الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسأله أحد الإِخوة عن ذلك؟
فقال شيخنا رحمه الله: "متى تذكّر؟ فأجاب السائل: في مكة وقد اعتمر.
فقال رحمه الله: يتحلّل ويَعدّ هذا تمتُّعاً، وإذا أنهى الحج؛ فلا حرج عليه بالذي أتى به".
فإِذا بلغ الحرم المكي، ورأى بيوت مكة؛ أمسك عن التلبية (1)؛ ليتفرغ للانشغال بغيرها مما يأتي (2).
الاغتسال لدخول مكة:
ومن تيسَّر له الاغتسال قبل الدخول؛ فليغتسل، وليدخل نهاراً؛ أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
(1) أخرجه البخاري: 1573.
(2)
عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: "سئل عطاء: متى يقطع المعتمر التلبية؟ فقال: قال ابن عمر: إِذا دخل الحرم. وقال ابن عباس: حتى يمسح الحجر. قلت: يا أبا محمد! أيهما أحب إِليك؟ قال: قول ابن عباس". أخرجه البيهقي. وقال شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(4/ 297): "وسنده صحيح".
وعن مجاهد قال: "كان ابن عباس رضي الله عنه يلبي في العمرة حتى يستلم الحجر ثمّ يقطع. قال: وكان ابن عمر رضي الله عنه يلبي في العمرة حتى إِذا رأى بيوت مكة ترك التلبية، وأقبل على التكبير والذكر؛ حتى يستلم الحجر". سنده صحيح أيضاً، قاله شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(4/ 298).
(3)
انظر "صحيح البخاري"(1574).
وليدخل من الناحية العليا التي فيها اليوم باب المعلاة؛ فإِنه صلى الله عليه وسلم دخلها من الثنية العليا؛ ثنية (كَدَاءَ)، المشرفة على المقبرة، ودخل المسجد من باب بني شيبة؛ فإِن هذا أقرب الطرق إِلى الحجر الأسود.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء، ويخرج من الثنية السفلى"(1).
وله أن يدخلها من أي طريق شاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل فجاج مكة طريق ومنحر"(2).
وفي حديث آخر: "مكة كلها طريق: يدخل من هاهنا، ويخرج من هاهنا"(3).
فإِذا دخلت المسجد؛ فلا تنس أن تقدّم رجلك اليمنى (4)، وتقول:"اللهم! صلّ على محمد وسلم، اللهمّ! افتح لي أبواب رحمتك"(5).
أو: "أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان
(1) أخرجه البخاري: 1576، ومسلم:1257.
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(1707)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2473)، وانظر "الصحيحة"(2464).
(3)
رواه الفاكهي بسند حسن.
(4)
فيه حديث حسن مخرج في "الصحيحة"(2478).
(5)
انظر "الكلم الطيب" لشيخ الإِسلام ابن تيمية، بتحقيق شيخنا -رحمهما الله- (ص 51، 52).