‌مسألة [3]: حكم التسوك بالأصابع - فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط ٤ - جـ ١

ومع ذلك فالأمر سهل كما قال الإمام العثيمين رحمه الله، والله أعلم.

‌

‌مسألة [3]: حكم التسوك بالأصابع

؟

جاء عن علي رضي الله عنه عند أحمد (1/ 158) أنه دعا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، فَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ

…

فذكر الحديث.

وهو من طريق المختار بن نافع، عن أبي مطر البصري، عن علي رضي الله عنه به.

والمختار بن نافع ضعيف، وأبو مطر جهله أبو حاتم والذهبي، وتركه حفص بن غياث.

وجاء من حديث أنس رضي الله عنه عند البيهقي (1/ 40): «يجزئ من السواك الأصابع» ، وهو من طريق عيسى بن شعيب، عن عبد الحكم القسملي، عن أنس.

ومن طريق عيسى بن شعيب، ثنا ابن المثنى، عن النضر بن أنس، عن أبيه به.

قال البيهقي رحمه الله: والمحفوظ من حديث ابن المثنى ما أخبرنا

…

فساق بإسناده من طريق خالد بن خداش، ثنا عبد الله بن المثنى الأنصاري، حدثني بعض أهل بيتي، عن أنس

…

فذكره بمعناه.

وقد سماه بعض الضعفاء (ثمامة): أخرجه البيهقي (1/ 41) من طريق أبي أمية الطرسوسي، عن عبد الله بن عمر الحمال، عن عبد الله بن المثنى به.

وأبو أمية، قال فيه الحاكم: كثير الوهم. والثاني قال فيه الإمام الألباني رحمه الله: الظاهر أنه الذي في «تاريخ بغداد» رضي الله عنه (10/ 23) عبد الله بن عمرو الحمال. ولم

يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

قلتُ: وعيسى بن شعيب، هو البصري الضرير، فيه ضعف، وقد اضطرب في الإسناد كما أشار البيهقي، وعبد الحكم القسملي نقل البيهقي عن البخاري أنه قال: منكر الحديث.

وجاء الحديث عن عمرو بن عوف عند أبي نعيم، وفي إسناده كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف، وهو متروك.

وجاء عن عائشة رضي الله عنها عند الطبراني في "الأوسط? رضي الله عنه (6678) وفي إسناده عيسى بن عبد الله، يرويه عن عطاء، عن عائشة. أنكره ابن عدي في "الكامل? (5/ 1839) على عيسى، وقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ

قال أبو عبد الله غفر الله لهُ: لم يثبت في الاستياك بالأصابع حديث، ومذهب المالكية، والشافعية في الأصح عندهم، وكذلك الحنابلة، والحنفية حصول الاستياك بالأصابع، وإجزاؤه به عن السنة، والصحيح أنه لا يدخل في فضيلة الاستياك الوارد بالأحاديث، ولكن لا بأس أن يحصل ذلك في الوضوء للمبالغة في تنظيف الفم.

(1)