاني به" فدعا بماء فغسله، وقال "احفظوا عنا كما حفظنا" (1) .
وعنه من طريق آخر عن أبى بردة أبى موسى قال كتبت عن أبى كتابًا فقال: "لولا أن فيه كتاب الله لأحرقته، ثم دعا بمركن أو بإجانة (2) فغسلها، ثم قال: دع عنى ما سمعت منى، ولا تكتب عنى؛ فإنى لم أكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتابًا كدت تهلك أباك"(3) .
9_
عمرو بن دينار (4) _ رحمه الله _: روى عن سفيان الثوري (5) قال: قيل لعمرو: إن سفيان يكتب، فاضطجع وبكى وقال "احرج على من يكتب عنى" قال سفيان:"وما كتبت عنه شيئًا، كنا نحفظ"(6) .
10_
الضحاك (7) _ رحمه الله _: روى عنه أنه قال: "لاتتخذوا للحديث كراريس ككرايس المصاحف"(8) وعنه من طريق آخر قال: "يأتى على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغبارة لا ينظر فيه"(9) .
(1) أخرجه بن عبد البر في جامع البيان العلم 1/ 66، والخطيب في تقييد العلم ص 39، 40.
(2)
إجابة: إناء فيه ماء متغير الطعم واللون. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/ 26.
(3)
أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف 9/ 53، والطبراني في الكبير، ولم أجده في الجزء المطبوع من المعجم، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 151، وعزاه إلى الطبراني في الكبير والبزار بنحوه إلا أن البزار قال: (احفظ كما حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم.، ورجاله رجال الصحيح أ. هـ.
(4)
هو: عمرو بن دينار المكي، أبو محمد، روى عن بن عباس، وبن عمر، وجابر، وعنه شعبة والسفيانان، ومالك، ثقة ثبت، وما قيل عنه من التشيع فباطل، مات سنة 126هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 734 رقم 5040، والكاشف 2/ 75 رقم 4152، والثقات للعجلى 363 رقم 1257، والثقات لابن حبان 5/ 167، والتاريخ الكبير للبخاري 6/ 328 رقم 2544.
(5)
سفيان الثوري: هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، أمير المؤمنين في الحديث، روى عن عمرو بن دينار، وابن المنكدر، وسلمة بن كهيل، وعنه القطان، وعلى بن الجعد، والفريابي، متفق على توثيقه، مات 161هـ له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 371 رقم 3452، الكاشف 1/ 449 رقم 1996، والثقات للعجلى 190 رقم 571، وتذكرة الحفاظ والأنساب المتفقه في الخط لابن القيسراني ص 43 رقم 41.
(6)
أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 47.
(7)
الضحاك هو: الضحاك بن مزاحم الهلالي، الخرساني، أبو القاسم، أبو محمد، صدوق كثير الإرسال مات سنة 105هـ. له ترجمة في تقريب التهذيب 1/ 444 رقم 2989، والكاشف 1/ 509 رقم 2437، والثقات لابن حبان 6/ 185، ومشاهير علماء الأمصار ص 227 رقم 1562.
(8)
اخرجه الخطيب في تقييد العلم، ص 47.
(9)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 65.
11_
عبيدة السلماني (1) رضي الله عنه _ رحمه الله _: " روى عنه أنه دعا بكتبه عند موته، فمحاها وقال: أخشى لأن يليها أحد بعدى، فيضعوها في غير مواضعها (2) .
12_
إبراهيم (3) _ رحمه الله _: روى عن فضيل بن عمرو (4) قال: قلت لإبراهيم: إني آتيك وقد جمعت المسائل، فإذا رأيتك كأنما تختلس منى وأنت تكره الكتابة قال: لا عليك؛ فإنه ما طلب إنسان علمًا إلا آتاه الله منه ما يكفيه، وقل ما كتب رجل كتابًا إلا اتكل عليه" (5) .
13_
علقمة _ رحمه الله _ روى أن مسروق (6) قال له: أكتب لي النظائر قال: أما علمت أن الكتاب يكره؟ قال: بلى إنما أريد أن أحفظها ثم أحرقها، قال "فلا بأس"(7) .
14_
ابن عون (8) _ رحمه الله _ روى عن حماد بن زيد (9) قال:
(1) عَبيدة السلماني هو: عبيدة بن عمرو السلماني بسكون اللام، ويقال بفتحها. أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم، فقيه ثبت مات سنة 72هـ أبو بعدها، والصحيح أنه مات قبل سنة سبعين. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 649 رقم 4429، والكاشف 1/ 694 رقم 3647، والثقات للعجلى 325 رقم 1092، والثقات لابن حبان 5/ 139، ومشاهير علماء الأمصار 125 رقم 735، وتذكرة الحفاظ 1/ 50 رقم 27.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 67، والخطيب في تقييد العلم ص 61.
(3)
إبراهيم هو: إبراهيم بن سويد النخعي روى عن علقمة، والأسود، وعنه فضيل بن عمرو، وسلمة بن كهيل، ثقة، لم يثبت أن النسائي ضعفه له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 57 رقم 184، والكاشف 1/ 213 رقم 145، والثقات للعجلى 52 رقم 26، والثقات لابن حبان 6/ 6، مشاهير علماء الأمصار 194 رقم 1290.
(4)
هو فضيل بن عمرو الفقيمي، بالفاء والقاف مصغرًا، أبو النضر الكوفي، روى عن إبراهيم، والشعبي، وجمع، وعنه أبان من تغلب، وحجاج بن ارطأة، ثقة، مات سنة 110هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 15 رقم 5447، والكاشف 2/ 142 رقم 4487، والجرج والتعديل 7/ 73 رقم 415، والثقات للعجلى 384 رقم 1356، والثقات لابن حبان 7/ 314، ومشاهير علماء الأمصار 197 رقم 1313.
(5)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 68.
(6)
مسروق هو: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمذاني الوادعي، أبو عائشة الكوفي روى عن أبى بكر ومعاذ وعلقمة، وعنه إبراهيم، وأبو إسحاق، ويحيي بن وثاب، ثقة فقهي عابد، مخضرم، مات سنة 63هـ له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 175 رقم 6622، والكاشف 2/ 256 رقم 5391، مات سنة 63هـ له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 175 رقم 6622، والكاشف 2/ 256 رقم 5391، والثقات للعجلى 426 رقم 1561، والثقات لابن حبان 5/ 456، ومشاهير علماء الأمصار ص 126 رقم 746، وتذكرة الحفاظ 1/ 49 رقم 26.
(7)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 66، والخطيب في تقييد العلم ص 58، 59.
(8)
ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون البصري، من أتباع التابعين، روى عن أبى وائل، وإبراهيم، وحماد، وعنه شعبة، والقطان، متفق على توثيقه مات سنة 150هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 520 رقم 3530، والكاشف 1/ 582 رقم 2896، والثقات للعجلى 270 رقم 859، والثقات لابن شاهين 183 رقم 590، ومشاهير علماء الأمصار 180 رقم 1185.
(9)
هو: حماد بن زيد درهم الأزدى، الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، روى عن ابن عون، وثابت، وأبى= =حمزة، وعنه مسدد، وعلى، متفق على توثيقه مات سنة 179هـ. له ترجمة في تقريب التهذيب 1/ 238 رقم 1503، والكاشف 1/ 349 رقم 1219، والثقات لابن شاهين ص 102 رقم 239، والثقات لابن حبان 6/ 217، والثقات للعجلى ص 130 رقم 329، ومشاهير علماء الأمصار ص 188 رقم 1244.