الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الإِهمال، ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه؛ فلا يأمن أن يجرّه ذلك إِلى العمل بمِثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم.
وبهذا يندفع اعتراض من قال: كيف يصيب عذاب الظالمين من ليس بظالم؟ لأنّه بهذا التقرير لا يأمن أن يصير ظالماً؛ فيُعذَّب بظلمه".
لا يمشي منتعلاً بين قبور المسلمين:
ولا يمشي بين قبور المسلمين في نعليه؛ لحديث بشير بن الخصاصية قال: "بينما أُماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أتى على قبور المسلمين
…
فبينما هو يمشي؛ إِذ حانت منه نظرة؛ فإِذا هو برجلٍ يمشي بين القبور عليه نعلان، فقال: يا صاحبَ السِّبْتيَّتيْن (1) ألقِ سِبتيّتيْك. فنظر، فلمّا عرف الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع نعليه، فرمى بهما" (2).
قال الحافظ في "الفتح"(3/ 160): "والحديث يدلُّ على كراهية المشي بين القبور بالنّعال، وأغرب ابن حزم فقال: يحرم المشي بين القبور بالنّعال السّبّتية دون غيرها! وهو جمود شديد.
قال شيخنا رحمه الله (ص 253): "وقد ثبت أن الإِمام أحمد كان يعمل بهذا الحديث، فقال أبو داود في "مسائله" (ص 158): "ورأيت أحمد إِذا تبع الجنازة فقرُب من المقابر؛ خلع نعليه".
(وكذا في "العلل" (3091) - طبع بيروت).
(1) جاء في "النهاية": "السّبت -بالكسر-: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ [ورق شجر له شوك]، يتخذ منها النعال، سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنّ شعرها قد سُبت عنها؛ أي: حُلق.
(2)
أخرجه أصحاب "السنن" وغيرهم، وقد تقدّم.