الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (1).
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: "ما أَطيَبَكِ من بلد، وأَحَبَّكِ إِليّ! ولولا أنّ قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"(2).
جواز دخول مكّة بغير إِحرام
عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "دخل مكّة وعليه عمامة سوداء بغير إِحرام"(3).
وقال البخاري رحمه الله: "باب دخول الحرم ومكّة بغير إِحرام".
ودخل ابن عمر، وإنما أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالإِهلال لمن أراد الحج والعمرة (4). ثمّ ذكر برقم (1845) حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هنّ لهنّ ولكلِّ آتٍ أتى عليهنّ من غيرهم؛ ممنّ أراد الحجّ والعمرة، فمن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة" (5).
(1) أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(3082)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2523)، وصحح شيخنا رحمه الله إِسناده في "المشكاة"(2725).
(2)
أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(3083)، وصحح شيخنا رحمه الله إِسناده في "المشكاة"(2724).
(3)
أخرجه مسلم: 1358.
(4)
انظر "كتاب جزاء الصيد"(باب - 18).
(5)
وأخرجه مسلم: 1181، وتقدّم.
ثمّ ذكر برقم (1846) حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه مِغفَر (1)، فلمّا نزعه جاء رجل فقال: إنّ ابن خَطَلٍ متعلّق بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه"(2).
قال الحافظ في "الفتح"(4/ 59) في قول البخاري -رحمهما الله-: "ودخل ابن عمر": ووصله مالك في "الموطا" عن نافع قال: "أقبل عبد الله بن عمر من مكة، حتى إِذا كان بقُديد -يعني: بضم القاف-؛ جاءه خبر عن الفتنة، فرجع فدخل مكة بغير إِحرام"(3).
ولعلّ مراد الإِمام البخاري رحمه الله: أن دخول النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه المغفر؛ يدلّ على جواز دخول مكّة بغير إِحرام؛ لأنّ المحرم لا يغطيّ رأسه. والله أعلم.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "هُنّ لهنّ ولكلّ آتٍ أتى عليهنّ من غيرهم، ممن أراد الحجّ والعمرة": دليل على تخصيص الإِحرام بمن أراد الحج والعمرة، ومفهومه: أن التردّد إِلى مكة لغير قصد الحج والعمرة لا يلزمه الإِحرام (4).
(1) جاء في "الفتح": "زرد يُنسج من الدروع على قدر الرأس
…
وفي "المشارق": هو ما يجعل من فضل دروع الحديد على الرأس مثل القلنسوة".
(2)
وأخرجه مسلم: 1357.
(3)
وصححّ شيخنا رحمه الله إِسناده في "مختصر البخاري"(1/ 432).
(4)
انظر "الفتح"(4/ 59) بتصرّف يسير.