الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشافعي
(1)
، وداود الظاهري
(2)
، ورجحه الشوكاني
(3)
، والصنعاني
(4)
.
دليل من قال: إن الخمر نجسة
.
الدليل الأول:
قال تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}
(5)
.
وجه الاستدلال:
أن الله تعالى وصف الخمر بأنها رجس، والرجس في عرف الشرع هو النجس نجاسة عينية.
وأجيب:
بأن الرجس في الآية لا يراد به النجاسة الحسية، لما يأتي:
أولاً: أن الله سبحانه وتعالى قرن الخمر بالميسر والأنصاب والأزلام، وإذا كانت هذه الأشياء ليست نجسة نجاسة حسية، فكذلك الخمرة، ولو كانت كلمة رجس نصاً في النجاسة الحسية لكانت هذه الأشياء نجسة نجاسة حسية، فلما لم تدل على نجاسة تلك الأشياء، لم تدل على نجاسة
(1)
المرجع السابق.
(2)
المجموع (2/ 581).
(3)
السيل الجرار (1/ 35).
(4)
سبل السلام (1/ 61).
(5)
المائدة: 90.
الخمرة
(1)
.
ثانياً: أن الرجس هنا وصف بقوله: " من عمل الشيطان " فهو رجس عملي، أي معنوي، وليس رجساً حسياً، ولذلك قال القرطبي: من عمل الشيطان: أي بحمله وتزيينه.
ثالثاً: الرجس في كلام الشارع أكثر ما جاء في النجاسة المعنوية، قال تعالى:{إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت}
(2)
، وقال تعالى:{ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون}
(3)
، وقال تعالى:{كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}
(4)
، وقال سبحانه:{قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب}
(5)
، وقال سبحانه:{وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم}
(6)
، وقال سبحانه: {فأعرضوا
(1)
وحاول المخالفون الخروج من هذا بقولهم: إن الميسر والأنصاب والأزلام خرجت بالإجماع على طهارتها، وبقي ما عداها على النجاسة.
فيقال: ما دام أن كلمة رجس ليست نصاً في النجاسة الحسية، لم يكن هذا الدليل حجة في النجاسة؛ لأن الإجماع دل على أن كلمة رجس قد تطلق على الشيء وهو ليس بنجس.
ثم إنه ليس هناك إجماع، فقد خالف ابن حزم، فقال بنجاسة الميسر والأنصاب والأزلام، ولكن لا يعرف هذا القول إلا لابن حزم رحمه الله، وهو رأي لا يستند إلى حجة.
(2)
الأحزاب: 33.
(3)
يونس: 100.
(4)
الأنعام: 125
(5)
الأعراف: 71.
(6)
التوبة: 125.
عنهم إنهم رجس}
(1)
، وقال:{فاجتنبوا الرجس من الأوثان}
(2)
،
فإذا كان الأكثر في كلام الشارع إطلاق الرجس على النجاسة المعنوية، كما مر معنا في الآيات السابقة، والميسر والأنصاب والأزلام يراد بها النجاسة المعنوية، والخبر هنا إخبار عن الأربعة الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فالقول بأن الرجس في الخمر وحده فقط دليل على النجاسة الحسية، وعلى غيره مما قرن معه يراد به النجاسة المعنوية فيه نوع تحكم لا دليل عليه.
ولذلك لم ير النووي - وهو ممن يرى نجاسة الخمر - في الآية نصاً على نجاسة الخمر، حيث يقول رحمه الله:
" ولا يظهر من الآية دلالة ظاهرة لأن الرجس عند أهل اللغة القذر ولا يلزم من ذلك النجاسة، وكذا الأمر بالاجتناب لا يلزم منه النجاسة"
(3)
.
(1637 - 165) رابعاً: ساق ابن جرير الطبري من طريق عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة،
عن ابن عباس قوله: رجس من عمل الشيطان، يقول: سخط
(4)
.
[إسناده ضعيف]
(5)
.
(1)
التوبة: 95.
(2)
الحج: 30.
(3)
المجموع (2/ 582).
(4)
تفسير الطبري (7/ 32).
(5)
علي بن أبي طلحة قال الحافظ عنه في التقريب: أرسل عن ابن عباس، ولم يره.
وعبد الله بن صالح كثير الخطأ.