الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثمّ ينام حتى الفجر.
فإِذا تبيّن له الفجر؛ صلّى في أوّل وقته بأذان وإِقامة.
المبيت بالمزدلفة وصلاة الفجر فيها:
ولا بُدّ من صلاة الفجر في المزدلفة لجميع الحجاج؛ إِلا الضعفَة والنساء؛ فإِنّه يجوز لهم أن ينطلقوا منها بعد نصف الليل؛ خشية حَطَمة الناس.
"والسّنّة أن يبت بمزدلفة إِلى أن يطلع الفجر، فيصلّي بها الفجر في أوّل الوقت، ثمّ يقف بالمشعر الحرام إِلى أن يسفر جدّاً قبل طلوع الشمس، فإِن كان من الضعفة كالنساء والصبيان ونحوهم -فإِنّه يتعجل من مزدلفة إِلى منى إِذا غاب القمر، ولا ينبغي (1) لأهل القوة أن يخرجوا من مزدلفة حتى يطلع الفجر، فيصلّوا بها الفجر، ويقفوا بها، ومزدلفة كلها موقف، لكن الوقوف عند قزح أفضل، وهو جبل الميقدة، وهو المكان الذي يقف فيه الناس اليوم، وقد بني عليه بناءٌ، وهو المكان الذي يخصه كثير من الفقهاء باسم المشعر الحرام"(2).
أجابنا شيخنا رحمه الله عن حدّ المبيت في المزدلفة قائلاً:
"المبيت: هو كما فعَلَه الرسول عليه السلام الأمر واضح جدّاً
…
حَجَّةُ الرسول عليه السلام معلومة تماماً، حتى أفاض من عرفات عندما غربت الشمس، فيجب على الجميع أن ينطلقوا من عرفات حينما يرون
(1) قلت: ولا يخفى مدلول كلمة (لا ينبغي)، قال الله تعالى:{وما علّمناه الشعر وما ينبغي له} . وقال صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لمؤمن أن يُذّل نفسه
…
".
(2)
"مجموع الفتاوى"(26/ 135).
الشمس قد غربت، هنا قد تختلف الظروف كما يقع في كثير من الأحيان في الازدحام؛ قد لا يَصِلون إِلا مع الفجر مثلاً، وقد يصلون بربع ساعة أو نصف ساعة حسبما يتيّسر، إِذاً فبمجرّد وصول من أفاض من عرفات إِلى مزدلفة يبدأ وقت المبيت، ومبيت الليلة يعني يشمل الليل، فالرسول صلى الله عليه وسلم ماذا فعَل الليل كله؟
…
وقد يقول القائل: البيات بعد نصف الليل! نقول له أولاً: هذا مخالف لفعل الرسول عليه السلام الذي نعتبره بياناً لقوله صلى الله عليه وسلم: "لتأخذوا مناسككم" هذا أولاً.
ثانياً: اللغة لا تساعد على هذا التعديل، لأنَّ بات يبدأ من بعد الغروب، إِذاً يبقى من حيث اللغة البيات على عمومه؛ والسُّنّة العملية تؤيده أو تقيّده
…
".
ومزدلفة كلها موقف، فحيثما وقف فيها جاز.
ثمّ ينطلق قبل طلوع الشمس إِلى منى؛ وعليه السكينة وهو يلبي.
فإِذا أتى بطن مُحَسِّر؛ أسرع السير إِذا أمكنه، وهو من منى.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ارفعوا عن بطن مُحسِّر، وعليكم بمثل حصى الخَذَف "(1).
وعن علي رضي الله عنه قال: "لما أصبح النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ وقف على قُزَح فقال: هذا قُزَح وهو الموقف، وجمْعٌ كلها موقف"(2).
(1) أخرجه أحمد وغيره، وانظر "الصحيحة"(1534).
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1705)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(702).