الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن نطوف بين الصفا والمروة؟ فأنزل الله تعالى: {إِنّ الصفا والمروة من شعائر الله} الآية، قالت عائشة رضي الله عنها: وقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما؛ فليس لأحدٍ أن يترك الطواف بينهما" (1).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون؛ فكانت سُنّة، فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة"(2).
وعن حبيبة بنت أبي تِجْرَأة قالت: "دخلتْ على دار أبي حسين نسوةٌ من قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة وهو يسعى، يدور به إِزاره من شدة السعي، وهو يقول لأصحابه: اسعوا فإِن الله كتب عليكم السعي"(3).
وسألت شيخنا رحمه الله: ماذا ترون حُكم السعي بين الصفا والمروة؟
فقال رحمه الله: "رُكن".
أصل مشروعيته:
قال ابن عباس: "أول ما اتخذ النساء المِنطَق (4) من قِبل أم إِسماعيل؛ اتخذت مِنطقاً لتُعفّي (5) أثرها على سارة، ثمّ جاء بها إِبراهيم وبابنها إِسماعيل
(1) أخرجه البخاري: 1643، ومسلم:1277.
(2)
أخرجه مسلم: 1277.
(3)
أخرجه أحمد، وصحّحه شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(1072).
(4)
المِنْطَق: هو ما يشدّ به الوسط.
(5)
أي: لتُخفي، وانظر ما قاله الحافظ رحمه الله في شرح هذا الأمر.
-وهي تُرضعه- حتى وضعها عند البيت عند دوحة (1) فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً (2) فيه تمر وسقاءً فيه ماء، ثمّ قفّى (3) إِبراهيم منطلقاً، فتبعته أمّ إِسماعيل فقالت: يا إِبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إِنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إِليها، فقالت له: آللهُ الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إِذن لا يُضيعنا، ثمّ رجعت.
فانطلق إِبراهيم حتى إِذا كان عند الثّنيّة حيث لا يرونه؛ استقبل بوجهه البيت ثمّ دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: {ربنا إِني أسكنتُ من ذرّيّتي بوادٍ غير ذي زرع} حتى بلغ: {يشكرون} ؛ وجعلت أمّ إِسماعيل ترضع إِسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إِذا نفد ما في السقاء؛ عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إِليه يتلوّى -أو قال: يتلبّط (4)؛ فانطلقت كراهية أن تنظر إِليه، فوجدت الصّفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثمّ استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟ فلم ترَ أحداً، فهبطت من الصفا، حتى إِذا بلغت الوادي؛ رفعت طرف دِرعها، ثمّ سعت سعي الإِنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثمّ أتت المروة فقامت عليها؛ فنظرت هل ترى أحداً فلم ترَ أحداً،
(1) الدوحة: الشجرة الكبيرة.
(2)
وعاء يحفظ فيه الزاد ونحوه. "الوسيط".
(3)
أي: ولّى راجعاً إِلى الشام.
(4)
أي: يتمرّغ ويضرب بنفسه الأرض ويقرب منها.
ملاحظة: استفدت من "فتح الباري" في شرح غريب ألفاظ هذا الحديث.