الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَصْلٌ فِي مَسَائِلَ أُخْرَى تُذْكَرُ فِي بَابِ آدَابِ قَضَاءِ الحَاجَةِ
مسألة [1]: التبول، أو التغوط في المياه الراكدة، أو الجارية
.
تقدم نقل كلام أهل العلم، وحكم المسألة في باب المياه.
مسألة [2]: التبول في الجحر
.
جاء في «مسند أحمد» (5/ 82)، و «سنن أبي داود» (29)، و «وسنن النسائي» (1/ 33)، من حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى أن يُبَال في الجحر، وهو من طريق: قتادة، عن عبد الله بن سرجس، وقد نفى سماعه منه أحمد، ولكن أثبته أبو زرعة كما في «جامع التحصيل» ، والمثبت مقدم على النافي.
وهذا الحديث يدل على النهي عن التبول في الجحر، وقد حمله الشافعية، والحنابلة، وغيرهم على كراهة التنزيه كما في «المجموع» (1/ 85 - 86)، و «المغني» (1/ 225)، لكن قال الشوكاني رحمه الله في «السيل الجرار» (1/ 66): والنهي حقيقة للتحريم. اهـ
مسألة [3]: حكم البول قائمًا
.
جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما في «الصحيحين»
(1)
: أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بال
(1)
أخرجه البخاري برقم (224)، ومسلم برقم (273).
قائمًا. وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: من حدثكم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بال قائمًا فقد كذب، ما بال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قائمًا منذ نزل عليه القرآن. أخرجه الترمذي برقم (12) بإسناد صحيح.
فتبين من هذين الحديثين أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان أكثر ما يبول وهو جالس؛ ولذلك أنكرت عائشة، وكذَّبتْ من يقول: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بال قائمًا. وهذا حسب علمها، وقد أثبته حذيفة، فيدل على جوازه أيضًا، وإن كان الأكثر هو الجلوس.
وقد صحَّ عن ابن مسعود أنه قال: من الجفاء أن تبول وأنت قائمٌ. وكان سعد ابن إبراهيم لا يجيز شهادة من بال قائمًا، وهؤلاء محجوجون بحديث حذيفة رضي الله عنه؛ ولذلك قال ابن المنذر رحمه الله في «الأوسط» (1/ 333 - ): ثبت عن جماعة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنهم بالوا قيامًا، وممن ثبت ذلك عنه: عمر بن الخطاب، وروي ذلك عن علي، وثبت ذلك عن زيد بن ثابت، وابن عمر، وسهل بن سعد، وروي ذلك عن أنس، وأبي هريرة، وفعل ذلك محمد بن الحسن، وعروة بن الزبير.
قلتُ: وهذه الآثار عن الصحابة كلها صحيحة عنهم؛ إلا أثر أنس، وأبي هريرة رضي الله عنهما.
قال ابن المنذر رحمه الله: يبول جالسًا أحب إليَّ للثابت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه بال جالسًا، ولأنَّ أهل العلم لا يختلفون فيه، ولا أنهى عن البول قائمًا؛ لثبوت حديث حذيفة. اهـ.
(1)
(1)
وانظر: «المجموع» (2/ 84 - )، و «المغني» (1/ 223 - 224).