الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه حجرين، وألقى الروثة، وقال: إنها رِكسٌ.
والراجح هو القول الأول، وأما استدلالهم بحديث:«ومن استجمر، فليوتر» ، فهو مُجْمَلٌ، مُبَيَّنٌ بحديث سلمان، بأنَّ هذا الوتر لا يقل عن ثلاث، ولفظ حديث سلمان عند ابن المنذر (1/ 349)، وغيره، قال:«ولا يكفي أحدكم دون ثلاثة أجحار» ، وأما حديث ابن مسعود، فأمره محتمل، فلعله أخذ حجرًا ثالثًا، كما جاء في رواية أنه قال:«ائتني بحجر» ، أو اكتفى بطرف أحدهما عن الحجر الثالث، وأما حديث أبي هريرة؛ فهو ضعيفٌ، في إسناده مجهولان: حصين الحميري، وأبو سعد، ويقال: سعيد، الحبراني، الحمصي.
وأما قولهم: (المقصود هو الإنقاء)، فهذا شرطٌ، وزاد الشارع شرطًا آخرَ، وهو ألَّا يقل عن ثلاثة أحجار، والله أعلم.
(1)
قال ابن قدامة رحمه الله في «المغني» (1/ 207): ومعنى الإنقاء إزالة عين النجاسة، وبلتها، بحيث يخرج الحجر نقيًّا، وليس عليه أثر؛ إلا شيئًا يسيرًا، ويشترط الأمران جميعًا، الإنقاء، وإكمال الثلاثة، أيهما وُجِدَ دون صاحبه لم يكفِ.
مسألة [5]: الحجر الكبير الذي له ثلاث شعب، هل يقوم مقام ثلاثة أحجار
؟
• ذهب الشافعي، وإسحاق، وأبو ثور، وأحمد في رواية إلى أنه يجزئه الحجر الكبير الذي له ثلاثة شُعب، ويقوم مقام ثلاثة أحجار، وذلك لأنَّ العلة في أمره -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بثلاثة أحجار لأجل أن لا يكرر الإنسان المسح على وجه واحد؛ لأنه إذا فعل
(1)
انظر: «المجموع» (2/ 104)، «الأوسط» (1/ 349 - )، «المغني» (1/ 207).