الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. ويُعدّ نفى الصفات، هو الأصل الأول من أصولهم الخمسة، وهو التوحيد الذى يعد من أهم أصولهم، فمن ثم نسب إليهم وسموا أنفسهم بـ "أهل التوحيد" وعنوا بالتوحيد ما اعتقدوه من نفى الصفات الإلهية لاعتقادهم أن إثباتها يستلزم التشبيه، ومن شبه الله بخلقه أشرك (1) . ويبنى المعتزلة على هذا الأصل عدة أمور منها:
أ- تعطيل الصفات
…
ب- القول بخلق القرآن
…
ج- إنكار الرؤية
…
فرأس النفاة المعتزلة والجهمية
…
، ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان (2) ، ومن تبعه من الرافضة والكرامية. فإنهم بالغوا فى ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه. تعالى عما يقولون علواً كبيراً (3) .
حكم المعتزلة على من خالفهم فى أصلهم التوحيد:
المعتزلة يكفرون من خالفهم فى هذا الأصل اعنى "التوحيد".
قال القاضى عبد الجبار: "أما من خالف فى التوحيد، ونفى عن الله ما يجب إثباته، وأثبت ما يجب نفيه عنه، فإنه يكون كافراً"(4) .
(1) فتح البارى 13/357.
(2)
هو: مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدى الخرسانى أبو الحسن البلخى المفسر كذبوه وهجروه، ورمى بالتجسيم. مع أنه كان من أدعية العلم بحراً فى التفسير. من مؤلفاته "التفسير الكبير" و"متشابه القرآن" و "الناسخ والمنسوخ" وغير ذلك مات سنة 150هـ له ترجمة فى: ميزان الاعتدال 4/173 رقم 8741،ووفيات الأعيان5/255-257 رقم733،والمجروحين لابن حبان 3/14 - 16، وطبقات المفسرين للداودى 2/330 - 331 رقم 642، وتقريب التهذيب 2/210 رقم 6892، ولسان الميزان 9/198 رقم 14549.
(3)
فتح البارى 13/359.
(4)
شرح الأصول ص 125، وانظر: منهج المدرسة العقلية الحديثة فى التفسير ص 44 - 47.
هذا فضلاً عن طعنهم فى أهل السنة لإثباتهم صفات الله عز وجل فقالوا: إنهم مشبهة غير موحدين لله، ولا يعرفون ربهم؛ لأنهم وصفوه بالأعضاء، والزوال، والاستواء، ويلزم من ذلك أن يكون جسماً (1) .
…
وعلى درب المعتزلة صار أسلافهم، من دعاة اللادينية، ردوا أحاديث الصفات تارة بحجة مخالفتها للعقل لما فى ظاهرها من التشبيه والتجسيم، وتارة بحجة مخالفتها لكتاب الله عز وجل، وتارة ثالثة. بحجة أنها آحاد تفيد الظن، والعقائد بابها اليقين والقطع الحاصل بالتواتر.
…
ومدح أعداء الإسلام من المستشرقين، طريقة المعتزلة فى تأويلهم القرآن، وردهم للأحاديث الواردة فى باب الصفات، وذموا أهل السنة؛ لعدم سلوكهم مسلكهم (2) أ. هـ.
(1) فضل الاعتزال ص 196-197، وانظر: موقف المدرسة العقلية من السنة 1/175، وانظر: ما كتبه حسن السقاف فى مقدمته، وتعليقه على كتاب ابن الجوزى "دفع شبهة التشبيه بأكف التنزيه".
(2)
انظر: العقيدة والشريعة لجولدتسهير ص 125.