الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
به، هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة، إلا ما حكاه أصحابنا عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: ينجس إن كان قام من نوم الليل. وحكي هذا عن إسحاق بن راهويه، ومحمد بن جرير، وداود، وهو ضعيف جدًّا؛ لأن الأصل طهارة الماء واليد، فلا ينجس بالشك، وقواعد الشرع متظاهرة على هذا، ولا يمكن أن يقال: الظاهر من اليد النجاسة. اهـ.
(1)
مسألة [5]: إذا كانت يد النائم مشدودة بجراب، أو نحوه
؟
قال ابن قدامة رحمه الله في «المغني» (1/ 142): وَلَا فَرْقَ بَيْنَ كَوْنِ يَدِ النَّائِمِ مُطْلَقَةً، أَوْ مَشْدُودَةً بِشَيْءٍ، أَوْ فِي جِرَابٍ، أَوْ كَوْنِ النَّائِمِ عَلَيْهِ سَرَاوِيلُهُ، أَوْ لَمْ يَكُنْ. قَالَ أَبُو دَاوُد: سُئِلَ أَحْمَدُ إذَا نَامَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُهُ؟ قَالَ: السَّرَاوِيلُ، وَغَيْرُهُ وَاحِدٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا» . يَعْنِي أَنَّ الْحَدِيثَ عَامٌّ، فَيَجِبُ الْأَخْذُ بِعُمُومِهِ.
مسألة [6]: هل يفتقر غسل اليدين إلى نية
؟
• فيه وجهان عند الحنابلة:
الأول: أنه لابد من النية؛ لأنه طهارة تعبد، فأشبه الوضوء، والغسل.
الثاني: أنه لا يفتقر إلى نية؛ لأنه ليس تعبديًّا محضًا، فقد قال في آخر الحديث:«فإنه لا يدري أين باتت يده» ، وهذا القول أرجح، وهو مقتضى مذهب الشافعية؛ لأنَّ العلة عندهم هي احتمال النجس، والله أعلم.
(2)
(1)
وانظر: «فتح الباري» (162).
(2)
وانظر: «المغني» (1/ 143 - 144).
36 -
وَعَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَسْبِغِ الوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» . أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
(1)
وَلِأَبِي دَاوُد فِي رِوَايَةٍ: «إذَا تَوَضَّأْت فَمَضْمِضْ» .
(2)
(1)
صحيح. أخرجه أبوداود (142)، والترمذي (788)، والنسائي (1/ 66، 79)، وابن ماجه (407، 448)، وابن خزيمة (150)(168)، من طريق يحيى بن سليم، حدثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه به. وإسناده صحيح، رجاله ثقات.
(2)
شاذة، أخرجها أبوداود (144) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن كثير، به.
وقد خالف أبا عاصم أربعة من الرواة، فلم يذكروا هذه الزيادة، وهم:
عبد الرزاق بن همام الصنعاني، رواه عن ابن جريج كما في «مصنفه» (80)، بدون هذه الزيادة.
ويحيى بن سعيد القطان، كما في «مسند أحمد» (4/ 211).
وحجاج المصيصي، كما في «سنن البيهقي» (1/ 51).
وخالد بن الحارث، كما في «السنن الكبرى» للنسائي كما في «تحفة الأشراف» (11172).
فهؤلاء كلهم يروون الحديث عن ابن جريج بدون هذه الزيادة؛ فهي تعتبر شاذة، ويؤيد شذوذها أن ابن جريج شيخهم قد توبع بدون ذكر هذه الزيادة.
فقد تابعه: سفيان الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وداود بن عبدالرحمن العطار.
كل هؤلاء الثلاثة رووا الحديث عن إسماعيل بن كثير بدون هذه الزيادة، وانظر تخريج رواياتهم في «المسند الجامع» (15/ 8 - 9).
وقد جاءت زيادة أخرى بلفظ: «وبالغ في المضمضة، والاستنشاق؛ إلا أن تكون صائمًا» ، أخرجها الدولابي كما في «التلخيص» (1/ 139)، من طريق: عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن كثير، به.
وزيادة: «المضمضة» تعتبر شاذة أيضًا، فقد روى الحفاظ الحديث عن سفيان بدون هذه الزيادة، وهم:
وكيع بن الجراح، كما في «مسند أحمد» (4/ 33)، وغيره.
عبدالرزاق الصنعاني، كما في «مصنفه» (79).
يحيى بن آدم كما في «سنن النسائي» (1/ 79).
محمد بن يوسف الفريابي، كما في «الطبراني» (19/ 482)، والبيهقي (4/ 261).
أبو نعيم الفضل بن دكين، كما في «الطبراني» (19/ 482).
محمد بن كثير العبدي، كما في «مستدرك الحاكم» (1/ 147 - 148).
فكل هؤلاء رووا الحديث عن سفيان الثوري بدون هذه الزيادة.
بل إنَّ عبدالرحمن بن مهدي بنفسه روى هذا الحديث عن سفيان بدون هذه الزيادة كما في «مسند أحمد» (4/ 33)، والنسائي في «الكبرى» (3047)؛ فالزيادة في المضمضة لا تثبت، ولعل الوهم في زيادتها من الدولابي رحمه الله، والله أعلم.