الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقلت لسالم: أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال سالم: وهل يتبعون بذلك إِلا سنته؟! " (1).
عن حارثة بن وهب الخُزاعي رضي الله عنه قال: "صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى -والناس أكثر ما كانوا-؛ فصلّى بنا ركعتين في حجة الوداع.
قال أبو داود: حارثة من خزاعة ودارهم بمكة" (2).
ويؤذن لهما أذاناً واحداً وإقامتين.
ولا يُصلّي بينهما شيئاً (3).
ومن لم يتيسر له صلاتهما مع الإِمام؛ فليصلّهما كذلك وحده، أو مع من حوله من أمثاله (4).
الوقوف بعرفة:
ثمّ ينطلق إِلى عرفة، فيقف عند الصخرات عند أسفل جبل الرحمة، إِن تيسّر له ذلك؛ وإلا فعرفة كلّها موقف.
عن جابر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " .. ووقفت هاهنا وعرفة
(1) أخرجه البخاري: 1662.
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1728).
(3)
قال شيخنا رحمه الله: "وكذلك لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه تطوع قبل الظهر وبعد العصر هنا وفي سائر أسفاره؛ ولم يثبت أنّه صلّى شيئاً من الرواتب فيها؛ إِلا سنتي الفجر والوتر".
(4)
رواه البخاري عن ابن عمر تعليقاً.
كلّها موقف، ووقفت هاهنا وجَمْعٌ كلها موقف" (1).
وعن يزيد بن شيبان قال: "أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة -في مكان يباعده عمرو عن الإِمام- فقال: أما إِني رسولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِليكم، يقول لكم: قفوا على مشاعركم؛ فإِنكم على إِرثٍ من أرث أبيكم إِبراهيم"(2).
ويقف مستقبلاً القبلة، رافعاً يديه يدعو ويُلبي.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "كنت رديف النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعرفات، فرَفَع يديه يدعو"(3).
وفي حديث جابر رضي الله عنه: "واستقبل القبلة"(4).
ويكثر فيها من التهليل؛ فإِنّه خير الدعاء يوم عرفة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير"(5).
(1) أخرجه مسلم: 1218.
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1688)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(700)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2438)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(2820)، وجوّد شيخنا رحمه الله إسناده في "المشكاة"(2595).
وقال شيخ الإِسلام رحمه الله كما في "الاختيارات"(ص 118): "ولا يشرع صعود جبل الرحمة إِجماعاً".
(3)
أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي"(2817).
(4)
أخرجه مسلم: 1218.
(5)
حديث حسن أو صحيح، له طرق خرّجها شيخنا رحمه الله في "الصحيحة"(1503).