الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعن أبي أُمامة أنه أخبره رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ السنّة في الصلاة على الجنازة أن يُكبّر الإِمام، ثمّ يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرّاً في نفسه، ثمّ يُصلّي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ويُخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات (الثلاث)، لا يقرأ في شيء منهنّ، ثمّ يُسلّم سرّاً في نفسه [حين ينصرف [عن يمينه]، والسنّة أن يفعل من وراءه مثلما فعَل إِمامه] " (1).
قال شيخنا رحمه الله: "وأما صيغة الصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنازة؛ فلم أقف عليها في شيء من الأحاديث الصحيحة، فالظاهر أنّ الجنازة ليس لها صيغة خاصة، بل يُؤتى فيها بصيغة من الصيغ الثابتة في التشهد في المكتوبة".
يأتي ببقية التكبيرات ويخلص الدعاء للميت
؛
ثمّ يأتي ببقية التكبيرات، ويخلص الدعاء فيها للميت، لحديث أبى أُمامة المتقدّم، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إِذا صليتم على الميت؛ فأخلصوا له الدعاء"(2).
الدعاء بالثابت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الأدعية:
ويدعو فيها بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأدعية، وفي ذلك أحاديث:
الأول: عن عوف بن مالك قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظتُ من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافِهِ واعفُ عنه، وأكرِم نُزُلَهُ
(1) أخرجه الشافعي في "الأم"، والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وشيخنا في "أحكام الجنائز"(ص 155).
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2740)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1216) وغيرهما.
ووسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغسله بالماء والثلجِ والبَرَدِ، ونقِّه من الخطايا كما نقَّيْتَ الثوب الأبيض من الدنس وأَبدِلْه داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأَدخِله الجنة، وأَعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النّار).
قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت" (1).
الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلّى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهِدِنا وغَائبِنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييتَه منّا فأحْيهِ على الإِسلام، ومن توفّيته منّا فتوفَّه على الإِيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تُضِلَّنا بعده"(2).
الثالث: عن واثلة بن الأسقع قال: "صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين، فسمعته يقول: "اللهمّ إِنّ فلان بن فلان، في ذمّتك، فَقِهِ فِتنة القبر - قال عبد الرحمن: في ذمتك وحَبْلِ جوارك فَقِهِ من فتنة القبر- وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحمد، اللهم فاغفر له وارحمه، إِنّك أنت الغفور الرحيم" (3).
الرابع: عن يزيد بن رُكانة بن المطَّلب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قام للجنازة ليُصلّي عليها قال: "اللهم عبدُك وابنُ أَمَتِكِ، احتاج إِلى رحمتك،
(1) أخرجه مسلم: 963.
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2741)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(817)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1217).
(3)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2742)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1218)، وغيرهما.