الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما هذه المنة من ربهم عز وجل إلا بيان لعباده مؤمنهم وكافرهم إلى قيام الساعة. بعظم مكانة من اختارهم لصحبة سيد أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم، وأن التجريح والقدح فى تلك المكانة والعدالة إنما هو تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس!!! نعوذ بالله عز وجل من الخذلان.
ثانياً: دلالة السنة المطهرة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم
-:
…
لقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بالعدالة، وأثنى عليهم فى أحاديث يطول تعدادها منها:
1-
قوله صلى الله عليه وسلم:"ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"(1)"ففى هذا الحديث أعظم دليل على أن الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح، ولا ضعيف إذ لو كان فيهم أحد غير عدل، لاستثنى فى قوله صلى الله عليه وسلم وقال: "ألا ليبلغ فلان منكم الغائب" فلما أجملهم فى الذكر بالأمر بالتبليغ لمن بعدهم، دل ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفاً"(2) .
2-
وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِيَنهُ ويَميِنُهُ شَهَادَتَهُ"(3) وهذه الشهادة بالخيرية مؤكدة لشهادة رب العزة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (4) .
(1) سبق تخريجه ص 273.
(2)
الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 1/91.
(3)
البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، ومن صحب النبى صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه 7/5 رقم 3651، ومسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 8/324 رقم 2533 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه واللفظ للبخارى.
(4)
الآية 110 من سورة آل عمران.
3-
وقوله صلى الله عليه وسلم: "النجومُ أَمنةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النجوُمِ، أَتى السماءَ ما تُوعدُ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصْحَابى. فإذا ذهبتُ أَتَى أَصْحَابِى ما يُوعدونَ، وأَصْحَابى أَمنةٌ لأُمَّتِى، فإِذا ذهب أصحابى أتى أُمِتى ما يُوعَدُون"(1) .
4-
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختار أصحابى على العالمين، سوى النبيين والمرسلين، واختار لى من أصحابى أربعة أبا بكر، وعمر وعثمان، وعلياً رضي الله عنهم فجعلهم أصحابى قال فى أصحابى كلهم خير، وأختار أمتى على الأمم، وأختار من أمتى أربعة قرون، القرن الأول والثانى والثالث، والرابع"(2) .
(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبىصلى الله عليه وسلم آمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة 8/322 رقم 2531 من حديث أبى موسى الأشعرى رضي الله عنه.
(2)
أخرجه البزار فى مسنده انظر: كشف الأستار كتاب المناقب، باب مناقب أصحاب النبىصلى الله عليه وسلم1/88، وقال الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد 10/16رواه البزار ورجاله ثقات، وفى بعضهم خلاف.
(3)
الآية 29 من سورة الفتح.
ويؤكد ابن مسعود رضي الله عنه ما سبق من الآية والحديث قائلاً: "إن الله نظر فى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون عن دينه"(1) .
يقول الإمام الآمدى: "واختيار الله لا يكون لمن ليس بعدل"(2) .
5-
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابى. لا تَسُبُّوا أصحابى: فوالذى نفسى بيده! لو أن أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مثلَ أُحُدٍ ذهباً، ما أَدركَ مُدَّ أَحَدِهِم، ولا نَصِيَفهُ"(3) .
(1) أخرجه أحمد فى مسنده 1/379، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/178 رواه أحمد ورجاله موثقون. ورواه ابن عبد البر فى مقدمة الاستيعاب 1/12، 13.
(2)
الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 2/82.
(3)
أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب قول صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذاً خليلاً" 7/25 رقم 3673، ومسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة 8/332 رقم 2540 من حديث أبى هريرة رضي الله عنه واللفظ لمسلم.